ذوو احتياجات خاصة يكتشفون الحديقة البيداغوجية بزرالدة
استفاد مؤخرا، ثلاثون شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالبليدة، من خرجة سياحية ترفيهية نظمتها جمعية الأنس لمرافقة المرضى ذهنيا و حركيا، حيث  كانت الوجهة نحو الحديقة البيداغوجية النموذجية بمحاذاة شاطئ خلوفي 1بزرالدة بالعاصمة، أين استمتع المعنيون و مرافقوهم بيوم ممتع تناغمت فيه خضرة الطبيعة مع التنوع البيولوجي لحديقة الحيوانات.
ورغم صعوبة التنقل و التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن أعضاء الجمعية نجحوا في تنظيم جولة سياحية مميزة، كسرت روتين حياة الكثير من المعاقين ذهنيا و حركيا و حررتهم من سجن غرفهم، كما أضفت جوا من المتعة و الحميمة العائلية على اعتبار أن النزهة شملت أفراد من عائلاتهم كذلك، حيث كانت الانطلاقة من أمام مقر إذاعة البليدة الجهوية، في حدود التاسعة صباحا، وتوالى وصول المستفيدين من الرحلة  تباعا، فمنهم من استقلوا سيارات أجرة لالتحاق بالمجموعة قادمين من بلديات بعيدة و منهم من تنقلوا سيرا على الأقدام، لقرب عناوين إقامتهم من نقطة التجمع، إذ خصصت لصالحهم ثلاث حافلات بينما خصصت الحافلة الرابعة لنقل الكراسي المتحركة، في مشهد عكس صعوبة المهمة، خصوصا بعدما وجد المعاقون صعوبة بالغة في الصعود إلى الحافلات كونها غير مكيفة لتتماشى مع وضعهم الصحي، وهو ما زاد من مشقة الرحلة التي لم تفقد متعتها رغم ذلك.
تجربة تستحق العناء
وعلى الرغم من المصاعب التي عرفتها مهمة نقل المعاقين، إلا أن ذويهم لم يبخلوا عليهم بالجهد، إذ تواجد الجميع في المكان المحدد خلال الوقت المحدد، طمعا في تجربة مختلقة تحقق لأحبائهم و أبنائهم تحديدا المتعة و تحررهم من كراسيهم و أسرتهم بعيدا عن سجن المنزل كما عبرت إحدى السيدات، التي رافقت ابنها المعاق، والتي قالت، بأن حال طفلها لا تختلف كثيرا عن حالة السجين لأنه لا يغادر المنزل إلا نادرا بسبب انعدام إمكانيات التنقل، خصوصا في ظل ضعف قدرة الأسرة المالية و ثقل المسؤولية أمام حاجة ابنها الدائمة للحافظات و أمور أخرى مكلفة، ولذلك فأن هذه الخرجة حسبها، تعد فرصة ذهبية للترويح عن النفس  بالنسبة للمعاقين و مرافقيهم على حد السواء.
الرحلة التي شاركت النصر فيها، سمحت للعديد من المعاقين باكتشاف الجانب المشرق للحياة، حيث استمتعوا برؤية الحيوانات  عن قرب كالخيول و الماعز و الأغنام والأبقار و الدجاج والطيور و الأرانب وغير ذلك، و استفادوا من جولة ترفيهية في الحديقة التي تضم كذلك أصناف نباتية عديدة، تعرفوا عليها و أحبوها، إذ كانت وجوههم تشع سعادة و فرحا، و تفاعل الكثيرون منهم من الأجواء خصوصا وأن غالبيتهم لم يعتادوا الخروج أو الذهاب في رحلات أو عطل، بسبب الظروف المادية لعائلاتهم، وهو تحديدا الجانب الذي حددت جمعية الأنس، على أساسه قائمة المشاركين في النشاط، الذي يعد الأول من نوعه بحسب ما أكده أفراد من عائلات المعاقين، عابوا على مصالح النشاط الاجتماعي بالولاية و غيرها من المدريات الأخرى عدم مبادرتهم إلى برمجة مثل هذه الفعاليات الترفيهية لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، و الاكتفاء ببعض المساعدات التي توزع عادة خلال الأعياد و المناسبات.
كما اغتنم محدثونا، الفرصة للحديث عن ضعف منحة المعاق المقدرة بمبلغ 4000دينار، و التي تعد غير كافية كما عبرت  إحدى السيدات، قائلة بأن المصاريف الشهرية  لحفاظات ابنها فقط تتعدى 6آلاف دج، وهو ما يؤكد على ضرورة رفع قيمة المنحة.
 الجمعيات توفر البديل
من جهة ثانية، أثنت العائلات المشاركة في النشاط، على الخدمات التي تقدمها جمعية الأنس لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أكد بعض أولياء الأطفال المعاقين، بأن الجمعيات المتخصصة تغطي جانب كبيرا من الفراغ الذي تتركه المصالح الرسمية، فالجمعية سالفة الذكر، ورغم  أنها تأسست منذ سنتين فقط، إلا أنها تتكفل اليوم حسب رئيستها خديجة بن قسيمي، بـ110 معاق حركيا و ذهنيا، بحيث تضمن لهم شهريا الحفاظات، إلى جانب بعض الخدمات الطبية و حصص الـتأهيل الوظيفي، ناهيك عن برمجة رحلات ترفيهية، مشيرة إلى أنها تأمل في إنشاء مركز لرعاية فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، يعمل على استقبال المعاقين، ويقدم لهم أنشطة مختلفة، كما يساعد في تأهيلهم، وفي نفس الوقت يخفف المسؤولية على أسرهم.
 وكانت رئيسة الجمعية قد راسلت السلطات الولائية بالبليدة، من أجل المساعدة في إنشاء هذا المركز ، لكنها لم تلقى سوى الوعود وعليه تطالب المتحدثة، والي الولاية بضرورة المساعدة في إنشاء المركز، خاصة وأن الجمعية سبق لها و أن تلقت وعودا بالمساهمة ماديا قدمها رجال أعمال.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى