اعتبر مدرب اتحاد خنشلة فاروق الجنحاوي، الحديث عن الصعود سابق لأوانه، وأكد بأن فرحة اعتلاء صدارة الترتيب قبل 10 جولات من نهاية الموسم، تجبر اللاعبين على مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، على أمل النجاح
 في تجسيد الحلم التاريخي.
الجنحاوي، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن مهمة فريقه بالبرج، كانت صعبة للغاية، وأن الظفر بالنقاط الثلاث كان ثمرة المجهودات الجبارة المبذولة ميدانيا، الأمر الذي جعله يلح على ضرورة توخي الحيطة والحذر في اللقاءات المتبقية، والتي صنفها في خانة مباريات الكأس، مع التركيز أكثر على الجانب البسيكولوجي، حتى يتمكن اللاعبون من التعامل مع الضغط النفسي الكبير، المفروض عليهم.
في البداية، ما تعليقكم على الفوز المحقق بالبرج والذي كان وزنه الريادة؟
لقد سبق وأن حذرت من الوقوع في فخ السهولة واستصغار المنافس، والمباراة سارت على وقع «سيناريو» كنت شخصيا أتوقعه، لأننا كنا قادرين على حسم الأمور في الشوط الأول، لكن نقص فعالية الهجوم جعلتنا نكتفي بهدف وحيد في المرحلة الأولى، مع نجاح الأهلي في تعديل النتيجة عكس مجرى اللعب، والحقيقة أن رد فعل المحليين والطريقة التي لعبوا بها، تكشف إصرار المنافس على تفادي الهزيمة، لأنه يلعب مصيره، وهذا أمر منطقي، ومع ذلك فقد آمنّا بقدرات عناصرنا، وحاولنا المحافظة على التركيز والتوازن، لأن مثل هذه الظروف الاستثنائية متوقعة، ليكون هدف الفوز حاسما، وقد تزامن ذلك مع تعثر شباب برج منايل بميدانه، فاكتسى هذا الانتصار طابعا مميزا.
بالتأكيد، فإن طموحاتكم في الصعود كبرت بعد هذه الجولة؟
كل المتتبعين يدركون بأن التنافس على تأشيرة الصعود أصبح منحصرا بين ثلاثة فرق، وتواجدنا في الصدارة تزامن مع نهاية الثلث الثاني من الموسم، وبالتالي فإننا نسعى للمحافظة على عرش الريادة إلى غاية إسدال الستار على البطولة، لأن الهدف المسطر يبقى الصعود إلى الرابطة المحترفة، لكن الحديث عن النجاح في تجسيد هذا الهدف يبقى سابقا لأوانه، لأن الجولات العشر المتبقية صعبة للغاية، و30 نقطة لا تزال في المزاد، والمرحلة القادمة ستكون مراطونية، والضغط فيها سيتضاعف مع اقتراب نهاية الموسم، لذا فمن الضروري التحضير بجدية لكل المباريات، وترقب مخلفات كل جولة، وما لها من انعكاسات على سلم الترتيب.
لكنكم تملكون هامش مناورة أفضل، خاصة وأنكم ستستقبلون شباب برج منايل؟
شخصيا فإنني أرفض أي حديث من هذا القبيل، لأن التفكير يجب أن ينحصر على المباراة القادمة، والتي سنستقبل فيها شبيبة بجاية، حتى يحافظ اللاعبون على تركيزهم، والبعض في خنشلة يضع طريقتي المعتمدة في التعامل مع تسيير المنافسة في خانة التشاؤم المبالغ فيه، لأنني ألح على ضرورة احترام كل المنافسين، وأخذ الأمور بجدية في كل مباراة، مهما كانت وضعية المنافس، و»سيناريو» البرج كان نسخة مطابقة لمقابلة ورقلة، وهذا مؤشر أولي على صعوبة كل المباريات، لأن العديد من الفرق ستلعب مصيرها في البقاء، ونتيجة العلمة بعنابة تؤكد هذا الطرح، وعليه فإنني لا أنظر إلى حسابات باقي المشوار من الزاوية التي تمنحنا الأفضلية.
نفهم من هذا الكلام بأنكم تتوقعون احتدام الصراع أكثـر في الجولات المتبقية؟
مما لا شك فيه أن كل فريق سيدافع عن حظوظه إلى غاية آخر لحظة، والتواجد في الصدارة سيجعلنا تحت ضغط كبير من باقي المنافسين، لأن الموسم يوشك على نهايته، والثلث الأخير من المشوار يقلص كثيرا من فرص التدارك في حال التعثر، ومسعانا ينحصر في مواصلة المسيرة بنفس الريتم، بعد النجاح في احراز 6 انتصارات متتالية، لأن الوضعية الراهنة تمنحنا أفضلية وحيدة، وهي أن مصير اللقب يبقى بأرجل لاعبينا، مادام الفوز بكل المباريات يكفي لترسيم الصعود، دون انتظار نتائج باقي المنافسين، غير أن هذه الحسابات تبقى نظرية وتختلف عن الواقع الميداني، لأن تسيير المشوار خطوة بخطوة أمر ضروري، ونحن لم ننهزم سوى مرة واحدة منذ بداية الموسم، لكن ذلك لم يشفع لنا بكسب فارق مريح في الريادة، في ظل وجود منافس قدم أوراق اعتماده كمرشح للصعود، على اعتبار أن شباب برج منايل حقق نتائج تواكب طموحاته.
حــاوره: صالح فرطاس

الرجوع إلى الأعلى