أعضاء المجلس الولائي يطالبون بالتحقيق في أراضي التعاونيات الفلاحية و مصير 31 مليار موجهة للمدارس  
طالب أعضاء بالمجلس الولائي في تبسة بالتحقيق في عمليات استيلاء على ممتلكات و عقارات كانت في عهدة  للتعاونيات الفلاحية، قائلين أن تلك الأراضي تم نهبها و صارت ورشات بعضها يستغله الأجانب، كما انتقد بعض أعضاء المجلس أثناء انعقاد الدورة العادية الثانية للمجلس توزيع الأموال على الجمعيات الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية، متسائلين عن مصير 31 مليار سنتيم من الصندوق المشترك للجماعات المحلية مخصص للمدارس الإبتدائية.
 عضو المجلس الأمينة العامة لدائرة مرسط  إنتقدت بعض الجمعيات التي تدعي النشاط  وتشتري البدلات الرياضية وتنظم دورة واحدة في السنة للفئات الصغرى في حين يجهل عدد منخرطيها و مع ذلك فإن استفادتها من الدعم المالي تعادل 10 أضعاف ما تستفيد به جمعيات الأخرى. وجاء في تدخلات الأعضاء أنه يجب  وضع معايير لذلك وأهمها القانونية والمطابقة ثم العمل في الميدان حتى تستفيد الجمعية من التمويل، وهو ما ثمنه عضو آخر مطالبا رئيس المجلس إصدار تعليمة تنظيمية تحدد معايير التوزيع للأموال لهذه الجمعيات.
و ردت الدكتورة بوقفة صورية نائب رئيس المجلس على ذلك بقولها “أننا مجبرون على إعانة المجتمع المدني لأنه أساس بناء الديمقراطية، وعلينا المراقبة والمتابعة لنشاطها في الميدان. النقطة الثانية في دراسة الميزانية أخذت حيزا كبيرا من تدخلات الأعضاء الذين طرحوا تساؤلات بشأن مصير أكثر من 31 مليار سنتيم من أموال صندوق الجماعات المحلية المشترك الموجهة إلى المؤسسات التربوية الابتدائية، على أساس تخصيص مليون سنتيم لكل قسم في مدرسة ابتدائية، لتسيير المصاريف اليومية المتعلقة  بتصليح الأبواب و النوافذ و شراء مادة  المازوت لتشغيل المدافئ شتاء،  فضلا على اقتناء الوسائل البيداغوجية وأقلام السبورات البيضاء، غير أن وضعيات المدارس زادت تعقيدا وسوءا ولم تتحسن، وظلت احتياجات المعلمين تقتنى من جيوبهم الخاصة. وتطرق أعضاء آخرون خلال الدورة  للنهب المنظم للتعاونيات الفلاحية وأراضيها والتي استولى عليها الخواص بغير وجه حق، وانحرفت عن أغراضها التي أنشئت من أجلها في تدعيم الفلاحين، حيث تم الاستيلاء على التعاونيتين الفلاحيتين في الونزة وبئر العاتر، و بعضها تحولت إلى ورشات  مختلفة بعضها يستغلها الأجانب، و قال المتدخلون هناك  بعض الأطراف  تسعى للانقضاض و الاستيلاء على أراضي التعاونيات الفلاحية واعتبر المتدخلون أن هذه الممارسات تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وهو ما دفع بأعضاء المجلس الولائي إلى  اقتراح تكوين لجان تحقيق لتوضيح مصير أموال المجموعات المشتركة الموجهة للإبتدائيات لإخراج رؤساء البلديات من قفص الاتهام، و تحديد المسؤوليات وأيضا بالنسبة لنهب أراضي التعاونيات الفلاحية. و قد أمر والي تبسة بشأن ذلك بتشكيل لجنة لمعرفة مصير التعاونيات الفلاحية و كلف الامين العام بذلك.
 وجاء تدخل عضو آخر منصبا على ضعف موارد الميزانية للولاية، متسائلا عن مصير تأسيس مؤسسة ولائية محلية لتسيير أملاك الولاية المدرة  للأموال كالمستودعات وحديقتي التسلية بطريق عنابة وطريق قسنطينة من حيث المردودية، وتأدية دور النفع العام، كما تساءل ذات المتدخل  عن بقاء الولاية فقيرة في مواردها بينما هي غنية بمناجم الفوسفات في بئر العاتر و الحديد في الونزة وبوخضرة، وأرجع المتحدث ذلك لكون أغلبية الضرائب من باطن أرض تبسة تدفع في المقرات الاجتماعية للمؤسسات، وحتى الإشهار  للفرق الرياضية والتظاهرات الاقتصادية يتم خارج الولاية وشبه ذلك بثروة البترول وفقر ولايات الجنوب، قائلا “نحن لا ندعو للجهوية  لكن بحكم الثروة من خيرات تبسة فمن حق الشباب أن يستفيد منها ليخرج من قبضة مافيا التهريب “، موجها نداءه  للبرلمانيين للدفاع عن استرجاع ضرائب المناجم لفائدة الولاية وطلب التوضيح من مديرية الضرائب، وأضاف نفس العضو  متحدثا عن مراكز العبور التي أكد أنها  تدهورت وضعية مداخيلها الجمركية بسبب تحويل الاستيراد للمواني بعد عصر ذهبي عاشته خلال التسعينيات، داعيا إلى مطالبة سونطراك بمراجعة قيمة إتاوات مرور وعبور أنبوب الغاز العابر للمتوسط  “أنيركو ماتيي” الذي يمر ببلديات نقرين وفركان وبئر العاتر و صفصاف الوسرى  وثليجان، باعتبار أن  الإتاوات التي تستفيد منها البلديات المذكورة، لا تكفي لتغطية نفقات البلديات، التي تعتمد على إعانات الدولة وهو ما ثمنه بعض الأعضاء الذين اعتبروا أن الأمر يتطلب رفع لوائح للوزارات المعنية وعلى جميع الأعضاء التضامن في هذه القضية.
 وفيما تعلق بتدعيم قطاع التربية والشؤون الدينية والجامعة من أجل اقتناء جوائز لتكريم المتفوقين أجمع بقية الأعضاء أنه يجب الاستمرار في دعم أموال تحسين وجبة الإطعام المدرسي ورفع مبالغها إلى أقصى حد ممكن لتدعيم وتشجيع التلاميذ والطلبة المجتهدين. والي تبسة مبروك بليوز وفي تدخله للرد على ما طرحه النواب، أمر المفتش العام بتشكيل لجنة لدراسة وضعية التعاونيات الفلاحية والتحقيق في أمر الاستيلاء والنهب وتحويل هياكل التعاونيات بعيدا عن نشاط دعم الفلاحين، ووعد بأنه في حال ثبوت التجاوزات سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة. وبالنسبة لأموال المدارس من صندوق المجموعات المشتركة أجاب الوالي أن هناك 294 قسما ستستلم هذا العام وأن الأموال ارتفعت إلى 51 مليار سنتيم، حيث تم تخصيص 1.5 مليون سنتيم لكل قسم ستوزع عن طريق البلديات، وأمر بعقد  اجتماع يضم مديري المدارس الابتدائية ومفتشي القطاعات والبلديات لتدارس كيفية صرف هذه  الأموال.  الوالي دافع عن الحصيلة السنوية عندما قال سأمنح لنفسي بعض الوقت لسرد بعض أرقام ومؤشرات في الولاية تدل على وضعيتها الحالية مقارنة ذلك بسنة 2011، بعد رفع مطلب تحويل الحصيلة للنقاش بالمجلس للحكم ضد الوالي أو عليه، و من خلال عرضه لأرقام مخطط دعم النمو 2010/2014 بغلاف مالي  قدره 71.83 مليار دينار بمجموع 1296 عملية تنموية والبرنامج القطاعي اللامركزي بـ 63.96 مليار دينار بمجموع 479 عملية تنموية، والمخططات البلدية للتنمية بغلاف مالي قدره 7.87 مليار دينار بمجموع 817 عملية تنموية، ويضاف إلى ذلك الدعم بعد زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال في 02/10/2013 بأكثر من 4 آلاف مليار سنتيم، أي بمجموع عام خلال هذه الفترة  بلغ 112.39 مليار دينار وهو ما لم تشهده الولاية قبل ذلك.  ودافع بليوز عن حصيلة تسييره للولاية منذ مجيئه قائلا “ كنا نعاني من عدم توفر العقار لبناء حتى 500 سكن بسبب مخططات خاطئة للتوسع العمراني وتم حل الأشكال بـاتخاذ إجراءات شجاعة ونزع الأراضي للمنفعة العامة لبناء 100 ألف وحدة سكنية في مدن جديدة في كل من العنبة والدكان و بولحاف الدير بقطب جامعي بـ 40 ألف منصب بيداغوجي وتخصيص آلاف القطع الأرضية لبناء السكنات الذاتية في تحصيصات ضخمة، وفي العقار الصناعي  تم إنجاز عدة مناطق نشاطات في كل البلديات  بما فيها بلدية بجن، وفي  مجال الاستثمار أكد ذات المسؤول أنه تمت دراسة والموافقة على 1600 ملف في وحدات اقتصادية مختلفة ستخلق آلاف مناصب الشغل، وفي المجال الفلاحي فهناك 15 ألف ملف من أراضي العرش تنتظر التسوية، وتم ترسيم الأراضي التي يحوز أصحابها على وثائق واضحة، وأضاف والي تبسة أن أفاق الولاية كبيرة وواعدة بما تزخر به من الثروات الطبيعية والاكتشافات الجديدة في البترول والغاز، ويرى الوالي أن تبسة تملك فرصة لتنمية الاقتصاد الثالث، مذكرا بعرض مشروع وسط مدينة تبسة ومركز الأعمال من الطراز العالمي بحي طريق المطار.
  ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى