نظمت جمعية مينارف تبسة و جمعية   CUAAB_BORDEUX الفرنسية، بالتنسيق مع جمعية الديوان المحلي للسياحة ببلدية نقرين ولاية تبسة مؤخرا أياما دراسية تكوينية في العمارة الترابية،  مع فتح ورشة تطبيقية على مستوى قصر نقرين للترميم.
الأيام الدراسية تم تأطيرها من طرف مجموعة من الدكاترة و المهندسين من جامعة بوردو الفرنسية، لمدة 4 أيام الأخيرة، جاءت ضمن برنامج الاتحاد الأوربي، وكشف مراد حميدان رئيس جمعية مينارف، أن تنظيم هذه الأيام التكوينية، جاء  في إطار البرنامج المسطر من طرف جمعية مينارف ،   و المدعم من طرف الإتحاد الأوروبي، وللجمعية نصيب فيه بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية بجامعة بوردو،  و التي تهتم بالتراث و خصوصا منه القصور،  حيث كان للجمعية تنسيق مع الديوان المحلي لنقرين و جمعية النهوض بالسياحة في مدينة نقرين لتنظيم ورشات إرشادية حول مبادئ المحافظة و الترميم بطريقة علمية. المبادرة لاقت نجاحا ملفتا، وأشرفت  عليها لجنة محلية مكونة أساسا من شباب منطقة نقرين، و تحت إشراف مباشر للمهندس “قطيش علاء
الدين”، رئيس الديوان المحلي للسياحة بنقرين، و قد كان للتجاوب الإيجابي لسكان المنطقة و الشباب بصفة خاصة،  الأثر البالغ في إنجاح هذه الأيام، حيث كان الإقبال كثيفا للشباب الراغب في التكوين النظري و المتطوع في الورشات التطبيقية، و ثمن السيد “ مولاتي عطالله” والي ولاية تبسة   المبادرة  من خلال استضافته للفريق المشرف و المؤطر للعملية، و شكر كل المساهمين في إنجاحها، حاثا على ضرورة تكرار مثل هذه المبادرات، مبديا استعداده لدعمها، كما أكد على أهمية قصر نقرين كموقع تاريخي،  وجب المحافظة عليه بكل الطرق المتاحة.
وقد سبق  لشباب بلدية نقرين، أن بادروا إلى ترميم القصر القديم بالبلدة العتيقة، و بعثوا فيه الحياة والحركة من جديد، وقد انصب اهتمامهم بداية بترميم المسجد العتيق داخله و رفع الآذان فيه بعد عقدين كاملين من غياب صوت المؤذن، الذي كان يتردد صداه في كامل القرية، قبل  تنقل السكان إلى المدينة الجديدة، غير أن  تعلق الشباب بالقصر القديم الذي عاشوا فيه طفولتهم، و قضوا بين رائحة الطوب أجمل أيام حياتهم، دفعهم إلى إعادة الاعتبار إلى هذا الموروث الثقافي و التاريخي.و تعرف بلدية نقرين نمطا عمرانيا خياليا، مثير  للدهشة ،  فقصورها المنتشرة و التي يبلغ عددها خمسة  قصور، ليست قصور ملوك أو أمراء، إنما سميت كذلك في نقرين، لأنها قصور لملوك الصحراء  من الناس البسطاء، والذين بفضلهم تشعر  بمتعة الحياة الطبيعية الهادئة،  التي تشكل عمقا تاريخيا وثقافيا، يؤكد أصالة المنطقة  وحضارتها الضاربة في شعاب الزمان، ويبقى أمل سكان بلدية نقرين أن تجد هذه القصور و الآثار الرومانية التي تنام عليها المنطقة العناية والرعاية من طرف الجهات الوصية، لاستغلالها في تنشيط الحياة السياحية، من خلال بعث عدد من المشاريع  التي من شأنها أن تجعل من بلدية نقرين، قبلة للسياح على غرار بقية المناطق الصحراوية، وتساهم في توفير مناصب عمل لشباب المنطقة الذي يشكو شبح البطالة  القاتلة جراء الغياب الكلي للمشاريع.                           ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى