تشهد شوارع وأزقة قسنطينة  تزايدا  كبيرا في أعداد المتسولين الأفارقة والجزائريين، الذين يستغلون أطفالا قصرا في العملية و يعيشون في العراء ويفترشون الأرصفة  ليلا ونهارا، بالإضافة إلى وجود أعداد أخرى من فئة المختلين عقليا، ما أدى إلى تشويه صورة المدينة و أثار حفيظة واستياء المواطنين الذين طالبوا السلطات المحلية بضرورة التكفل بهم. وفي جولة استطلاعية قادت النصر إلى مختلف شوارع المدينة، لاحظنا أن عدد المتسولين ارتفع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث تحوّلت مختلف الفضاءات العمومية كالأرصفة والأسواق ومواقف ومحطات الحافلات والقطارات وحتى مداخل المساجد إلى مناطق خاصة بهذه الفئة، التي تتفنن في استعطاف المارة، كما تفشت بكثرة ظاهرة تسوّل النساء وهن يحملن أطفالا رضعا ويتجوّلن بهم تحت أشعة الشمس الحارقة بهدف جلب انتباه المواطنين واستجداء عطفهم، على الرغم من وجود نصوص قانونية واضحة تعاقب استغلال القصر في التسول. فمشاهد و صور افتراش الأطفال الصغار والنسوة “للأرصفة واستغلالها كأماكن للنوم، عادت لتشكل من جديد جزء لا يتجزأ من ديكور قسنطينة، لاسيّما في الفترة المسائية، وسط تدمر و استياء المواطنين الذين استغربوا تأخر تدخل السلطات المعنية لإيجاد حل مناسب مثلما فعلت أياما قليلة قبل انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و انتقد البعض صور البؤس التي تسجلها عاصمة الثقافة هذه الأيام، أمام تجوّل بعض المتسولين و المشردين شبه عراة في الشوارع خاصة الرضع والأطفال الصغار، الذين يرق قلب كل من يراهم فيسارعون للتصدق عليهم بملابس تسترهم، كما وقفنا على وجود العديد منهم بالإضافة إلى بعض الأشخاص المسنين، ينامون في مداخل العمارات وأمام الأسواق وحتى بالقرب من المساجد والساحات العمومية.
 و أعرب عدد من المواطنين عن استغرابهم لعدم تدخل المصالح المعنية والاعتناء بهذه الشريحة، التي خصصت لها من ميزانية الدولة مبالغ باهضة لضمان التكفل الجيد بها، حيث ذكر لنا أحد المواطنين يقطن بشارع بلوزداد بأن عائلة مكونة من ثلاثة  أفراد، طلبت منه السماح لهم بالمبيت في مدخل العمارة ولما سألهم عن سبب عدم التحاقهم بمراكز الإيواء التي تخصصها مصالح الضمان الإجتماعي لم يجيبوا عن السؤال وانصرفوا إلى وجهة مجهولة، ليجدهم بعد يومين أمام أحد المساجد بحي آخر على نفس الحال.
ولا يزال العشرات من المهاجرين الأفارقة، يغزون بشكل يومي شوارع مدينة قسنطينة، بعد أن قامت السلطات بترحيلهم خلال الأشهر الفارطة واختفائهم لفترة معينة، حيث عادت حركتهم لتدب وبقوة بمختلف الفضاءات العمومية، و تحولت الطرقات ومحطات البنزين وبعض الأماكن بوسط المدينة إلى مناطق محتكرة من طرفهم، يتصارعون من أجلها مع المتسولين الجزائريين، وحتى السورين الذين ازداد عددهم هم أيضا بشكل لافت، كما أثار انتباهنا في كل ليلة اختفاء المتسولين الأجانب من السوريين والأفارقة ابتداء من الساعة السادسة مساء.
ظاهرة تجول المجانين بكل حرية هي الأخرى عرفت تزايدا ملفتا عبر أحياء وأزقة المدينة وعرفت انتشارا واسعا في الأشهر الأخيرة، بكل ما تحمله من مظاهر و سلوكات غير مسؤولة، تثير اسيتاء العامة وتشكل خطرا على حياة المواطنين، بالنظر إلى عدوانية بعضهم، حيث ذكر لنا البعض، بأن أحد المجانين كان يحمل عصى حاول الاعتداء بها على أحد المواطنين بأحد مواقف السيارات بمنطقة “باردو”  و لولا تدخل الحاضرين في الوقت المناسب لتعرّض للضرر، كما رصدنا أحد المجانين وهو يحمل قضيبا حديديا ويلوح به في الهواء أمام حديقة بن ناصر بقلب المدينة.
من جهته ذكر مدير التضامن الإجتماعي بقسنطينة في اتصال بالنصر، بأن مصالحه تتكفل شهريا بأزيد من  30متشردا، عن طريق اللجنة الولائية للتكفل والإرشاد، بالإضافة إلى قيامها بتبليغ مصالح الشرطة عن كل التجاوزات البشعة التي تصدر في حق القصر المستغلين في عملية التسوّل، مشيرا إلى أن الظاهرة ليست جديدة،  و أن مديرية النشاط الاجتماعي، تقوم يوميا بتنظيم خرجات مع الحماية المدنية والهيئات الصحية من أجل التكفل بالمتشردين والمختلين عقليا وإيوائهم بالمراكز المتخصصة، مؤكدا بأن مصالحه تبذل قصارى جهدها وتسعى بكل إمكانيتها من أجل القضاء على مثل هذه الظواهر، أما فيما يخص المتسولين الأفارقة، فقد استغرب المتحدث عودتهم على الرغم من ترحيلهم إلى بلدانهم منذ أشهر دون أن يقدم أي توضيحات إضافية عن أسباب عودتهم القوية إلى شوارع قسنطينة.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى