تراهن الجزائر بقوة على تنظيم تظاهرات اقتصادية متنوعة ومنها المعارض التي تستقطب المتعاملين الأجانب والشركات الدولية الرائدة في عدة مجالات لتعزيز التبادلات و إيجاد فرص للشراكة والتعاون وترقية الصادرات خارج المحروقات، وفي هذا الإطار، يندرج تنظيم الطبعة 53 لمعرض الجزائر الدولي، بعد غياب سنتين، الذي يعرف مشاركة أزيد من 20 دولة وأزيد من 700 مؤسسة.

ويشكل معرض الجزائر الدولي في طبعته 53 والذي أشرف على افتتاحه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أول أمس، محطة هامة أمام الشركات والمؤسسات الجزائرية الناشطة في مختلف القطاعات، من أجل التعريف بمنتوجاتها والتي أصبحت تستجيب للمعايير الدولية و لديها تنافسية في الأسواق بفضل المجهودات التي تبذلها الدولة لتشجيع المنتوج الوطني و جعله قادرا على الدخول للأسواق الخارجية.
كما يعتبر المعرض، فرصة مواتية لتعزيز الشراكات و التبادل التجاري مع مختلف الدول، من خلال اللقاءات التي تتم بين المتعاملين الراغبين في التعرف على المنتوجات التي تعرضها مختلف المؤسسات بغرض الترويج والحصول على فرص للتصدير إلى مختلف الوجهات.
وتعمل الجزائر من خلال اتخاذ العديد من التدابير على ترقية الصادرات خارج المحروقات وهو المجهود الذي بدأت نتائجه تظهر في الميدان من خلال الأرقام الرسمية التي تم الإعلان عنها في مجال الصادرات، على أن يتم تعزيزها في المستقبل بالنظر إلى الإمكانيات التي تزخر بها بلادنا ومنها المادية والبشرية وغيرها.
و يرى المتتبعون، أن الظروف والمستجدات الدولية ، تعتبر فرصة سانحة لتنويع الجزائر للشراكات مع العديد من الدول و زيادة حجم التبادلات،  بالنظر إلى الموقع الذي تحظى به الجزائر ، باعتبارها شريكا موثوقا ، مع  التحسن الموجود في مناخ الأعمال و اعتماد إصلاحات هامة ، لجعل السنة الحالية ، سنة اقتصادية بامتياز في ظل قانون جديد للاستثمار ، من شأنه المساهمة في الدفع بالاستثمار الوطني والأجنبي بفضل التدابير والمزايا العديدة التي جاء بها.
ويعود معرض الجزائر الدولي في طبعته 53 هذه السنة ، بعد غياب دام سنتين، بسبب التدابير المتخذة في إطار الوقاية من جائحة  كورونا ، حيث سيتمكن المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون والأجانب،  من تبادل الرؤى والأفكار والمبادرات، وتطوير العلاقات التجارية، سيما وأن هذه التظاهرة، ستعرف مشاركة 20 دولة أجنبية و يتربع المعرض على مساحة 24 ألف و800 متر مربع بزيادة 41 بالمائة مقارنة بآخر طبعة.
ويعرف معرض الجزائر الدولي الذي يمتد إلى 17 جوان الجاري، مشاركة أزيد من 700 مؤسسة من بينها 530 عارضا جزائريا (147 مؤسسة عمومية و383 مؤسسة خاصة)، و187 عارضا أجنبيا.
وتنتمي المؤسسات الجزائرية المشاركة في المعرض إلى قطاع الصناعات الإلكترونية والكهربائية والأجهزة الكهرومنزلية  والصناعات الغذائية والخدمات والصناعات الكيميائية والبتروكيمياء والصناعات الميكانيكية  والصناعات المصنعة والصناعات التقليدية  و البناء والأشغال العمومية .
وتشارك وزارة الدفاع الوطني، لأول مرة في هذا المعرض ب 19 مؤسسة، تمثل وحدات الإنتاج ذات الطابع الاقتصادي في قطاع الصناعة الميكانيكية، النسيج، وبناء السفن.
وتشارك الولايات المتحدة الأمريكية، ضيفة شرف هذه الطبعة، ممثلة ب35 عارضا يمثلون قطاعات الطاقة، البناء، الزراعة، المواد الغذائية، الموارد المائية، البيئة، صناعة الطيران، التعليم.
لأول مرة تم  تخصيص، جناح لولاية تمنراست، حيث تقرر ابتداء من هذه السنة، دعوة ولاية من ولايات الوطن كضيفة للمعرض، من أجل إبراز التراث الثقافي، والإمكانات السياحية والاقتصادية التي تزخر بها.
ويرى الخبراء، أن الجزائر لديها إمكانيات هامة لزيادة معدل التصدير خارج قطاع المحروقات، سيما في ظل العمل الجاري لإزالة العقبات الموجودة وتوفير الظروف الملائمة لنجاح عمليات التصدير إلى الأسواق الخارجية ومنها الأسواق الإفريقية.
و أوضح حساني محمد ، رئيس المنتدى الجزائري للتصدير و الاستيراد والتجارة الدولية  والاستثمار والصناعة في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر أعطت كل الاهتمام لمعرض الجزائر الدولي، والذي يعرف مشاركة العديد من المؤسسات في مختلف القطاعات وهذا ما يدل على أن الجزائر لديها انطلاقة جديدة، مؤكدا على ضرورة استغلال كل الفرص الموجودة للانطلاق من جديد وإبراز القدرات المتوفرة.
وأوضح أن المنتدى الجزائري للتصدير و الاستيراد والتجارة الدولية الاستثمار والصناعة، يواكب المصدرين الجزائريين ويقوم بتكوينات لفائدة المصدرين ومرافقتهم.
كما نوه نفس المتحدث ، بجودة المنتوج الجزائري و بالتسهيلات المقدمة من قبل الدولة لمساعدة المصدرين على الولوج إلى الأسواق الخارجية، مشيرا إلى إزالة العديد من العقبات التي كانت موجودة سابقا.                  
                       مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى