رغم عدم استقرار أحوال الطقس، يبقى الكورنيش و ساحة الثورة بعنابة، الوجهتين الأكثر استقطابا للعائلات و الشباب في سهرات رمضان التي تتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل، و أحيانا إلى غاية السحور، في أجواء مميزة ينتعش فيها السهر و السمر وسط الأضواء الملونة، الأشجار و المقاهي على طول القلب النابض للمدينة، الذي يمكن الساهرين من الجلوس قبالة الميناء، لارتشاف القهوة والشاي و تناول مختلف أنواع المثلجات، رغم برودة الطقس في بعض الأحيان.
روبورتاج: حسين دريدح
تقصد أغلب العائلات مع أبنائها، خصيصا ساحة الثورة، كونه فضاء خاص يجعل الزائرين يشعرون بالراحة، و يرفهون عن أنفسهم، و يخففون عنها مشقة الصيام و رتابة البيوت، حيث تغطي الأشجار «الكور» و تعانق نسمات البحر الذي تفصله عنها بضعة أمتار، و تزينه الفوانيس و المصابيح بمختلف أشكالها وتنبعث منها أضواء ملونة .
وتأتي المثلجات بمختلف نكهاتها و أنواعها، في مقدمة طلبيات الزوار،  خاصة «الكريبوني»، الذي يشتهر به مقهى « الدب القطبي» المعروف باسم صاحبه المرحوم «بالرابح» التي تعدت شهرته حدود عنابة و الجزائر ككل.
و يقضي أهالي بونة ساعات بهيجة في «الكور» التي تعتبر مقصدا للوافدين من الولايات المجاورة لقضاء سهرات رمضانية مميزة، كما أنها قبلة للمغتربين، خاصة مع توفر الأمن، و أماكن ركن السيارات .
و أعربت عديد العائلات للنصر عن إعجابها بالأجواء الرمضانية بساحة الثورة، حيث يتوفر الترفيه و الراحة ، خاصة مع وجود ألعاب للأطفال، كما يمكنهم التقاط صور تذكارية هناك على يد المصورين الذي ينشطون في الكور على مدار السنة، و يسلمون لهم نسخا فورية، كتذكارات لتلك السهرات العائلية الجميلة.
و تفضل عائلات أخرى قضاء سهراتها في الفصل الفضيل في الكورنيش من أجل التجول والاستمتاع بنسمات البحر، و يبدأ العنابيون بالتوافد عليه مباشرة بعد الإفطار، حيث يقصد الكثيرون شاطئي « شابي» و «سانكلو» اللذين تغطيهما الطاولات والكراسي، التي تمتلئ عن آخرها، خاصة عندما يكون الجو معتدلا، حيث يقوم أصحابها بكرائها للعائلات بأسعار معقولة، مقارنة بموسم الاصطياف نهارا، كما يوجد باعة متجولون، يعرضون على الزوار الشاي و المكسرات و مختلف التحليات.
و لم يمنع انخفاض درجة الحرارة في الأيام الأخيرة العائلات من التوجه إلى الكورنيش، لكنهم يكتفون بالمشي و الجلوس على الكراسي المثبتة بالرصيف، وتبقى رمال الشاطئ فارغة نوعا ما.
عائلات تتناول وجبات الإفطار على الشاطئ
تفضل بعض العائلات تناول وجبة الإفطار على شاطئ البحر و المساحات الغابية المقابلة للواجهة البحرية، للاستمتاع بالنسيم اللطيف والهواء النقي، بعيدا عن ضجيج و اكتظاظ الأحياء السكنية.
كما تنظم مجموعات شبانية، تتكون من أصدقاء و جيران، وجبات إفطار جماعي على شاطئ البحر، فيشتركون في جلب مختلف الأطباق و المشروبات، و يرتبونها على طاولة إفطار مميزة فوق الرمال، تعكس روح التضامن و الأخوة، و يؤدون صلاة المغرب جماعة فوق رمال البحر، قبل الشروع في تناول الإفطار.
جدير بالذكر أن والي عنابة توفيق مزهود قدم سابقا تعليمات للبلديات، خاصة بلدية عاصمة الولاية، لتسريع التحضير لموسم الاصطياف لتكون الشواطئ و فضاءات النزهة والراحة، جاهزة لتستغلها العائلات والزوار في السهرات الرمضانية، ما يفسر نظافة الشواطئ و تجهيزها بحاويات الفرز التلقائي للنفايات، و صيانة الإنارة العمومية و الأعمدة الكهربائية، مع الترخيص المسبق لأصحاب الأكشاك والألعاب، وغيرها من الأنشطة التي تنظم بالكورنيش و الشريط الساحلي.  
و يمكن القول أن الكورنيش في كامل زينته لاحتضان العائلات والزوار من خارج عنابة، كما أنهت بلدية عنابة مشروع تهيئة موقع رأس الحمراء، الذي خصص له غلاف مالي يقدر بـ 5.5 مليار سنتيم، فأصبح جاهزا لاستقبال الزوار.  
ح/ د

الرجوع إلى الأعلى