هناك نقص في الثقافة البيئية لدى الجزائريين وهكذا يمكن رفع الوعي

ترى زينب مشياش، الناشطة البيئية و مسيرة صفحة «إيكولوجيا ديالنا»، أن هناك نقصا في الثقافة البيئية لدى الجزائريين عموما، لكنهم أصبحوا يتمتعون بـ «وعي حسي» أكبر، تربطه بالفضول تجاه مختلف الظواهر التي يعيشونها و يشعرون بها مباشرة، و هو ما يحتاج برأيها، إلى عمل مكثف للوصول إلى درجة فهم أعمق للتحديات المناخية، كما تتحدث الناشطة الشابة في حوار للنصر، عن مشروع بيداغوجي تشارك فيه لتشجيع الأطفال على غرس الأشجار، و تتطرق إلى الأساليب التقنية الأنجع لتجاوز تداعيات حرائق الغابات ولمواضيع أخرى.

*  حاورتها: ياسمين بوالجدري

حدثينا في البداية كيف بدأ اهتمامك بالبيئة؟
منذ صغري, كان عندي فضول كبير للنباتات و الحيوانات, لاحظت أنني أحب التعرف على أسماء الأشجار و الحيوانات و الحشرات. كانت أيام العطل أفضل وقت عندي في السنة, لأني كنت أذهب للريف أين كانت لنا فرصة اللعب في الحديقة, و الذهاب إلى الجبل. أما اهتمامي العلمي بالبيئة فقد بدأ بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا أين تخصصت بالهندسة البيئية، و قد أحببت التخصص رغم أنه لم يكن يجذب الاهتمام الكبير للطلاب و زاد اهتمامي بالمجال حين التحقت بعالم التطوع في المجال البيئي، فأنا عضوة مؤسسة في جمعيتين منها مجموعة بيئية، و رئيسة عدة مشاريع بيئية خاصة بالتوعية، التحسيس و خصوصا التكوين.
هكذا بدأ شغفي بالبيئة
زيادة على نشاطك التطوعي، تشاركين في تسيير صفحة على موقع «فيسبوك» تهتم بشؤون البيئة. ما الهدف منها وهل لديك مشاريع أخرى في الأفق؟
نعمل حاليا على التحسيس البيئي عبر صفحتنا بالفايسبوك «إيكولوجيا ديالنا» إلى جانب تنشيط جلسات افتراضية حول مواضيع بيئية مختلفة تخص الجزائر. أعمل في الوقت الراهن على مشروع بالتشارك مع شركة «بيونور» المختصة في التكنولوجيا الحيوية، حيث أطلقنا عليه اسم «من الكتاب إلى الغابة» و هو موجه لتوعية الأطفال و حثهم على الغرس و الاعتناء بالأشجار. لقد قمت بمراجعة و إعداد محتوى الطبعة الجزائرية الثانية بالتعاون مع كريم تيجاني وهو كذلك ناشط جزائري يملك موقعا إلكترونيا بيئيا.
كيف سيتم تنفيذ هذا المشروع؟
سيكون في شكل كتاب بيداغوجي يتضمن عدة معلومات حول الشجرة و احتياجاتها كيفية زراعتها وعن أصناف الأشجار في الجزائر وغير ذلك. كل طفل يحصل على الكتاب سيكون عليه زراعة شجرة كما يتعلم هذا عبر ورشات بيداغوجية نسعى إلى إطلاقها في عدة ولايات عبر الوطن.
تسببت الحرائق الغابية الأخيرة في إتلاف آلاف الأشجار عبر الوطن. ما مدى تأثيرها على التوازن البيئي؟
للحرائق أثر كبير على الغطاء النباتي خاصة عندما تكون متكررة و تدوم لمدة طويلة. للأسف، لقد تسببت التغيرات المناخية في موجات حرارة أطول وفق التقرير الصادر عن الهيئة الدولية الحكومية لتغير المناخ، و هذا يعني تأثيرات منها الجفاف لفترات أكبر، كما ستكون مدة الحرائق أطول علما أن مدتها العادية هي من 1 جوان إلى 31 أكتوبر، بما يؤثر على التنوع البيولوجي خصوصا إذا كانت متكررة، لأن الغابة تحتاج مدة لكي تستعيد عافيتها و إن تكررت الحرائق فهذا لن يسمح لها بالتعافي بسرعة.
«من الكتاب إلى الغابة».. مشروع لتشجيع الطفل على غرس الأشجار
هل خسرنا هذا الغطاء الغابي نهائيا؟
في الحالة العادية تتعافى الغابة، لكن المختصين ينصحون بعدم إعادة التشجير مباشرة بعد الحرائق و إنما انتظار مدة تتراوح بين سنة إلى 3 سنوات. عادة عند قدوم الأمطار تتجدد الغابة خصوصا إذا كنت الجذور سليمة ولم تصلها النيران، وهذا ما شاهدناه في صور شاركناها في صفحتنا على «فيسبوك»، فرغم أن الأمطار الأخيرة كانت قليلة، إلا أن بعض الأشجار بدأت تتجدد.
يجب احترام الغابة وعدم القيام بالسياحة الجماعية وعدم ترك النفايات و أعقاب السجائر خلفنا، إلى جانب تنظيف الغابات بعد الحرائق واحترام توازنها و التنوع البيولوجي لأن الطبيعة تجد دائما طريقة لاستعادة توازنها، يجب فقط إعطاؤها الوقت والمساحة الكافيين من أجل التجدد.
يمكن القيام بالتشجير في المساحات الشاغرة والأراضي المهجورة و كذلك بالمدن لأن الأشجار تقلل درجات الحرارة وتساعد في تفادي الفيضانات، كما يمكن التشجير في الغابات المحترقة منذ أكثر من 3 سنوات وبالمناطق الجبلية والسهوب العليا و السد الأخضر.
ما هي التحديات البيئية التي تواجهها الجزائر اليوم؟
التغيرات المناخية لأنها تؤثر على كل أنماط حياتنا من حياة و صناعة و فلاحة و سياحة و صحة، كما يأتي لذهني مشكل التصحر الذي يؤثر و يتأثر بدوه بالتغييرات المناخية, ثم الجفاف. هناك أيضا اختفاء التنوع البيولوجي, فقدان الأراضي وتحويلها لأراضي غير نافذة، وكذلك التلوث بما فيه تلوث المياه الجوفية, البحار, إضافة إلى حرائق الغابات, و عدم وجود بنك الجينات من بذور و نبات و حيوانات وغيرها.
أظهر تقرير أخير أن الدول الأفريقية هي الأكثـر تأثرا بالتغيرات المناخية الناجمة أساسا عن الانبعاثات التي تخلفها الدول الصناعية. كيف يمكن لبلدان القارة السمراء الخروج بأقل الأضرار؟
صحيح فبالرغم من أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن البلدان الإفريقية مجتمعة لا تتجاوز 4 بالمئة، إلا أنها ثاني قارة متضررة من الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية.
ينبغي الاستفادة من معارف أجدادنا للتكيف مع التغيرات المناخية
لا أدري كيف يمكن الخروج بأقل الأضرار فقد تأخر الوقت قليلا عن هذا، و لكن لكي نتمكن من العيش في عالم متغير يجب علينا التكيف مع هذه التغيرات لأنها هنا بالفعل، و هذا عن طريق تطوير استراتجيات وقائية للتعايش مع التغيرات المناخية و تفادي الخسائر الكبيرة المتعلقة بالجفاف, موجات الحرارة, الفيضانات, الحرائق, موجات البرد والأمراض وغيرها، كما يجب إشراك كل الأطراف من مؤسسات, مواطنين, جمعيات وصناعيين.
في نفس الوقت يجب التكيف أي التقليل من انبعاثات الكربون عبر مراجعة نمط عيشنا, نمط الإنتاج, ونمط الاستهلاك, علما أن الجزائر قد التزمت بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بـ 7بالمئة  بحلول 2030 و هذا بالإمضاء و التصديق على اتفاقية باريس للمناخ.
معارف أجدادنا بخصوص التكيف مع التغيرات المناخية مهمة جدا و يجب العمل على جمعها, دراستها و تطويرها. كذلك الحلول المستمدة من الطبيعة مهمة جدا.
دعا تقرير الأمم المتحدة حول المناخ إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بـ 7.6 في المئة سنويا بحلول 2030 لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة المتوسطية للكوكب تحت 1,5 درجة. إلى أي مدى يمكن تحقيق هذا المسعى؟
منذ 10 سنوات كانت هذه النسبة 10 بالمئة و كلما تأخرنا في تغير نمط العيش, الإنتاج و الاستهلاك، فإنها ستتزايد. النسبة تقدر اليوم بـ 7,6 بالمئة وهذا يعني أننا فشلنا في تحقيق هذا الهدف. مع مرور كل يوم، وكلما طالت مدة التأخير، زادت صعوبة التخفيضات وزادت حدتها، وبحلول عام 2025 سيكون من الضروري تقليل انبعاثاتنا بنسبة 15.5 بالمئة سنويًا، مما سيجعل هدف 1.5 درجة مئوية شبه مستحيل.
لهذا نأمل حدوث نقطة انعطاف في نسبة الوعي عند المواطنين و شجاعة في اتخاذ قرارات صارمة و مدروسة عند الحكومات عبر العالم، عسى أن نستطيع إنقاذ ما تبقى و السماح للأجيال القادمة بالعيش في بيئة مقبولة.
بالحديث عن وعي المواطنين، هل ترين أن الثقافة البيئية لدى الجزائريين وصلت إلى العمق المطلوب خاصة ما تعلق بالتغيرات المناخية؟
من خلال احتكاكي وتواصلي مع المواطنين، سواء في الورشات التي ننظمها أو عبر صفحتنا على «فيسبوك»، لاحظت أن هناك زيادة في نسبة الوعي، لكن الأمر يتعلق بفضول بيئي أكثر منه ثقافة بيئية. العديد من متابعي الصفحة أصبحوا يتفاعلون معنا بقوة ويرسلون صورا تظهر التلوث أو صيد حيوانات مهددة بالانقراض، كما يطرحون أسئلة متعلقة بالبيئة، و يستفسرون عن طريقة التصرف الأمثل.
لقد أجرينا استبيانا عبر الصفحة، اتضح لنا من خلاله أن أكثر ما يعرفه الجزائريون عن الأخطار البيئية، هو النفايات و الحرائق، ذلك لأنهم يرونها ويشعرون بآثارها. وعيهم مبني على الحس، و من القضايا الأخرى التي تثير اهتمامهم نجد قضية تغير الفصول.
أقترح تقديم دروس للأطفال حول التحديات البيئية
ما الحلول التي تقترحينها لرفع درجة الوعي؟
تقديم دروس للأطفال في المدارس عن التغيرات المناخية، وإعطاء أهمية أكبر للبيئة في وسائل الإعلام، وكذلك تكثيف النشاطات الجمعوية والخطاب السياسي الذي يتناول هذه المواضيع، مع توعية الفلاحين والصيادين وغيرهم وذلك ضمن عمل تقوم به عدة وزارات وليس وزارة البيئة أو الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة فقط. نحن بحاجة إلى استراتيجية عامة تشمل كل القطاعات.
تستعدين للتخرج من جامعة «باريس ساكلي» في تخصص المناخ و الإعلام. كيف ساعدك هذا التخصص على فهم علاقة البيئة بالإعلام؟
سأتخرج إن شاء الله بعد أسابيع. لقد سمح لي هذا التخصص بتعلم الكثير و منه الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الإعلام عن طريق مساهمته في نشر الوعي البيئي والمعلومات الخاصة بأحوال البيئة. العلاقة بين الاثنين وطيدة جدا و منه فقد ظهرت تخصصات عديدة جد دقيقة وهذا للأسف ما نفتقر له في الجزائر حاليًا.
ما هي قراءتك لواقع اهتمام وسائل الإعلام في الجزائر بمجال البيئة؟
أظن أن الاهتمام يتزايد تدريجيا بحكم تطور الاهتمام بهذا المجال على الصعيد الدولي. لكن للأسف يبقى هذا الاهتمام يصب في ثلاثة اتجاهات هي الخطاب السياسي و الأيام العالمية و الكوارث الطبيعية، أما تغطية المواضيع البيئية فعادة ما تكون غير متواصلة و أحيانا سطحية. هذا لا يعني أنه لا يوجد صحفيون متخصصون و لكن عددهم قليل. للأسف، لا يوجد اهتمام كبير بالمسائل البيئية التي يُنظَر إليها على أنها ثانوية لأنها عادة ما تكون تابعة لصفحات الصحة أو الأحداث أو العلوم و لا تكون دائمة. في الإذاعة و التلفزيون ظهرت العديد من الحصص و الفقرات حول المواضيع البيئية، و لكنها لا تتطرق إلى عمق المشاكل البيئية و إنما تهتم أكثر بالمبادرات الإيجابية و نشاطات المؤسسات و المجتمع المدني أو المشاريع البيئية للدولة، لهذا نحتاج لفتح تخصصات جديدة في المجال لتكون طويلة المدى من أجل تكوين صحفيين متخصصين، كما نحتاج لجعل المواضيع البيئية دائمة, و جعل التحقيقات البيئية متواصلة و متعمقة في المواضيع.
ي.ب

الفرز الأولي للنفايات الحضرية بقالمة
مشروع اقتصادي واعد لم يجد الاهتمام والتجاوب
قبل 3 سنوات اختارت وزارة البيئة بلدية قالمة لإطلاق مشروع مستديم لفرز النفايات الحضرية بمواقع الجمع داخل الأحياء السكنية، و تدريب السكان على القيام  بالفرز الأولي داخل منازلهم و متاجرهم، قبل التوجه إلى صناديق النفايات، المعدة لهذا الغرض. و كان حي قهدور الطاهر منطلقا لمشروع بيئي هام، راهنت عليه بلدية قالمة و مديرية البيئة ليكون نموذجا للتحكم في فوضى النفايات التي أغرقت المدن و القرى، و أرهقت فرق النظافة التي تقف على الخطوط الأولى لمشروع الفرز الأولي، الذي يكتسي أهمية اقتصادية و صحية و بيئية كبيرة، حيث أن النفايات الحضرية و خاصة المنزلية، صارت موردا اقتصاديا في كثير من الدول الرائدة في مجال الفرز و الاسترجاع، و التدوير الصناعي المعتمد على مادة أولية مستديمة، توفرها المنازل و المتاجر و مرافق أخرى للخدمات تنتج كميات كبيرة من المواد القابلة للاسترجاع.

  تجربة بلدية قالمة التي انطلقت يوم 21 ماي 2018 لم تعمر طويلا، و اختفت تلك الصناديق المتعددة الألوان، و عاد الوضع إلى ما كان عليه، خلط لكل أنواع النفايات القادمة من المنازل و المتاجر، و إهدار لتجربة لم تعمر طويلا، و ضياع موارد اقتصادية ثمينة، و السبب حسب المهتمين بقطاع النفايات الحضرية بمدينة قالمة هو انعدام الإرادة، و خلل ما في إحدى حلقات سلسلة الجمع و الفرز، التي تبدأ من مصدر النفايات الأول، ثم مواقع الجمع و الفرز وصولا إلى النقل و الاسترجاع و الردم التقني للمادة العضوية، التي تدفن تحت الأرض، و تنتج المزيد من المتاعب لمراكز الردم التقني، التي تواجه تحديات كبيرة للحد من مخاطر العصارة السامة، و الانبعاثات الغازية، الناجمة عن تحلل المواد العضوية، و توفير المزيد من المساحات الأرضية.  
و لم يعمر المشروع النموذجي لمدينة قالمة طويلا، لأسباب كثيرة منها عدم مداومة السكان على الفرز الأولي داخل المنازل و المحال التجارية، و نقص الاهتمام بالبيئة و إطار الحياة العامة، و تدني إمكانات الجمع المادية و البشرية.
و يرى علي طرشون العضو ببلدية قالمة، بأن عدم تجاوب المواطنين مع التجربة النموذجية بحي قهدور و حي المذبح القديم قد أفشل العملية، و أعاد الوضع إلى ما كان عليه، و قال للنصر بأن تراجع مظاهر التحضر و الثقافة البيئية، و الإدراك الجيد لمخاطر النفايات و أثرها على الصحة و إطار الحياة العامة يعد من الأسباب الرئيسية التي أوقفت مشروع الفرز الأولي للنفايات بالحيين النموذجيين، قهدور الطاهر و المذبح القديم.
و يعتقد العضو المهتم بشؤون النظافة و البيئة بمدينة قالمة، و الحركة الجمعوية المحلية، بأن إنجاح تجربة الفرز الأولي للنفايات يتطلب خططا بديلة مادام المواطن غير مستعد للاندماج في المشروع البيئي الواعد، مؤكدا بأن زيادة تعداد عمال النظافة و تحسين ظروفهم المهنية، و تدريبهم على تقنيات الفرز الأولي بمواقع الجمع في الأحياء السكنية، من خلال تعيين عمال دائمين بمواقع الجمع، يعملون بالتناوب على مدار الساعة تقريبا لفرز النفايات القادمة من المنازل و المحال التجارية، و وضعها في صناديق و أكياس خاصة بالزجاج و البلاستيك و الخشب و الحديد و الكارطون و المواد الإلكترونية و الصيدلية، و المواد العضوية، ثم يأتي دور فرق الجمع و النقل إلى وحدات التحويل و مركز الردم التقني، وفق مواعيد محددة في برنامج الفرز.
و أبدى المتحدث أسفه لاستمرار ظاهرة الرمي الفوضوي للنفايات بمواقع الجمع، و ضعف القدرات البشرية في مجال النظافة و تحسين إطار الحياة العامة، و المحافظة على جمال المدينة.
و إلى جانب بلدية قالمة، التي تكاد تهزمها النفايات الحضرية، يعمل مركز الردم التقني للنفايات بوقرقار ببلدية هليوبوليس، على مواصلة الفرز داخل المركز، و البحث عن المزيد من الشركاء لتولي المهمة خارج المركز، و مساعدة بلدية قالمة على إنجاح مشروع الفرز الأولي الذي يبقى الحل الوحيد لإنجاح مسعى صناعة الاسترجاع، و الاقتصاد التدويري المنشئ للثروة و مناصب العمل، المفيد للبيئة و الصحة العامة.
و قال محمد حياهم مدير المركز التقني لردم النفايات بوقرقار، بأن الفرز الأولي للنفايات الحضرية يعتمد على الكل، و سلسلة مترابطة من المراحل و الشركاء، مضيفا للنصر بأنه إذا تعطلت حلقة واحدة من هذه السلسلة فإن العملية برمتها ستفشل، أو على الأقل تكون في غاية الصعوبة و التعقيد.
و أضاف مدير المركز الذي يستقبل كميات كبيرة من النفايات الحضرية، متحدثا للنصر بأن الفرز المسبق للنفايات الحضرية داخل الأحياء السكنية يساعد المركز على توجيه تلك النفايات إلى وحدات التحويل و الاسترجاع، بمرونة و فعالية، و يسمح لعمال المركز بأداء مهمة التقطيع و التوظيب و التخزين بسهولة دون إهدار الوقت و الجهد، كما يحدث اليوم حيث يبذل المركز جهدا مضنيا لفرز النفايات القادمة من المدينة الكبيرة، قبل عملية الردم النهائي بالأحواض الخاصة.
و حسب محمد حياهم فإن المركز التقني لردم النفايات يبذل جهدا كبيرا لإنجاح مشروع الفرز المسبق للنفايات بمدينة قالمة و مدن أخرى، و ذلك بالبحث عن المزيد من الشركاء الذين يتولون مهمة جمع النفايات من مصادرها الأولى، كالمنازل و المحال التجارية و مرافق الخدمات الأخرى، و حتى من مواقع الرمي داخل الأحياء السكنية.
  و قد بدأ المركز في مشروع واعد لجمع الكارطون من المساحات التجارية الكبرى بواسطة شاحنتين، في انتظار توسيع النشاط إلى مواد أخرى لتخفيف الضغط عن المركز الذي يواجه مخاطر التشبع باستمرار.
و يرى مدير المركز التقني لردم النفايات بوقرقار بقالمة، بأن كل النفايات الحضرية تقريبا قابلة للاسترجاع و التحويل، بما فيها نفايات المطبخ التي يمكن جمعها و تجفيفها و تحويلها إلى سماد عضوي بدلا من دفنها تحت الأرض، مضيفا بأن الوصول إلى صفر نفايات يتطلب مزيدا من العمل الجاد و مشاركة الجميع، للقضاء على المخاطر الصحية و البيئية، و دعم اقتصاد التدوير المنشئ للثروة و مناصب العمل، الداعم للبيئة، المعتمد على  مواد أولية رخيصة، و مستديمة.
فريد.غ          
   
 

   

الرجوع إلى الأعلى