أضرب ليلة أمس الأول، عمال مؤسسة التسيير الحضري بعلي منجلي بقسنطينة، عن العمل، احتجاجا على «تردي» الأوضاع المهنية والاجتماعية، كما طالبوا بصرف المنحة التشجيعية، ووقف «الصراعات» بين المسؤولين والتي تسببت في تدهور وضعية المؤسسة، فيما تعهدت السلطات بالتكفل بمطالبهم.
العمال تجمعوا حوالي الساعة ونصف ليلا بالقرب من حظيرة المؤسسة بالوحدة الجوارية التاسعة، وسط حالة من الاحتقان والغضب، كما ركن السائقون شاحنات الجمع بالشوارع المحيطة بالمكان، وذكر ممثلون عن المضربين أن وضعية المؤسسة المالية في تدهور مستمر نتيجة تحملها لأعباء ميدانية كثيرة انعكست سلبا على وضعية الآليات وصحة العمال. وأضاف محدثونا، أن الميزانية السنوية للمؤسسة لا تتجاوز 10 ملايير سنتيم تخصص، كما قالوا، للتكفل بغالبية الوحدات الجوارية بعلي منجلي وكذا صرف أجور أزيد من 400 عامل، كما تطرقوا إلى وجود صراعات بين المسؤولين حول توزيع المناصب، وهو ما انعكس سلبا على وضعية المؤسسة، إذ أن غالبية الآليات في وضعية سيئة جدا، مؤكدين بأنهم يضطرون إلى حمل القمامة المكدسة في الأحياء باستعمال أغطية رثة.
و قال المضربون إن وسائل الجمع منعدمة تماما إذ يضطرون إلى حمل النفايات بأيادي عارية وفي الكثير من الأحيان لا يتم توفير المكانس ووسائل الجمع اليدوية، في حين أن عمال الكنس يتولون مهمة تنظيف مسافات تزيد عن 3 كيلومترات يومية دون وسائل أو إمكانيات، وهو ما تسبب لهم في متاعب صحية.
وأكد العمال أن وضعية المؤسسة المالية هشة جدا، مضيفين بأن ما زاد الأمر حدة هو عدم استقرارها الإداري، إذ تم تغيير المدراء في مناسبات عديدة، كما ذكروا أنهم لم يتحصلوا على المنحة التشجيعية التي تقدر بـ 30  بالمئة من الأجر، رغم أن الآجال القانونية لصرفها حددت  في شهر مارس الفارط، في حين استفادت المؤسسة المكلفة بتنظيف الخروب منها قبل أشهر، وهو ما يعكس بحسبهم سياسية التهميش والمحسوبية.
وذكر محدثونا بأنهم يعانون كثيرا من الرمي العشوائي للنفايات، وهو ما تسبب لهم في إرهاق كبير،  إذ أن الشاحنة الواحدة مثلما أكدوا، تقوم بأربع مناوبات في اليوم الواحد، ما تسبب في عطب كثير منها، كما اشتكوا من  التصرفات «التعسفية» للإدارة، من خلال حرمان العمال من أموال الخدمات الاجتماعية والقروض التي تمنح بحسبهم وفقا لمعايير المحاباة والمحسوبية،  مطالبين  بإقالة المدير ولجنة المشاركة والنقابة وكذا توظيف المزيد من العمال لتخفيف الضغط عن المؤسسة.
وأوضح مندوب بلدي بعلي منجلي، أن جميع المنتخبين ورئيس البلدية وكذا رئيس الدائرة قد تدخلوا لاحتواء الوضع، كما أن الوالي وجه تعليمات صارمة بالتكفل بمطالب العمال، وهو ما دفعهم إلى العدول عن الإضراب بعد ساعات من التوقف، كما تجدر الإشارة إلى أن علي منجلي تعرف توسعا عمرانيا كبيرا وهو ما تسبب في تزايد حجم النفايات المنزلية، إذ لم تنفع حملات التنظيف في تغيير صورة المدينة ولا يكاد يخلو أي موقع من مظاهر تكدس القمامة رغم الجهود المبذولة من طرف مؤسسة التسيير الحضري، التي وعدت إدارتها شهر مارس الماضي في لقاء مع النقابة، بتثبيت العمال ومنحهم عقود عمل مفتوحة، إلى جانب رفع منحة المردودية إلى 30 بالمئة.
لقمان/ق 

الرجوع إلى الأعلى