وقف الوجبات الساخنة بأغلب مدارس الطارف
توقفت منذ الثلاثي الثاني، أغلب المدارس الابتدائية بولاية الطارف، عن توزيع الوجبات الساخنة على التلاميذ، خصوصا بالمناطق النائية و الحدودية الجبلية، أين يعاني عشرات التلاميذ من ظروف اجتماعية صعبة بسبب الفقر و انتشار العوز.
و ذكر بعض أولياء التلاميذ في اتصال مع «النصر»، أن عديد المطاعم المدرسية إمتنعت منذ عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة بعد انقضاء عطلة الربيع، عن توزيع الوجبات الساخنة من تقديم مبررات مقنعة، حيث اكتفى مسيرو المدارس بتوزيع قطع من الخبز و حبات من الجبن على التلاميذ تبقى لا تكفي رمق الصغار مع الجوع، لاسيما القاطنين بالأرياف و المناطق المعزولة، الذين يضطرون البقاء طوال اليوم بمدارسهم دون وجبات ساخنة، لبعد مقر سكناهم على مسافة كيلومترات و هو ما أثار مخاوف ذويهم من مغبة انعكاس هذه الوضعية على تحصيلهم التربوي في نهاية الموسم الصيفي، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يعانون من مضاعفات صحية بسبب سوء التغذية و الأمراض و الذين بحاجة لوجبات ساخنة منتظمة يوميا، تسمح لهم بالحفاظ على صحتهم و متابعة دروسهم بشكل طبيعي.
و قال الأولياء، بأنهم طرقوا أبواب البلديات المعنية و مسيري المدارس الابتدائية التي امتنعت عن توزيع الوجبات الساخنة رغم توفر الإعتمادات المالية المخصصة للعملية، من دون إيجاد آذان صاغية التكفل بالمشكلة التي باتت الهاجس الذي يؤرقهم و أطفالهم على حد سواء، كما تم طرح القضية على السلطات المحلية خلال زيارتها الميدانية، آخرها ببلدية عين العسل حيث لازال التلاميذ ببعض المدارس دون وجبات ساخنة من دون معالجة المشكلة رغم التعليمات الموجهة للقائمين و المنتخبين.
و ناشد الأولياء و الجمعيات، الوالي الجديد، للتدخل العاجل بحل مشكلة توزيع الوجبات الساخنة عبر المدارس الابتدائية في أقرب وقت، لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ و الرفع من تحصيلهم العلمي، لعلاقة الجسم السليم حسبهم في العقل السليم، فيما لم تتوان جمعيات أخرى في المطالبة بفتح تحقيق لمعرفة وجهة الأموال المخصصة للبلديات، للتكفل بتوزيع الوجبات الساخنة على تلاميذ المدارس الإبتدائية طوال الموسم الدراسي و هذا في ظل الاشتباه في وجود لائحة فساد حسبهم تطبع هذا الملف بشكل مباشر و غير مباشر، خاصة العلاقة المشبوهة التي تطبع العلاقة بين مسيري بعض المدارس و الموردين و الأسعار المعتمدة في تموين المطاعم بشتى السلع و المواد الغذائية لتحضير الوجبات للتلاميذ و التي اشتكى التلاميذ و ذويهم طيلة الموسم الدراسي، من رداءة نوعيتها و قلة قيمتها الصحية، ناهيك عن الحالة المزرية التي توجد عليها المطاعم أمام تدهور حالتها و ضيق حجراتها و افتقارها للوسائل المادية و البشرية.
في حين أوضح بعض مسيرو المدارس، بأن توقف تحضير الوجبات الساخنة للتلاميذ، مرده توقف الموردين عن تزويدهم بالسلع و المواد الغذائية المطلوبة منذ الفصل الثالث، بسبب عدم تلقيهم لمستحقاتهم المالية العالقة لدى البلديات المعنية، مشيرين إلى أن القضية في طرقها إلى الحل بعد تدخل السلطات المحلية التي أمرت البلديات بالإسراع بصرف مستحقات الموردين لطي الملف نهائيا، إلى جانب تعليمات أعطيت للبلديات بإبرام مستقبل اتفاقيات مع الموردين على مدار الموسم الدراسي عوض إتفاقية فصلية في كل مرة و هذا قصد ضمان تموين المطاعم المدرسية بصفة عادية بالسلع دون أي تذبذب، حفاظا على تمدرس التلاميذ بتوفير الوجبات الساخنة لهم يوميا.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى