خرج طلبة الجامعات أمس في مسيرات للتعبير عن استمرار تمسكهم بمطالب الحراك الشعبي حتى تحقيقها، و التعبير عن رفضهم للانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع يوليو القادم.
 ففي العاصمة بدأ الطلبة في التجمع صباحا بساحة البريد المركزي و أمام الجامعة المركزية، ثم في حدود الحادية عشرة صباحا أخذت مسيرة الطلبة على غير العادة طريقا آخر في اتجاه قصر الحكومة بشارع الدكتور سعدان، لكن قوات مكافحة الشغب كانت قد أغلقت الطريق المؤدية إلى قصر الدكتور سعدان، وبالضبط بساحة القصر بمحاذاة المديرية العامة للجمارك وقعت صدامات بين الطرفين استعملت فيها قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع، كما سدت الطريق بشاحناتها، مانعة بذلك الطلبة من الوصول إلى مقر الحكومة، رغم تمكنهم في البداية من اجتياز بعض حواجز الشرطة على مستوى شارع الدكتور سعدان.
 وقد خلفت هذه الصدامات التي رمت فيها الشرطة بتعزيزات معتبرة إصابات بالغاز المسيل للدموع في أوساط الطلبة، الذين تراجعوا بعد ذلك نحو شارعي باستور وديدوش مراد وساحة البريد المركزي، حيث واصلوا المظاهرات إلى ما بعد الزوال.
 وقد رفع الطلبة أمس العديد من الشعارات المناهضة لتنظيم الانتخابات الرئاسية في الرابع يوليو القادم على وجه الخصوص، على غرار « ماكانش الانتخابات يا العصابات»،  « آفلان ديقاج»، وغيرها من الشعارات والهتافات المناهضة للسلطة والمطالبة برحيل رموز النظام، مؤكدين على الصمود حتى تحقيق هذه المطالب.
و في قسنطينة خرج طلبة الكليات التابعة لجامعات قسنطينة الثلاث، منتوري و عبد الحميد مهري و صالح بوبنيدر، في مسيرة انطلقت من الجامعة المركزية نحو وسط المدينة، عبر سكة الترامواي، ليلتقوا بمجموعة من الطلبة قدموا من معاهد أخرى، و جابوا شوارع وسط المدينة، لكن يبدو بأن عدد المتظاهرين تناقص بشكل واضح، بالمقارنة مع مسيرات الأسابيع الفارطة.
و قد تسبب الطلبة الذين كانوا مرفوقين بعدد من الأساتذة، في انسداد مروري على طول المسار الذي قطعوه، و خاصة بوسط المدينة التي شلت بها حركة المركبات بعدة محاور، حيث رفعوا لافتات و شعارات، و هتفوا من دون توقف للجزائر و الحرية، و للأخوة بين الشعب و الجيش، مطالبين برحيل «من سرقوا البلاد»، و ضرورة قدوم أكفاء و نزهاء لتسيير المرحلة المقبلة، فيما جددوا طرح الشعارات التي تطالب برحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، إضافة إلى الوزير الأول نور الدين بدوي، مطالبين بتشكيل حكومة جديدة تكنوقراطية.
و هتف الطلبة ضد الأحزاب، و بعض الشخصيات السياسية، كما طالبوا بقضاء حر و مستقل، و بخصوص الانتخابات المقبلة المقررة يوم 4 جويلية المقبل، فقد أبدى الطلبة المتظاهرون رفضهم لإجرائها في هذا الموعد، مرددين شعارات عديدة بخصوص هذا الأمر، على غرار «لا للانتخابات حتى ترحل العصابات».  
و بسطيف خرج الطلبة من جامعتي فرحات عباس سطيف 1 ومحمد لمين دباغين سطيف 2، في مسيرتين، انطلقتا من منطقتي الباز والهضاب على التوالي، وصولا إلى مقر ولاية سطيف، حيث تجمعوا لفترة من الزمن، قبل أن يجوبوا الشوارع الكبرى لمدينة سطيف.
وقد ردد الطلبة، الذين كانوا مرفوقين بأساتذة وموظفين وعمال الجامعتين، إضافة إلى مواطنين، شعارات بعضها يمجد الجزائر وأخرى حول الوضع الراهن، مطالبين برحيل جميع رموز النظام، مطالبين باستقلالية القضاء ونزاهة الانتخابات، التي جددوا مطلب رفض إجرائها يوم 4 جويلية المقبل، إلى غاية رحيل الباءات، مع محاربة التزوير.
كما رفعوا لافتات مختلفة الأحجام لعل أبرزها «رغم كل المحن..نعشقك يا وطن» إضافة إلى «بالوحدة والصبر أساتذة وطلبة سنسير إلى النصر» وشعار «طلبة أحرار لا يهانون» إضافة إلى «طلبة الثورة فضلوا التضحية في سبيل الوطن بدلا من الشهادة الكرتونية التي تعزز مصلحتهم الشخصية»، «كل العيون عليك يا جزائر».
و في قالمة خرجت مجموعة من طلبة و أساتذة جامعة 8 ماي 1945 في مسيرة داخل بعض الكليات، ثم انتقلت إلى الشارع الرئيسي العابر للجامعة، و رفع المتظاهرون لافتات رافضة لانتخابات 4 جويلية 2019 و مطالبة بسقوط ما أسموه بالباءات المتبقية في هرم السلطة، و احترام إرادة الشعب و التوجه نحو مستقبل جديد بعدالة مستقلة و انتخابات حرة و نزيهة.
و في باتنة نظم طلبة جامعة باتنة 2 الشهيد مصطفى بن بولعيد، وقفة داخل الحرم الجامعي، للتعبير عن إصرارهم لمواصلة التظاهر المساند للحراك الشعبي مجددين مطالب التغيير ورحيل بعض المسؤولين، على رأسهم عبد القادر بن صالح ونورالدين بدوي، وكان طلبة جامعة الحاج لخضر باتنة 1، قد خرجوا بمناسبة عيد الطالب المصادف للتاسع عشر ماي في مسيرة من رئاسة الجامعة إلى غاية المجلس القضائي، للمطالبة بتحقيق مطالب الحراك الشعبي.   
مراسلون

الرجوع إلى الأعلى