دعوة لتعميم التعليم تحقيقا للسلم والتنمية المستدامة
احتفى العالم منذ أيام باليوم العالمي للتعليم الذي يصادف 24 كانون الثاني (يناير)، وفقا لما قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2018 بإعلانها هذا اليوم يوما دوليا للتعليم، احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية؛ ولئن اتفقت كل الأديان والحضارات والثقافات على أهمية التعليم في حياة البشرية إلا أن اهتمام الإسلام به والدعوة إليه فاق كل مكان عرفته الإنسانية من اهتمام به.

حيث جعله الإسلام واجبا عينيا على كل مسلم ومسلمة، وربط به الكثير من الأحكام، وأنزل العلماء مكانة سامية في السلم الاجتماعي فجعل منهم أولي الأمر الذين يستشارون في شؤون الدين والدنيا، وتطاع أوامرهم؛ حتى قيل في شأن الحكام: (من لا يستشير أهل العلم فعزله واجب)، ففاضل الله تعالى بين العلماء وغيرهم فقال الله تعالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ))، وقال: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))، كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للتعلم في أحاديث كثيرة مختلفة المراتب؛ منها: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي –(ص)- قال: (إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له)، وما روي عنه من قوله: (مَن جاءَ مسجدي هذا لم يأتِهِ إلَّا بخيرٍ يَتعلَّمُهُ أو يُعلِّمُهُ، فهو بمنزِلَةِ المجاهِدِ في سَبيلِ اللهِ) ، وغيرها من الأحاديث، وقد عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أسرى بدر بشرط أن يعلم كل واحد منهم عشرة من المسلمين؛
وقد أكدت اليونيسكو أن التعليم هو حق من حقوق الإنسان، وصالح عام ومسؤولية عامة وبدون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب.
وكشفت أنه وإلى واليوم، ما زال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس؛ وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية.؛ وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة. ومن ثم فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول.
وقد دعت للاحتفال بهذا اليوم هذه السنة تحت شعار «تغيير المسار، إحداث تحوُّل في التعليم». وحسب المصدر ذاته فقد أشار التقرير العالمي الذي نشرته اليونسكو مؤخراً عن مستقبل التربية والتعليم، بالتفصيل إلى أنَّ إحداث تحوُّل في المستقبل يقتضي إعادة التوازن على وجه السرعة إلى علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع الطبيعة، وكذلك مع التكنولوجيا التي تتغلغل في حياتنا حاملة معها فرصاً لإحراز التقدم من جهة، ومثيرة مخاوف شديدة بشأن الإنصاف والإدماج والمشاركة الديمقراطية من جهة أخرى.
وأكدت أن الاحتفال باليوم الدولي للتعليم لهذا العام سيكون بمثابة منصة لعرض أهم التحولات التي يجب تطويرها بغية إنفاذ الحق الأساسي للجميع في التعليم، وبناء مستقبل يتسم بقدر أكبر من الاستدامة والإدماج والسلم. وسيثير الاحتفال بهذا اليوم نقاشات بشأن كيفية تعزيز التعليم بوصفه عملاً عاماً ومنفعة عامة، وكيفية توجيه التحوُّل الرقمي، ودعم المعلمين وصون كوكب الأرض، وإطلاق الطاقات الكامنة لدى كل شخص لكي يتمكَّن من الإسهام في تحقيق رفاهنا الجماعي والحفاظ على بيتنا المشترك.
