دعا وزير الخارجية، صبري بوقادوم، أمس، الأطراف الليبية المتنازعة من أجل الجلوس على طاولة النقاش والحوار من أجل إيجاد حلول للأزمة. وقال بوقادوم، خلال ندور صحفية مع نظيره التونسي، خميس الجهيناوي،: “لا نقبل أن يتم قصف عاصمة في دولة من المغرب العربي ونحن صامتون”، مشددا على ضرورة الضغط على الأطراف في ليبيا من أجل التوصل إلى حل سياسي.
أعلنت تونس والجزائر، أمس، دعم الحل السياسي في الأزمة الليبية الراهنة، وذلك في مؤتمر صحفي عقب لقاء وزيري خارجية البلدين. وأكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي على التواصل مع جميع الأطراف الليبية من أجل الخروج من الأزمة الراهنة. وشدد الوزير خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم على ضرورة أن يتم التشاور بين دول جوار ليبيا لحل الأزمة.
من جانبه، قال وزير الخارجية صبري بوقادوم إنه  لا يوجد حل للأزمة الليبية سوى الحل السياسي. وأضاف بوقادوم، أن الجزائر تدعم حلا سلميا للأزمة الليبية وأنها لن تسمح بقصف أي عاصمة عربية. وكان وزير الشؤون الخارجية، قد توجه إلى تونس، لمناقشة عدة ملفات منها  تأمين المناطق الحدودية بين البلدين، وبحث الأوضاع في ليبيا. ومن ضمن الملفات التي طرحت للنقاش خلال المباحثات التي جمعته مع نظيره التونسي، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوحيد الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب، و التنسيق الأمني لضبط الحدود.
في سياق منفصل، جدد غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، أمس، إن الأمم المتحدة تواصل جهودها لجمع الأطراف المتصارعة في ليبيا أملا في أن تدرك أنه من الأفضل التمسك بالعملية السياسية بدلا من مواصلة القتال. وأضاف سلامة، في تصريحات صحفية، أن الأمم المتحدة تواصل دورها في ليبيا، حيث تقدم المساعدة لآلاف الأسر المتضررة من القتال، التي سيتم نقلها إلى مناطق أخرى، بالإضافة إلى عملها مع اللاجئين والمهاجرين الموجودين حاليا في ليبيا.
وذكر أن هناك عمليات جارية  لنقل جميع المهاجرين واللاجئين المتبقين في مركز قصر بن غشير في طرابلس إلى مناطق أكثر أمانا، مشيرا إلى إن مفوضية شؤون اللاجئين أكملت مع المنظمة الدولية للهجرة، يوم أمس الأربعاء، ترحيل 328 لاجئا ومهاجرا من مركز الاحتجاز، وسط تدهور الوضع الأمني وتصاعد العنف. وتأتي عمليات الإجلاء التي تتم بدعم من السلطات الليبية والأمم المتحدة في أعقاب أعمال عنف شهدها المركز يوم الثلاثاء الماضي، وقد تم تنسيق وقف إنساني لأعمال العنف مع جميع الأطراف، من أجل السماح بمرور آمن للمهاجرين واللاجئين. وبحسب الأمم المتحدة فإن الظروف الحالية في ليبيا لا تزال تؤكد حقيقة أنها صارت مكانا خطيرا وغير مناسب للاجئين والمهاجرين.
وتشهد مناطق قرب طرابلس، منذ الرابع من إفريل، اشتباكات متقطعة منذ أن بدأت الميليشيات المسلحة للواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما للسيطرة على العاصمة التي تقودها حكومة» الوفاق الوطني» المعترف بها دوليا. ونددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم بهذا التحرك العسكري من جانب قوات حفتر، واعتبرته مقوضا لكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا ينهي أزمة الصراع على السلطة الذي تمر به البلاد منذ عام 2011.
 ق و

الرجوع إلى الأعلى