أكد، أمس، الباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، بأن فيروس جدري القردة لا ينتقل إلا بوجود اتصال وثيق بين الأشخاص، مشيرا إلى وجود اختلاف كبير في طريقة انتقال هذا الفيروس عن الطريقة التي ينتقل بها فيروس كورونا، وقال بأن جدري القردة لا ينتقل إلا بعد الاتصال الوثيق ولا ينتقل عن طريق التنفس والرذاذ مثلما كان عليه فيروس كورونا، مضيفا بأن جدري القردة ليس جديدا بالنسبة للأطقم الطبية، على عكس فيروس كورونا الذي لم يكن معروفا في الوسط الطبي.

وأوضح ملهاق في تصريح للنصر بأن الجديد بالنسبة لجدري القردة هو ظهوره المباغت والمفاجئ في عدة دول ليست موطنه وذلك في ظرف قصير، وكذا انتشاره خارج بيئته، وأشار إلى أن هذا الفيروس استوطن في إفريقيا الغربية، لكن ظهوره في ظرف قصير في دول أوروبية خلق المفاجأة، وأوضح ملهاق بأن رصد جدري القردة كان أول مرة في سنة 1958، وسجل لأول مرة لدى الإنسان في سنة 1970 بإصابة طفل، ويعد جدري القردة حسبه من عائلة الفيروسات الجدرية أو من نفس عائلة الجدري البشري، وتم القضاء عليه سنة 1980 بتصريح من منظمة الصحة العالمية، وذلك عن طريق التلقيح، كما ظهر هذا الفيروس كوباء سنتي 1996 و1997 ليستوطن بعدها في إفريقيا الغربية.
وعن أسباب ظهوره المفاجئ بدول أوروبية أوضح الدكتور ملهاق بأن هناك عدة فرضيات لظهوره المفاجئ، وإحدى الفرضيات هي تحور الفيروس وتطوره وأصبحت لديه خصائص معينة، وأوضح بأن معظم الحالات المرصودة حاليا انتقلت عن طريق العلاقات الجنسية، التي تعد إحدى الطرق لانتقال هذا الفيروس، في حين فيه عوامل أخرى يمكن أن تساعد في انتقاله ومنها الانتقال عن طريق اللعاب، كما ينتقل عن طريق السوائل كالدم، السائل المنوي، الإفرازات المهبلية لدى المرأة، لمس الحيوانات، أو عن طريق اللباس والفراش، وكذا أكل اللحوم غير المطهية جيدا، مجددا التأكيد على أن عدوى هذا الفيروس لا تنتقل إلا بوجود اتصال وثيق بين شخصين ولا يمكن انتقاله عن طريق التنفس أو رذاذ خفيف، كما كان عليه الحال بالنسبة لفيروس كورونا.
وعن أعراض الفيروس أوضح نفس المتحدث بأنها نفس أعراض الجدري، ويمر بمرحلتين هما مرحلة الغزو، وتتميز بالإصابة بحمى وصداع وآلام في العضلات والظهر وتضخم الغدد اللمفاوية، أما المرحلة الثانية فتتميز بظهور طفر جلدي، مشيرا في السياق ذاته بأنه لا يوجد دواء فعال خصيصا لجدري القردة، في حين لقاح الجدري المستعمل يحمي بنسبة 85 بالمائة، وأشار ملهاق بأن نسبة الوفيات في جدري القردة تقدر بما بين 1 إلى 10 بالمائة في فترة الوباء، كما أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس.               نورالدين ع 

الرجوع إلى الأعلى