انطلق الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام، مبكرا ببلادنا، فقد تم استغلال العطلة المدرسية الطويلة، بإحياء عادات قديمة، على غرار ألعاب و مفرقعات تقليدية و أخرى مبتكرة تنتشر بشكل هائل بين الأطفال و المراهقين.
على الرغم من أن ذكرى المولد النبوي الشريف تحل في نهاية الشهر الجاري، إلا أن الاحتفالات هذه السنة بدأت قبل موعدها بفترة طويلة، و يؤكد ذلك دوي المفرقعات في الأحياء، خاصة في الفترة المسائية و بشكل يومي، فضلا  عن انتشار ظاهرة جديدة و قديمة في الوقت ذاته، و هي صناعة ما يعرف ب”المحارق” التقليدية.
أدى طول العطلة المدرسية بسبب الوضع الوبائي ، إلى تركيز الأطفال على اللعب يأخذ الحيز الأكبر من وقتهم، فأحيوا المولد النبوي الشريف على طريقتهم ، بالإقبال على صنع مفرقعات بالحديد أو النحاس، و يتم إشعالها بمادة الكبريت الموجودة في أعواد الثقاب.
حرفيون يتخصصون في صناعة “المحارق” و بيعها
كان بعض الآباء في الماضي، يصنعون لأبنائهم “المحارق التقليدية”، قبل ابتكار الألعاب النارية و المفرقعات الحديثة، لكن الملاحظ اليوم أن الحدادين، أصبحوا يصنعونها لأطفال أحيائهم، في ظل الإقبال الكبير عليها، حيث قال لنا الحرفي  عمار الذي يشتغل حدادا بنفس الحي الذي يقيم به، أنه يصنع مجموعة كبيرة من هذه الألعاب و يعرضها للبيع بمحله مقابل 100 دينار للواحدة ، فسجل إقبالا كبيرا عليها.
و أضاف الحداد أنه بدأ صناعتها منذ أكثر من أسبوع، و يشتريها منه الأطفال و كذا الأولياء ، بمعدل واحدة لكل ابن من أبنائهم الصغار، فهي كما أكد، آمنة و لا تعرضهم لأي خطر، كما أنها سهلة الصنع و غير مكلفة، في حين تعتبر المفرقعات الحديثة غالية الثمن و تتسبب في حوادث و عاهات للأطفال في أحيان كثيرة.
مفرقعات “لي بوجي” جديد مولد 2020
من جانب آخر، ظهر نوع جديد من المفرقعات وصفت ب”المبتكرة”، لكونها تعتمد على مواد مختلفة عن الأولى، حيث تحدث السيد أحمد عن رواج صناعة “محارق” خاصة، تعتمد على مواد يعاد تدويرها، مثل أنابيب الغاز البلاستيكية القديمة، و “لي بوجي” أي شموع السيارات التالفة، ليتم ربطها بواسطة شريط لاصق أسود، بينما يتم تشغيلها و إحداث الفرقعة باستعمال الكبريت أيضا.
و عن مصدر هذا النوع الجديد، أوضح السيد أحمد، أن صورها و طريقة صناعتها نشرت بمواقع التواصل الإجتماعي و يوتيوب، مضيفا أنها لاقت رواجا ليس في أوساط الأطفال فقط، بل تعدت ذلك إلى فئة المراهقين، خاصة و أن فرقعتها أقوى من “المحارق” القديمة، حسبه ، كما أنها سهلة الصنع و تلقى استحسانا من الأولياء الذين يصنعونها بأنفسهم من أجل إسعاد أطفالهم.
قال السيد علي أب لـ3 أطفال، أنه قام بصناعة هذا النوع الجديد من المرفقعات، و اعتبرها آمنة و لا تشكل خطرا عليهم، فضلا عن كونها لا تكلفه شيئا، كما أنها توفر له المبالغ المالية الكبيرة التي كان يصرفها لسنوات من أجل شراء المفرقعات الخطيرة التي تعرض في الأسواق.
و في ظل إدراج عديد الجزائريين للفوانيس، ضمن احتفالات المولد النبوي الشريف ، تسجل هذه الأيام حضورا مبكرا و قويا في المحلات و الأسواق، بأشكال جديدة، و تحظى الصغيرة الحجم ، إقبالا كبيرا من الزبائن، كما أكد أحد التجار، لاستعمالها في هذه المناسبة الدينية، و قالت لنا سيدة وجدناها منهمكة في اقتناء مجموعة من الفوانيس بأحد المحلات، بأنها ستشتريها لبناتها اللائي بدأن الاحتفال مبكرا بالمولد مع صديقاتهن و جاراتهن.                      إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى