كلنا خلف بلماضي والوقت غير مناسب للانتقاد
يرى التقني المغترب موسى بزاز، أن الوقت غير مناسب لانتقاد الناخب الوطني جمال بلماضي ولاعبيه، خاصة وأن الخضر مقبلون على منعرج حاسم شهر مارس المقبل، بمناسبة مباراتي الدور الفاصل، مضيفا في حواره مع النصر من فرنسا، بأن التشكيلة الوطنية لديها كل الإمكانيات لتجاوز عقبة منتخب الكاميرون، شريطة الحصول على دعم الجماهير التي سيكون دورها بارزا في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال قطر، خاصة خلال مباراة الإياب المقررة بملعب تشاكر.

ما رأيك في نتائج قرعة الدور الفاصل التي أوقعت الخضر في مواجهة الكاميرون ؟
القرعة صعبة بالنسبة للخضر لعديد الاعتبارات، أبرزها الوضعية النفسية للاعبينا، مقارنة بنظرائهم من منتخب الكاميرون، خاصة وأن رفاق هداف «الكان» فينسنت أبو بكر، مازالوا ينافسون في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، ويتطلعون للظفر باللقب القاري، على عكس أشبال جمال بلماضي، الذين ودعوا البطولة من الدور الأول، في خيبة قد تلقي بظلالها على التشكيلة الوطنية شهر مارس المقبل، ولو أنني واثق من مقدرة الناخب الوطني على تجاوز هذه المرحلة العصيبة.
لا يمكن أن يتحول بلماضي بين ليلة وضحاها إلى مدرب لا يفقه الكرة!
من ترشح لاقتطاع تأشيرة العبور لمونديال قطر 2022 ؟
صحيح أن المستوى متقارب بين المنتخبين، غير أن الخضر يتفوقون على نظرائهم من الكاميرون من حيث المهارة والإبداع وحتى الخبرة، حيث خاضوا عديد اللقاءات الهامة مع المدرب جمال بلماضي، ونجحوا في تخطي عقبة كبار المنتخبات في القارة السمراء، ولا أظن بأن «الأسود الجموحة»، ستكون عقبة أمامهم، رغم المستوى الرائع الذي أظهرته تشكيلة المدرب البرتغالي أنطونيو كونسيساو في نهائيات الكان الحالية، وإن كان ذلك مرتبط بالدرجة الأولى بإقامة البطولة على الأراضي الكاميرونية، أنا متفائل بمقدرتنا على العبور للمونديال، خاصة وأن رفاق محرز جد متأثرين من الخيبة الأخيرة، وستكون لهم ردة فعل قوية، كونهم مطالبين بإعادة الاعتبار لأنفسهم وللمنتخب الوطني الذي مر جانبا، وأبان عن مستوى مهزوز في البطولة الأخيرة، ما تسبب في مغادرته من الدور الأول.
من يتحمل مسؤولية الإقصاء المبكر ؟
المسؤولية مشتركة والخيبة يتحملها الجميع، سواء الطاقم فني أو اللاعبون، غير أنه ليس الوقت المناسب للانتقاد والحساب، كون المنتخب الوطني مقبل على منعرج جد هام بداية من شهر مارس المقبل، ووقفة ودعم الأنصار جد مطلوبة، إذا ما أردنا اقتطاع تأشيرة التأهل لمونديال قطر، صحيح أن هناك عديد العوامل قد أثرت على مردود التشكيلة الوطنية، ولعّل في مقدمتها مشكلة «الكوفيد»، حيث رأيتم إصابة جُل العناصر تقريبا، كما أن بلماضي كان مضطرا للعب دون أبرز ركائزه في بعض المباريات، بسبب هذا الفيروس اللعين، دون نسيان الظروف المناخية القاسية وأرضية الميدان السيئة، وإن كان هناك من يراها أمورا عادية في أدغال إفريقيا غير أنها جد مؤثرة، خاصة بالنسبة للاعبين ناشطين في أوروبا، ومتعودين على اللعب بميادين ممتازة، وفي أجواء مناخية باردة.
مسؤولية الإخفاق مشتركة ودعم الجماهير أبرز عوامل استعادة الثقة
بماذا تنصح الناخب الوطني ولاعبيه قبيل مباراة السد ؟  
لا أعتقد بأن المدرب جمال بلماضي بحاجة لنصيحتي، فهو مدرب مُتمكن، ولديه من الخبرة ما يسمح له بتجاوز هذه الفترة العصيبة، كما أن قوة شخصية ستساعده لتصحيح المسار، فمن يتوج بكأس أمم إفريقيا ويصل إلى 35 مباراة متتالية دون انهزام، لا يمكن أن يتحول بين ليلة وضحاها إلى مدرب لا يفقه شيئا في كرة القدم، نحن خلف المدرب الوطني ولدينا ثقة كبيرة في مقدرته رفقة عناصره على تخطي عقبة منتخب الكاميرون والتأهل إلى مونديال قطر.
ما هي نقاط قوة وضعف منتخب الكاميرون ؟
لكي نكون صرحاء، منتخب الكاميرون لن يكون لقمة سائغة، خلال مباراتي الدور الفاصل، لما يمتلكه من تشكيلة جيدة أبانت عن مؤهلاتها خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الحالية، وإن كنت أرى بأن رفاق أبو بكر سيسقطون أمام لاعبي الخضر، كوننا نتفوق عليهم في عديد الجوانب، خاصة إذا ما ظهرنا بمستوانا المعهود، فاللعب بذات الأسلوب الذي توجنا به في الكان وأوصلنا إلى 35 مباراة دون هزيمة، سيمكننا من تخطي الأسود وتخطي أي منتخب إفريقي، لذلك علينا التحضير الجيد لموعد مباراتي مارس، كما يتوجب على بلماضي معالجة الأخطاء المرتكبة، مع القيام بدراسة شاملة للمنافس الذي لا أعتقد بأنه أقوى منا، ومتأكد بأنه سيدخل المباراتين متخوفا من تشكيلتنا رغم كل ما مرت به مؤخرا.
أرشح مصر للعبور وصلاح كلمة السر
ماذا عن النقاط الواجب استغلالها للإطاحة بالأسود غير المروضة ؟
من خلال متابعتي لنهائيات كأس أمم إفريقيا الحالية، استوقفتني نقطة جد مهمة تخص مستوى منتخب الكاميرون، فهذا الفريق رغم قوته الهجومية، في ظل امتلاكه للاعبين متميزين في الخط الأمامي، على غرار أبو بكر وإيكامبي وتشوبو موتينغ، إلا أن خطه الخلفي يعاني من عدة مشاكل، ويكفي أن شباكه اهتزت في كل المباريات التي خاضها لحد الآن بداية بلقاء بوركينافاسو، مرورا بإثيوبيا وجزر الرأس الأخضر، وصولا إلى مباراة جزر القمر، التي ورغم دخولها المباراة محملة بالمشاكل، إلا أنها خلقت متاعب كبيرة لتشكيلة المدرب كونسيساو، أنا على يقين بأن بلماضي ولاعبيه قد تفطنوا لهذه الجزئية، وما عليهم سوى استغلالها في مباراة الذهاب من أجل التسجيل، لأن ذلك سيصب في صالحنا خلال مباراة الإياب، التي ستلعب بأرضية ميداننا وأمام أنظار جماهيرنا.
إذن ترى بأن تأشيرة التأهل ستلعب في لقاء الذهاب، أليس كذلك ؟
لم أقل هذا، بل لمحت إلى ضرورة استغلال جزئية هشاشة الخط الخلفي، من أجل التسجيل في لقاء الذهاب، لأن ذلك سيسهل علينا الأمور في مباراة الجزائر، والتي أرى بأن التأشيرة ستحسم خلالها، خاصة في حضور عشرات الآلاف من جماهيرنا، أين سيكون لها دور كبير في تخطي عقبة الكاميرون، كما فعلوا ذلك في مباراة بوركينافاسو، التي كانت بوابتنا نحو التأهل إلى مونديال البرازيل.
هل بإمكان بلماضي تحفيز المجموعة بعد كل ما حصل في دورة الكاميرون ؟
بطبيعة الحال، بلماضي قادر على شحن المجموعة من جديد، فالأمر يتعلق بنهائيات كأس العالم، وبمونديال سيجرى لأول مرة في بلاد عربية، ولذلك لا أعتقد بأن رفاق محرز بحاجة إلى أي تحفيز من أجل تجاوز خيبة الكاميرون.
شباك الكاميرون «تقبل» الأهداف ومطالبون بالتسجيل في الذهاب
من ترشح للتتويج بالكان، وما رأيك في القمة العربية المرتقبة بين مصر والمغرب؟
الحديث عن الترشيحات قد لا يجدي نفعا، في ظل كل ما رأيناه لحد الآن، فالمنتخبات التي كانت تصنف في خانة الصغار قدمت مستوى رائعا وأزاحت الكبار، ويكفي رؤية منتخبات مثل غينيا الاستوائية وغامبيا في الدور ربع النهائي، صدقوني كرة القدم الإفريقية في تطور مستمر، ومع الوقت سيكون من الصعب التكهن بفوز أي منتخب على حساب الآخر، وعن لقاء القمة بين مصر والمغرب، فأنا أرشح الفراعنة لما يمتلكونه من خبرة في مثل هذه البطولات، فضلا عن حيازتهم لمهاجم من طراز رفيع، ويتعلق الأمر بمحمد صلاح، الذي أرى بأنه سيكون حاسما في مباراة هذا الأحد، خاصة بعدما قدمه ورفاقه أمام كوت ديفوار، نأمل في رؤية مباراة قوية تليق بسمعة الكرة العربية والإفريقية.                
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى