اعترف خير الدين زطشي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خلال اجتماع المكتب الفيدرالي، بأن سلك التحكيم يبقى بحاجة ماسة إلى «ثورة» استعجالية، بالنظر إلى الوضعية التي آل إليها، خاصة بعد تصاعد موجة الانتقادات، التي أصبحت تطال الحكام والمسؤولين على التعيينات، وامتدت حتى لتمس أعضاء الفاف.
اعتراف زطشي بالنقائص المسجلة في سلك التحكيم، جعله يكشف عن الخطوات الأولى لخارطة الطريق، التي يعتزم انتهاجها في محاولة لتصحيح الوضع، فكان قرار منح كامل «الصلاحيات» لعضو المكتب الفيدرالي محمد غوتي، باعتباره رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، كإجراء حتمي، مقابل الإعلان عن إنهاء مهام اللجنة الفرعية التي كانت مكلفة بالتعيينات، والمتشكلة من الثنائي مختار أمالو ويوسف بن علي، وذلك بنهاية الموسم الكروي الجاري، ولو أن رئيس الفاف أشاد بالعمل الذي قامت به هذه اللجنة على مدار 28 شهرا، رغم المشاكل الكثيرة التي كانت قد طفت على السطح، لكن زطشي أكد في هذا الصدد بأن إرضاء الجميع تبقى غاية لا يمكن إدراكها، سواء تعلق الأمر برؤساء النوادي، والذين ـ كما قال ـ «يبقى رد فعلهم مقترنا بالنتائج، أو الحكام، الذين يسعى كل واحد منهم لإدارة أكبر عدد من المباريات، والتواجد في أعلى المستويات في البطولة الوطنية».
وفي سياق متصل، فإن رئيس الفاف طلب من غوتي إعداد بعض المقترحات، بخصوص التركيبة المستقبلية للجنة الفيدرالية للتحكيم، وكذا برنامج العمل الذي يعتزم تسطيره تحسبا للموسم القادم، مع تأكيده على أن اللجنة الفرعية المكلفة بالتعيينات، لن تكون «ثنائية»، كما كان عليه الحال في التجربة الأخيرة، بل يجب أن تكون موسعة، بفسح المجال لوجوه جديدة قادرة على تقديم الإضافة المرجوة، شريطة التكفل بالجانب الإداري، موازاة مع المتابعة الميدانية، سيما وأن الاتحادية كانت قد وافقت على بعث نشاط المراقبين، وتوسيع القائمة، في الوقت الذي يبقى فيه التكوين من الجوانب، التي أصر رئيس الفاف على الاهتمام أكثر بها.
للتذكير، فإن قضية التحكيم كانت من أثقل الملفات التي ظلت مطروحة على طاولة المكتب الفيدرالي، منذ شروعه في العمل في مارس 2017، لأن تمسّك زطشي بخدمات أمالو كمسؤول أول ووحيد على اللجنة الفرعية للتعيينات، كان قد دفع بمسعود كوسة إلى الاستقالة من رئاسة اللجنة الفيدرالية بعد شهرين من مزاولته المهام، قبل أن تمتد الاستقالة إلى «العضوية» من المكتب الفيدرالي، وخليفته محمد غوتي ظل بعيدا عن قضية التعيينات، الأمر الذي صعّد من موجة الغضب على رئيس الاتحادية، بسبب المهام الموكلة لأمالو، رغم أنه لا يحوز على أي صفة «رسمية» في الفاف.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى