لن أفرط في تأشيرة اليابان والبوديوم غايتي
يجتهد أكرم بونابي البطل العالمي في رياضة المبارزة، رغم الألم لمواصلة التألق والوصول إلى الدورة النهائية لأولمبياد طوكيو، وقال الشاب صاحب 21 عاما في حوار مع النصر، إن فترة كورونا عطلته عن التدريبات، وفي ذات الوقت سلبت منه روح 4 أفراد من عائلته، غير أنه بدأ يستجمع قواه ويحضر بجدية لتشريف العلم الجزائري، في مختلف المحافل الدولية المقبلة، كما فعل في السابق في بطولة كأس العالم وقبلها احتكاره لقب بطل إفريقيا لمرتين.
بداية قدم نفسك للجمهور الرياضي ولمحبي رياضة المبارزة ؟
بونابي أكرم، أبلغ من العمر 21 سنة، رياضي مبارز في صفوف المنتخب الوطني، في اختصاص سيف الحسام، كما أنني طالب في السنة الثانية بالمدرسة العليا لتكنولوجيات الرياضة.
الوزير السابق برناوي مدربي وملهمي
لماذا اخترت ممارسة المبارزة بالتحديد، خاصة وأنها غير معروفة في الجزائر، مقارنة برياضات أخرى؟  
أتذكر بأنني بدأت ممارسة هذه الرياضة «النبيلة» في سن السابعة، خاصة وأنني نشأت في عائلة ووسط رياضي، ما حفزني وشجعني أكثر على ممارسة هذا النوع بالتحديد، واختياري للمبارزة، كونها رياضة مميزة ومختلفة عن باقي الرياضات الأخرى التي تفضلها الغالبية القصوى، ككرة القدم وكرة اليد وألعاب القوى، فهي تلقب كما تعلمون ب»رياضة الملوك»، نظرا لمستواها العالي والصعب في نفس الوقت، فممارستها تتطلب الخفة والحنكة والتقنيات العالية، بفضل التدريبات المتواصلة، فالاجتهاد والطموح والمثابرة هم أساس نجاح أي رياضي، وأنا بدوري هنا للتعريف بهذه الرياضة النبيلة، على المستوى الوطني والمغرب العربي.
ما هي الصلة التي تجمعك بوزير الشباب والرياضة السابق عبد الرؤوف برناوي وهل أثر في مشوارك الرياضي؟  
الصلة التي تجمعني بالوزير السابق للشباب والرياضة «رؤوف سليم برناوي» هي أنه كان مدربي منذ بداياتي، كما أشرف على تدريبي في صفوف المنتخب الوطني، خاصة وأنه كان يمارس نفس الاختصاص -سيف الحسام- فبكل صدق، برناوي له الفضل في تطوير قدراتي ومهاراتي في هذه الرياضة، مما زادني خبرة وعزيمة للاجتهاد أكثر لبلوغ أهدافي.
مع أي فريق تنشط حاليا ؟
هذه الرياضة لا تحظى بالاهتمام الكافي في الجزائر، وبالنسبة للفريق الذي أنشط فيه حاليا هو مولودية الجزائر، الذي أشكر مسؤوليه على الظروف التي يسعون لتوفيرها لكافة الرياضيين، من أجل السماح لهم بتطوير مؤهلاتهم والوصول إلى كافة أهدافهم، خاصة المتعلقة بتشريف الراية الوطنية في كبرى المحافل الدولية.
كورونا سلبتني روح 4 مقربين وسأتغلب على ألمها
 لماذا لا تحظى برأيك رياضة المبارزة بالاهتمام الكافي في الجزائر ؟
من وجهة اعتقادي، فإن كل التوجهات والاهتمامات مصوبة نحو رياضة كرة القدم، بالموازاة مع تناسي باقي الرياضات الأخرى، ولئن كل الرياضات الممارسة لها تاريخها وتقاليدها و"شعبيتها"، ولذلك يرجى أخذ رياضة المبارزة بعين الاعتبار، من خلال إعطائها الأهمية التي تستحقها، نظرا للتحديات ومجهودات الرياضيين المبذولة طيلة العام دون استثناء، أما بالنسبة لرياضة المبارزة في الجزائر، فقد برزت مؤخرا بنتائج رياضييها الجيدة، وأنا شخصيا آمل أن تحظى بالاهتمام الكافي في الجزائر، سيما وأننا نمتلك بعض الأسماء القادرة على التألق دوليا.
حدثنا عن أبرز إنجازاتك المحلية والدولية؟
رغم عدم تجاوزي سن 21 ربيعا، إلا أنني خضت عديد المسابقات والمنافسات، توّجت خلالها بعديد الميداليات والألقاب المحلية والقارية والدولية، وأبرز الإنجازات التي تحصلت عليها، خلال مسيرتي الرياضية، فهي المرتبة الأولى في كأس العالم حسب الفرق، فضلا عن المرتبة الثالثة فردي في كأس العالم، كما تحصلت على لقب بطل إفريقيا في مناسبتين سنتي 2016 و2018، وكنت نائبا لبطل إفريقيا في مرتين، دون نسيان تألقي على المستوى الوطني، بعد فوزي بلقب البطولة في عدة مرات، وكذلك ظفري بكأس الجزائر في عديد المناسبات أيضا.

تنتظرك بطولة تأهيلية للألعاب الأولمبية بطوكيو، كيف تقيم استعداداتك؟
بالنسبة لاستعداداتي للبطولة التأهيلية للألعاب الأولمبية القادمة، فهي كأغلب الرياضيين متواصلة، رغم الصعوبات والعراقيل التي صادفتني لحد الآن، خاصة وأنني انقطعت عن التدريب لعدة أشهر، بسبب جائحة كورونا التي جمدت النشاط الرياضي في الجزائر لقرابة سنة كاملة، على العموم، أنا أواصل تدريباتي حاليا بالقاعة الرياضية، بعد قرار السلطات بفتحها، في انتظار مباشرة تربص مغلق خارج الوطن، قصد التحضير الجيد للاستحقاقات التي تنتظرني وفي مقدمتها الدورة المؤهلة للأولمبياد، خاصة وأنه لم يتبق أمامنا الكثير من الوقت، كما أستعد في نفس الوقت لبطولة كأس العالم في اختصاصي، المزمع تنظيمها بداية من تاريخ  9 أو 10 من شهر مارس الجاري، وآمل أن يحالفني الحظ وأقدم مستوى وأداء حسن يسمح لي بالفوز بإحدى الميداليات.
«سيف الحسام» لم يعطلني عن الدراسة وهذه نصيحتي لليافعين
بصراحة، هل أنت قادر على حجز بطاقة التأهل لمحفل اليابان؟
نعم، أنا قادر على حجز بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية المقبلة، وواثق من مقدرتي على المشاركة في محفل اليابان، رغم الصعوبات التي نعيشها حاليا، ففترة الوباء التي دامت لعدة أشهر كانت صعبة على جميع الرياضيين، وبالنسبة لي كانت أكثر صعوبة، لتوقفي عن ممارسة التدريبات مع المدرب والفريق لفترة طويلة، خاصة بعد فقداني لأربع أفراد مقربين من العائلة بسبب الفيروس اللعين، فقد أثرت هذه الفاجعة الأليمة عليّ بالسلب في الآونة الأخيرة، حيث أحبطت معنوياتي، وأفقدتني التركيز، ولئن كنت قد عدت مؤخرا لأجواء التحضيرات، وكلي عزم على تدارك ما فاتني، ومع ذلك سأفعل كل ما في وسعي لاقتطاع تأشيرة التأهل للأولمبياد.
إلى ماذا تتطلع وما هي أهدافك المستقبلية ؟
أهدافي المستقبلية واضحة، والبداية بضرورة التأهل للألعاب الأولمبية 2021 بطوكيو، ولم لا الظفر بإحدى الميداليات، رغم صعوبة المأمورية، في ظل وجود مبارزين بارزين على المستوى العالمي، غايتهم الوحيدة اعتلاء منصة التتويج في محفل اليابان، أنا آمل أن تسير الأمور معي كما أرغب خلال التحديات المقبلة، وأنجح في تقديم أداء قوي يُرصع مسيرتي الرياضية ويشرف عائلتي، التي هي دوما خلفي، ولم تبخل علي بشيء من أجل تطوير مؤهلاتي، على أمل رفع الراية الوطنية عاليا في المحافل الدولية وتمثيل بلدي أحسن تمثيل في رياضة المبارزة.

من هو قدوتك في رياضة المبارزة ؟
 مثلي الأعلى وقدوتي في رياضة المبارزة، هو المبارز المجري أرون سزيلايي، فهو من وجهة نظري مبارز استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بالنظر إلى أسلوبه الرفيع، ومؤهلاته الكبيرة، فضلا على أنه يحوز على ألقاب عالمية بالجملة، منها الميدالية الذهبية في أولمبياد لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016، كما أنه متأهل للألعاب الأولمبية بطوكيو، وأرى بأن الفرصة لا تعوّض لمقابلته في محفل اليابان.
يقال بأن الرياضة لم تكن حاجزا أمامك لاستكمال دراساتك العليا، ما صحة ذلك؟
أجل، الرياضة لم تكن حاجزا بالنسبة لي لاستكمال دراستي، فأنا حاليا طالب في السنة الثانية بالمدرسة العليا لعلوم الرياضة وتكنولوجياتها، وهو ما زادني خبرة وتجربة في المجال الرياضي وفي المبارزة بالتحديد، على العموم أنا أنصح الجميع بالتوفيق بين الرياضة والدراسة، خاصة وأن ذلك كفيل بتحقيق عديد المكاسب.
بطل مجري قدوتي وأتمنى مواجهته في طوكيو
بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
في ختام الحوار، أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة النصر على هذه الالتفاتة الطيبة، وبالتوفيق لكل الرياضيين في مشوارهم الرياضي، وعن نفسي أعد الجزائريين باقتطاع تأشيرة التأهل للألعاب الأولمبية، وهناك سأحاول البصم على مشاركة متميزة.
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى