كشف مدير الثقافة بولاية باتنة لـ «النصر»، عن  تقرير إداري يجري الإعداد له، للمطالبة بتصنيف وحماية الموقع الأثري المكتشف حديثا بمنطقة حملة غربي باتنة.

و تحدث المسؤول، عن جملة من الإجراءات قيد التفعيل و الرامية إلى حماية الموقع، الذي كشفت عنه أشغال حفر قام بها  أحد الفلاحين للتخلص من آثار السيول و الأمطار التي شهدتها المنطقة قبل سنتين، ما كشف عن معلم عمارة متماسكة ومتناسقة كانت قد غمرتها الأتربة بمحاذاة الطريق الاجتنابي الشمالي لمدينة باتنة، عند مدخل القطب السكني حملة 03، من الجهة المقابلة للمؤسسة العقابية لإعادة التأهيل.
وبينت التحقيقات الأولية لمصالح حماية الآثار لمديرية الثقافة، بأن الموقع الأثري الجديد، عبارة عن مدينة رومانية قديمة، تتشكل معالمها الأولية من حمامات معدنية، وحسب  مدير القطاع عمر كبور، فإن تواجد الحمامات يعني تواجد مرافق حياتية أخرى يمكن اكتشافها بعد توسيع عملية التنقيب مستقبلا، وقال، بأن الموقع الذي تم اكتشافه قبل سنتين محمي الآن، خصوصا وأن أولى عمليات الحفر أماطت اللثام عن حقائق تشير إلى احتمال وجود معبد قديم في المنطقة، إلى جانب مسالك تشبه الأنفاق أو الدهاليز، التي تتطلب بحثا ميدانيا أكبر .
المسؤول أكد من جهة ثانية، بأن الإجراءات كانت قد اتخذت لحماية الموقع فور اكتشافه، بما في ذلك تبليغ ومراسلة المركز الوطني للأبحاث الأثرية من أجل إيفاد فريق من الخبراء لتحديد مساحته، مضيفا في ذات السياق، بأن هذه العملية تتطلب وقتا بالنظر إلى طبيعة العمل الاستكشافي الذي يستدعي الدقة والوقت، وهي مهمة صعبة حاليا في ظل محدودية فرق المختصين، مشيرا، إلى أن نفس إجراءات التسجيل و الحماية الرامية للتصنيف، كانت قد ضبطت لصالح  مواقع أخرى اكتشفت حديثا، بالشمرة و سريانة ومروانة و تازولت.
وأضاف، بأن العمليات تتم تباعا، خصوصا وأن ولاية باتنة تزخر بالكثير  من الأماكن الأثرية، التي تحتاج التنقيب موضحا، بأن ملف التصنيف يتضمن مراحل، حيث ينتظر بداية الانتهاء من الشق المتعلق بتحديد المساحة والتنقيب، تم اتخاذ إجراءات احتياطية تسمح إدراج الموقع المستكشف ضمن الخريطة الولائية لتوضيح خصوصيته و سحبه من المخطط الرئيسي لشغل الأراضي، مع إبلاغ مصالح التعمير لمنع أشغال البناء والحفر، ناهيك عن إخطار مصالح الدرك والأمن الوطنيين، التي تدخلت مرارا لحماية المواقع بالتنسيق مع الجهات القضائية و مع فرق حماية الممتلكات و المواقع الأثرية بمنطقتي الرحبات والقصبات.
ويذكر، بأن العديد من المواقع الأثرية، طالها الإهمال والتخريب و مست بعضها أشغال تخريب يقوم بها مجهولون بحثا عن الكنوز والمعادن الثمينة، يحتمل بأن تكون قد طالت الموقع الجديد بحملة.
يـاسين عبوبو      

الرجوع إلى الأعلى