ضرورة التخلص من طريقة التلقين والعنف ضد المتعلمين
وبالتوازي مع ذلك دعا الكثير من الخبراء إلى إعادة نظر جذرية في أنماط وطرائق التدريس لتجاوز سلبيات الماضي والتكيف مع التطورات العالمية وبناء شخصيات علمية مبدعة، ومن ذلك أن الخبراء يدعون إلى وقف طريقة التلقين في التدريس وتبني مقاربات جديدة تتسم بقيم الحوار والشراكة في بناء الدرس وطرح التساؤلات والإشكالات، حيث ربطوا بين طريقة التلقين وتشكل الشخصيات التسلطية المستبدة؛ حين يجعل المعلم نفسه الحائز الوحيد للمعلومة في مقابل طالب علم جاهل بها تماما بنظرة عدمية تجاوزها الزمن، لأن المعلومة أضحت متاحة مباحة لكل الطلبة والأصل أن يتعلم الطالب الطرق السليمة ومناهج التعامل معها، واستثمارها، لأن العملية التربوية الحديثة تنبني على معادلة طرفها المهارات البيداغوجية التي تشكل أربعة أخماس العملية بينما لا يشكل حجم المعلومات سوى خمسها، كما يدعو الباحثون المعاصرون إلى وقف كل عقاب حسي للطالب لأن العنف يؤدي لتشكل أجيال يملأ نفسها الرعب والخوف من المغامرة والإبداع، بل إن الكثير من المناهج التربوية الحديثة أقصت من مفرداتها مصطلحات الخطأ والفشل التي يواجه بها من استعصت عليهم بعض المسائل والأسئلة وعوضتها بألفاظ أحسنت أعد المحاولة تثمينا لكل جهد عقلي ودفعا به إلى الأمام للتطور.
ناهيك عن الدعوة لإدراج الوسائل التكنولوجية الحديثة في عملية التدريس كما هو معمول به في جل الدول من تعلم عبر تقنيات التحاضر عن بعد،
كما أنه ينبغي على مختلف السلط تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية والأدبية لتعميم التعليم أفقيا وعموديا لأن أكبر استثمار في العصر الحديث هو الاستثمار في الرأسمال البشري، وكل دينار ينفق في طريق التعليم سيكون مردوده مئات الدينارات مستقبلا؛ فالأمم المتعلمة هي بالضرورة أمم متطورة تسير فيها التنمية بوتيرة أسرع، كما ينبغي الاهتمام أكبر بالمعلمين ماديا وأدبيا حتى يتفرغوا لأداء هذه الرسالة التربوية النبيلة والرسالة الحضارية العظيمة وكل تقصير في جنبهم سيكون له الأثر السلبي في المديين المتوسط والبعيد، ناهيك عن كونهم سيكونون عرضة لاستقطابات دولية تستغل علمهم لصالح وطنها وأمتها بإغراءات مادية في حين أنها لم تنفق دينارا على تعليمهم، وقد أثبتت الأحداث الكبرى التي مرت بها البشرية كم هي في حاجة للعلماء والخبراء سواء تعلق الأمر بأزمات صحية أو أزمات أمنية أو اجتماعية أو عمرانية أو غيرها؛ كل هذا في إطار احترام كل أمة لخصوصياتها الحضارية والثقافية لأن التعليم يفضي إلى تحقيق السلم والتعايش إلى جانب التنمية المستدامة والرفاه، فهناك علوم كونية لا وطن لها ولا دين ولا ثقافة بينما هناك علوم اجتماعية وإنسانية ولاهوتية تتلون بلون الثقافات،والانخراط في المبادرة العالمية التي أطلقتها اليونسكو تحت اسم «مستقبل التربية والتعليم» لإيجاد تصور جديد للطريقة التي يستطيع العالم فيها من خلال التعليم والمعرفة رسم مستقبل أكثر إشراقا لكوكب الأرض.                     ع/خ

من قال «الله أعلم» فقد أجاب !
كل إنسان يملك جزءا من العلم، ويجهل أجزاء أخرى منه، والعالم بكل شيء هو الله وحده، ولذلك فليس عيبا أن يجيب من لم يكن له علم في مسألة بلا أدري انسجاما مع قول العليم الخبير (ولا تقف ما ليس لك به علم) ، وهو جواب يدل على الأمانة والمصداقية والتواضع، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فأجاب مالمسؤول عنها بأعلم من السائل، وسئل الإمام مالك عن أربعين مسألة فأجاب عن 32 منها بلا أدري.
إن هذا الجواب يحول دون نشر المعلومات الخاطئة ويوفر الكثير من الجهد والمال على السائل، ومع أن غياب هذا الجواب نلاحظه في مواطن كثيرة إلا أنني لاحظته أكثـر لدى فئتين ، الأطباء وأهل الفتوى في مسائل الدين، فهل رأيتم طبيبا بعد أن فحص مريضه قال له لم أعرف حلا لمرضك بدل أن يملأ له وصفة طبية بأدوية لا تضر ولا تنفع، وهل رأيتم شيخا سئل عن مسألة فقهية فقال اقتداء بالإمام مالك لا أدري؟.

بنك الجزائر يوقع مذكرة تفاهم مع هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية
وقع بنك الجزائر مذكرة تفاهم مع هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية «أيوفي» بهدف التعاون والتنسيق  لتطوير صناعة التمويل الإسلامي في الجزائر, منذ أيام حسبما أفاد به بيان صادر عن البنك.
وجاء في البيان أن مذكرة التفاهم التي وقع عليها البنك المركزي وهيئة «أيوفي» التي تتخذ من البحرين مقرا لها، والتي تعنى بـ«وضع معايير التمويل الإسلامي, في إطار جهودهما الرامية لتعزيز الصيرفة الإسلامية وسوق التمويل الإسلامي في الجزائر, وتقوية الروابط بين المنظمتين». وبموجب هذه الاتفاقية، يعمل الطرفان «في المجالات ذات الاهتمام المشترك التي تدعم تطوير صناعة التمويل الإسلامي في الجزائر» وهو ما يشمل «التبادل الفعال للمعلومات, تنفيذ برامج بناء القدرات المشتركة في الجزائر والمتعلقة بمعايير هيئة أيوفي, فضلا عن استضافة الفعاليات والأنشطة لتعزيز الوعي بالتمويل الإسلامي في السوق المحلية لصالح مختلف المعنيين بما في ذلك المهنيين العاملين في المجال التنظيمي والإشرافي في البنوك والمؤسسات المالية وكذلك الأكاديميين وعلماء الشريعة وغيرهم». وتعطي الاتفاقية «إمكانية الاعتماد والاعتراف بالمعايير الصادرة عن أيوفي من طرف الصناعة المصرفية والمالية الإسلامية بالجزائر بالإضافة إلى الاستفادة من برامج بناء القدرات».

التظاهرة ستنظم ما بين 17 و 19 فبراير
اختتام المنافسات الولائية لمسابقة جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن وتجويده
انتهت المنافسات الوطنية التأهيلية لمسابقة جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده عبر مختلف مديريات الشؤون الدينية منتصف الأسبوع تحسبا للتصفيات النهائية المزمع تنظيمها في الفترة بين 17 و19 فيبراير 2022 تزامنا والاحتفاء بذكرى الإسراء والمعراج،  وهي منافسة تعقد سنويا تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، واتخذ لها شعار «ورتل القرآن ترتيلا»، وذلك عبر تقنية التحاضر عن بعد، بسبب الإجراءات الصحية المرافقة لتفشي الوباء.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد وجهت الجزائر الدعوة للدول الإسلامية والمراكز الإسلامية بالدول الغربية، للمشاركة في هذه الدورة، كما تعني حفظة القرآن الكريم ممن تقل أعمارهم عن 25 سنة، والذين لم يسبق لهم الحصول على إحدى الجوائز الثلاثة الأولى في الدورات السابقة، كما لا يسمح بالمشاركة للقراء المعروفين أو القراء المحترفين في التلاوة. ومن المنتظر أن تجرى هذه المسابقة بحضور لجنة تحكيم تضم اثنين من دول إسلامية و جزائريين، حيث يتم توجيه أسئلة تتمحور حول مواضيع مختلفة من القرآن الكريم يختارها المتنافس عن طريق القرعة. ويتم التقييم، إلى عدة عناصر من بينها إتقان الحفظ ومدى الالتزام بأحكام التجويد.

الرجوع إلى الأعلى