التقشف في عرض مسرحي جديد بعنوان "لخديم  و سيدو " لتعاونية كانفا
 أتاحت في سهرة أول أمس جمعية كانفا للمسرح في احتفاليتها بالذكرى السادسة لتأسيسها، بدار الثقافة محمد بوضياف بولاية برج بوعريريج، للحضور من فنانين و عشاق المسرح، الفرصة لمتابعة مشاهد و مقتطفات من انتاجها المسرحي الجديد الموسوم بعنوان "لخديم و سيدو"، الذي تدور وقائعه حول سياسة التقشف و تعامل المنتخبين مع الدعوات إلى ترشيد النفقات و تطبيقها، على حساب المواطن البسيط و المغلوب على أمره، أين أدى الفنان و الكوميدي القدير نواري راجعي دور الحاكم في صورة « المير»، في حين قام الممثل سفيان عطية بدور الابن.
هذا العمل المسرحي الجديد، اعتبره سفيان عطية، رئيس جمعية كانفا للمسرح، الشعلة الجديدة التي ستضيء شموعا أخرى في مسار التعاونية المسرحية بعد إطفائها لشمعتها السادسة، حيث جرت الاحتفالية بحضور وجوه مسرحية و فنية، لها حضور قوي في المشهد المسرحي و حتى التلفزيوني على المستوى الوطني، و شق معظمهم طريقهم الفني في فرق و جمعيات مسرحية، منهم عمر ثايري، المسرحي و الممثل الذي تقمص عديد الأدوار التلفزيونية ،و كذا العمري كعوان، المسرحي و الممثل الكوميدي ابن مدينة سطيف، بالإضافة إلى الممثل المسرحي حليم زدام، رئيس جمعية تاج للمسرح، فضلا عن وجوه مسرحية شابة لا تزال تشق طريقها بثبات، و لعل من أبرزها الممثل الشاب إدريس شرنين المكرم في هذه الاحتفالية لمشاركته في مسرحية « ليلة إعدام « ،و نيله لجائزة التمثيل المسرحي بمهرجان المسرح العربي بالأردن، و كذا تحصله مؤخرا على جائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية في التمثيل المسرحي.
 الثنائي نواري راجعي و سفيان عطية أمتعا  الحضور بمقتطفات من مسرحية « لخديم و سيدو» التي تحاكي إجراءات التقشف، و كيفية تطبيقها من قبل المنتخبين و الحكام على عامة الشعب، حيث جسد كاتب السيناريو دور الحاكم في شخص رئيس البلدية  «المير» الذي يوزع المشاريع و الإعانات و قطع الأرض على معارفه و أحبابه حسب أهوائه، و استنادا إلى حسابات ضيقة تتعلق بالانتخابات، في حين يتحاشى منحها لمستحقيها من عموم الشعب بحجة التقشف.
 تدور وقائع المسرحية في مساءلة بين « المير « الذي يجسد دوره الممثل نواري راجعي و ابنه، في صورة تعبر عن الصراع المحتدم بين الأجيال و الحيلة في التنصل من المسؤولية، لما يتعلق الأمر بالمحاسبة، أين يتخلى « المير « عن جميع مهامه لصالح ابنه بعد سماعه بإيفاد لجنة تحقيق في المشاريع المشبوهة، ليصطدم الابن بالإرث الثقيل المعاكس لجميع التوقعات و التجاوزات المفضوحة لوالده المسؤول  التي يعجز عن تغطيتها أو حجبها.
الاحتفالية عرفت كذلك تقديم وصلات غنائية لفرقة باسطة، و  حضورا لافتا للجمهور المتعطش للمسرح، الذي تابع روبورتاج مصور عن نشاطات و  جهود تعاونية كانفا في تكوين الشباب من خلال فتحها لورشات تكوينية منذ تأسيسها في مجالات مختلفة، منها ورشات في التمثيل المسرحي و كذا الكتابة و السيناريو و السينوغرافيا.
كما أتيحت الفرصة كذلك لإبراز مشاركات التعاونية في عديد المهرجانات الوطنية و الدولية، منها المشاركة بمسرحية « ليلة إعدام « في مهرجان المسرح العربي بالأردن، و اختيارها ضمن الفرق المسرحية التسع المتأهلة إلى النهائي للتنافس على الجوائز الأولى، فضلا عن مشاركتها في مهرجان المسرح بالمغرب و غيرها من المشاركات في المسرح الوطني محي الدين بشتارزي بالعاصمة و المسارح الجهوية بولايات الوطن، في عروض مسرحية متنوعة منها مسرحية «لحظة من رحيل» و مسرحية  «عباس « و « الذبانة « و غيرها .
 خلال هذا الحفل دعا سفيان عطية، رئيس التعاونية، الحضور إلى ضرورة زرع ثقافة المسرح بين المواطنين و عدم التأخر عن تلبية الدعوات لحضور العروض المسرحية، و كذا دعوة الأولياء إلى الاهتمام بأبنائهم و السماح لهم بالتكوين و الالتحاق بالفرق المسرحية و النشاطات الثقافية، مشيرا إلى أن إشراك الأطفال في مثل هكذا عروض و نشاطات سيكون خير تنشئة يستحيل معها أن ينتج المسرح أشخاصا أصوليين أو متشددين.
الاحتفالية تلتها تكريمات و عرفت حضور شخصيات فنية أشادت بجهود تعاونية كانفا في إثراء الساحة الثقافية و الفنية على الصعيد المحلي و كذا الوطني، حيث عرج الممثل العمري كعوان في حديثه إلى أيام زمان و لقاء الفنانين و الممثلين في الجمعيات المسرحية بين ولايتي البرج و سطيف، و أشاد بالتطور الحاصل في مجال المسرح بولاية برج بوعريريج ، مقارنة بولايات أخرى لها تقاليد كبيرة في المسرح غير أنها تراجعت بشكل رهيب، و أضاف أن تعاونية كانفا لم تعد تمثل ولاية البرج لوحدها، بل تعدت حدود الوطن و أصبحت تمثل الجزائر في مهرجانات دولية و تلقى احتراما كبيرا من طرف النقاد و المسرحيين، لما تقدمه من عروض محترفة .  
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى