انتشرت مظاهر التجارة الفوضوية و الأسواق العشوائية بضواحي مدينة برج بوعريريج، خصوصا على مستوى حواف الطرقات بمداخل المدينة، حيث تشهد إقبالا كبيرا لاقتناء احتياجات العائلات من الخضر و الفواكه، دون التقيد بتدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا كوفيد 19، ما جعل منظمة حماية المستهلك تنبه لخطورة الظاهرة في مراسلات إلى الجهات الوصية.
و لعل ما يشد انتباه مستعملي الطرقات بضواحي مدينة البرج، هو تحول حوافها إلى أسواق فوضوية بعيدا عن أعين الرقابة، أين يضع عشرات التجار طاولاتهم لبيع الخضر و الفواكه على طول الطريق، بعدما هجروا الأسواق اليومية وسط المدينة، مجبرون بقرار غلقها في إطار التدابير الوقائية من الوباء المستجد.
حيث اطلعنا في جولات لهذه الأسواق، على حجم الخطر المحدق بالباعة و المتسوقين، لعدم احترام مطلب التباعد و التصاق الطاولات ببعضها على طول الطريق، على مستوى السوق الفوضوي بعوين الزيقة بجوار الطريق الوطني رقم 106 و نقاط البيع الفوضوية بمنطقة بن عمران بجوار الطريق الوطني رقم 76 في المدخل الشمالي للمدينة، بالإضافة إلى نقاط البيع المنتشرة بالمدخل الشرقي على طول الطريق بمنطقة بومرقد.
و زيادة على خطر تحول هذه الأسواق إلى بؤر لانتشار الوباء، تشكل حركة المواطنين بجوارها و الطوابير الطويلة للمركبات، تهديدا يحدق بحياة السائقين و المارة من حوادث المرور المميتة، ناهيك عن المخاطر الصحية لعرض السلع، خاصة ما تعلق منها بالخضر و الفواكه الموسمية سريعة التلف، بعيدا عن أعين فرق المراقبة و مصالح البلدية التي تبقى مكتوفة الأيدي إزاء هذه الظاهرة، رغم التهديد الذي تمثله على صحة المستهلكين.
و يعرض عدد من التجار سلعهم دون مراعاة أدنى شروط السلامة و الحفظ لهذه السلع التي تتمثل في الخضر و الفواكه الموسمية، على غرار البطيخ الأحمر و الفراولة، على الرصيف بجوار الطرقات التي تشهد حركية كثيفة، ما يجعل هذه السلع سريعة التلف و قابلة للتعفن تحت أشعة الشمس و عرضة للغبار و دخان المركبات.
تجار يغلقون محلاتهم تجنبا لانتقال العدوى
و بالمقابل من انتشار ظاهرة نقاط البيع الفوضوية، تشهد أغلب الأحياء السكنية بعاصمة الولاية، فتح محلات جديدة لبيع الخضر و الفواكه، لكن يبقى الإقبال عليها محتشما مقارنة بالأسواق الفوضوية، حيث يفضل المتسوقون التنقل إليها ربحا لبعض الدنانير، بالنظر إلى الأسعار المنخفضة بها مقارنة بالمحلات.
كما تراجع العديد من التجار عن قرار فتح محلاتهم لبيع الأواني و الألبسة، فضلا عن قيام البعض من أصحاب الفضاءات التجارية الكبرى، على غرار محلات لقوارير و بابو،  بغلقها تفاديا لانتشار عدوى الوباء، في ظل عدم تقيد أغلب المتسوقين بإجراءات الوقاية و التباعد و دخولهم في طوابير داخل هذه المحلات التي عرفت اكتظاظا منذ دخول الشهر الفضيل، ما دفع إلى غلقها بصفة مؤقتة، تفاديا لانتشار العدوى .
منظمة حماية المستهلك تحذر من خطر الأسواق الفوضوية
و حذرت المنظمة الجزائرية لحماية و إرشاد المستهلك، على لسان رئيس مكتبها الولائي، حسام لعياضي، من انتشار نقاط البيع الفوضوية بنطاق المحيط الحضري للمدينة، مؤكدا على مراسلة السلطات المعنية، بما فيها مصالح البلدية، لتنبيهها بمخاطر هذه الظاهرة، التي جاءت مخالفة لتعليمات الحكومة و وزارة الداخلية، الداعية إلى غلق الأسواق في إطار التدابير الوقائية لمكافحة الوباء.
و دعا المكتب الولائي للمنظمة، مصالح البلدية، للإسراع في اتخاذ قرار بلدي أو اقتراح قرار ولائي لتوفير بديل بفتح نقاط بيع منظمة تخضع للرقابة الصحية و التجارية، يتم فيها احترام سبل الوقاية التي أصبحت أكثر من ضرورة، لتضييق الخناق على الانتشار الرهيب للعدوى .
ع / بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى