شهدت ولاية الطارف، منذ الساعات الأولى لفتح مراكز التصويت، أمس، توافد المواطنين   من أجل أداء واجبهم الانتخابي لاختيار ممثليهم في البرلمان القادم، وسط احترام للبروتوكول الصحي و في أجواء تنظيمية محكمة، بعد تسخير مندوبية السلطة المستقلة للانتخابات، لكل الإمكانيات و الوسائل المادية و البشرية و الأمنية لإنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي الهام  .شباب صوتوا أملا في التغيير
وقد عرفت عدة مراكز للتصويت خصوصا بكل من بلديات عاصمة الولاية، القالة ، بالريحان، بوحجار و عين العسل، أم الطبول و رمل السوق، توافد فئة الشباب للإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في البرلمان و كلهم آمال في أن يكون من اختاروهم في مستوى الثقة التي وضعت فيهم لنقل انشغالاتهم و التكفل بإيصال مشاكلهم الاجتماعية و الدفاع عن المصالح التنموية و تبليغها للسلطات العمومية، حيث أكد في هذا السياق «ج، لطفي» عمره31 سنة وهو  جامعي، على أنه يعاني من إحباط كبير بسبب  البطالة التي يوجد فيها منذ تخرجه من الجامعة، و قرر المساهمة في التغيير و دعم مؤسسات الدولة الدستورية    باختيار من يراهم الأحسن لتمثيله في القبة السفلى و التكفل بهمومه اليومية، معتبرا أداء واجبه الانتخابي، بمثابة الواجب الوطني و الوقوف إلى جانب البلاد رفقة الخيرين في هذه المرحلة الحاسمة، مضيفا بأنه وجه نداء رفقة بعض أصدقائه عبر مواقع التواصل، من أجل المشاركة القوية في العرس الانتخابي الذي تعيشه الجزائر على حد تعبيره.
في حين قال الشاب «ج.عبد القادر»، في العقد الثالث من العمر، بأنه أصر على أن يدلي بصوته و واجبه الوطني في اختيار من يراه الأحسن في البرلمان، من أجل خدمة المواطنين و استقرار  الجزائر و مستقبلها لقطع الطريق أمام المتربصين بالبلاد سوءا و المتآمرين عليها من الداخل و الخارج، موضحا بأنه يعلق آمالا على البرلمان القادم لإحداث التغيير في إرساء معالم الجزائر الجديدة في بعدها الجمهوري، الاقتصادي و الاجتماعي  على أسس واضحة تحكمها مبادئ العدل و العدالة الاجتماعية، جزائر تستوعب كل أبنائها بعيدا عن الإقصاء و التهميش و الجهوية و العنصرية البغيضة على حد قوله.
و ذكر أحمد، سمير، رضا و هم شباب يمارسون حقهم الانتخابي لأول مرة بعد بلوغهم سن 18، أن إدلاءهم بصوتهم في الانتخابات التشريعية يؤرخ لمستقبل واعد و عهد جديد من الممارسة الديمقراطية يؤسس لبناء الجزائر التي ينشدها الجميع.
كما كانت فئة الشيوخ و العجائز في الموعد الانتخابي كالعادة خلال هذه المواعيد الهامة،   حيث لم تمنعهم حالاتهم الصحية و الأمراض التي يعانون منها و تقدمهم في السن، من الإدلاء بأصواتهم    لاختيار ممثليهم في البرلمان و قال  من تحدثوا للنصر،   أنهم قدموا لممارسة حقهم الدستوري تلبية لنداء  الوطن و من أجل    تحقيق ما تصبوا له الأجيال القادمة في الجزائر الجديدة التي يحلمون بها، إضافة إلى تفويت الفرصة على الأعداء و السير بالبلاد نحو مستقبل واعد و مستقر.
من جانب آخر، سجلت  مراكز التصويت خلال الفترة المسائية، حضورا لافتا للعنصر النسوي للإدلاء بأصواتهن في طوابير عبر مكاتب الاقتراع، خلافا للفترة الصباحية ، فيما كان إقبال الناخبين على مراكز التصويت بالمناطق الريفية و الحدودية و مناطق الظل على غرار قرى و بلديات حمام بني صالح ، وادي الزيتون، بوقوس، عين الكرمة و العيون، معتبرا منذ الصبيحة لأداء واجبهم الانتخابي في اختيار ممثليهم في البرلمان و كلهم آمال في تحسين ظروفهم المعيشية بعد البرامج التي أطلقها المترشحون، خاصة في ما يتعلق بالاهتمام بتنمية مناطق الظل و القرى المحرومة و العمل على تحسين ظروفهم المعيشية و التكفل بانشغالاتهم و إيصالها للجهات المركزية.
 و من أجل تمكين الناخبين من أداء واجبهم خصوصا ساكنة القرى و المداشر النائية و المناطق شبه الريفية و حتى الحضرية، عمدت السلطة المستقلة للانتخابات، لتسخير وسائل النقل منذ الساعات الأولى لبداية عملية الاقتراع لنقل المواطنين للقيام بعملية التصويت ذهابا و إيابا، كما تم الاستنجاد بالخواص للتكفل بنقل الناخبين القاطنين في المناطق المعزولة.
فيما اشتكى بعض المواطنين من   إسقاط أسمائهم من قوائم الناخبين  فيما أثار آخرون مشكلة تحويلهم للتصويت بمكاتب بعيدة  عن مقر سكناهم،    وقال   مرحلون   نحو الأقطاب العمرانية الجديدة،  أنهم لم يتمكنوا  من التصويت بسبب بعد مراكز الانتخابات و عدم إدراجهم في القوائم الانتخابية رغم قيامهم بالتسجيلات.
و على خلاف الاستحقاقات السابقة، سجل حضور قوي للمراقبين من ممثلي  المترشحين من الأحزاب السياسية و القوائم الحرة عبر مكاتب التصويت و مراكز الاقتراع،   دون أي تجاوز يذكر، عدا بعض التصرفات المعزولة على غرار محاولة البعض التأثير على الناخبين خارج مراكز التصويت، خاصة ببلديات القالة، بوحجار، الذرعان و بن مهيدي، علاوة على شكاوى بخصوص ما قيل عنه تعيين مؤطرين من مقربي بعض المترشحين و تغيير ترتيب أوراق الانتخابات، سرعان ما تم التدخل لإعادة الأمور لنصابها.
كما عمد بعض المترشحين لعقد ما يشبه اتفاقيات تنسيق   لضمان و تعميم تواجد المراقبين و توزيعهم عبر المراكز لضمان مراقبة العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها.
و أوضح مسؤول البروتوكول الصحي لدى السلطة المستقلة للانتخابات الدكتور، عيسى بوراوي، بأن عملية التصويت جرت وسط احترام شبه تام لتدابير الوقاية من كوفيد19، مسجلا بعض حالات التهاون، و   تم التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها.
فيما أكد ممثلو مترشحين  أن عملية التصويت تجري في ظروف عادية و في شفافية دون تسجيل أي تجاوزات تذكر، عدا ملاحظات بسيطة  تم رفعها للسلطة المستقلة التي تكفلت بها.
من جانبه أشار منسق المندوبية الولائية للسلطة الوطنية للانتخابات، مراد عمراني، إلى أن عملية التصويت جرت في ظروف عادية و حسنة، مع الاحترام الكلي للبروتوكول الصحي دون تسجيل أي تجاوزات أو أحداث تذكر، مؤكدا على عدم تلقي السلطة لأي إخطار بخصوص العملية الانتخابية المصيرية التي جندت لها  كل الإمكانيات المادية و البشرية و اللوجستية لإنجاحها.
جدير بالذكر، أن نسبة المشاركة بلغت 3.96 بالمائة عند حدود 11 صباحا، قبل أن تقفز إلى 12.34 بالمائة عند الواحدة زوالا     ثم  18.12  عند الخامسة و 30.76 بالمئة على الساعة الثامنة مساء، و قد بلغ عدد الهيئة الناخبة، ما يقارب 328 ألف ناخب موزعين على 886 مكتب انتخاب عبر 210 مراكز تصويت في 24 بلدية، يؤطرهم أزيد من 7 آلاف مؤطر.                                         نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى