حصدت مساء اليوم الرياضة الجزائرية في منافسات اليوم الثاني من النسخة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط ذهبيتان، بطابع "تاريخي" لمنتخبي الريشة الطائرة والمصارعة الأغريق رومانية، إضافة إلى 3 فضيات كانت كلها على البساط بفضل المصارعة الإغريقية والكاراتي، مع نجاح منتخب الملاكمة في ضمان ميداليتين فضيتين على الأقل، ببلوغ شعيب بولودينات وإيمان خليف نصف النهائي، مع مواصلة رحلة البحث عن الذهب، لتحافظ الجزائر على الصدارة برصيد 6 ذهبيات، متقدمة على تركيا، التي حاز رياضيوها على 4 ذهبيات و5 برونزيات.

وبصم المنتخب الوطني المتشكل من الثنائي صبري مدال وكسيلة معمري على انجاز تاريخي، بفضل الفوز "المفاجئ" الذي حققه في نهائي الزوجي لمنافسات الريشة الطائرة على نظيره الاسباني، بشوطين لواحد، وهي النتيجة التي لم تكن متوقعة، لكنها مكنت رياضة "البادمينتون" من تسجيل تواجدها في اللائحة المتوجة بالميداليات في فعاليات العرس المتوسطي، بعدما كانت في سابق الدورات قد اكتفت بالحضور "الرمزي"، لكن عامل الأرض ساهم في انتفاضة الثنائي مدال ومعمري، على اعتبار أن النهائي جرى بقاعة التليلات بحضور جمهور قياسي، ساند الزوجي الجزائري طيلة فترات المباراة، لتكون نتيجة ذلك "ذهبية" تاريخية، هي الأولى في سجل الرياضة الجزائرية خلال مشاركاتها في فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط منذ دورة 1967.
إلى ذلك فقد حقق منتخب المصارعة الإغريق رومانية انجازا غير مسبوق، بحصد أول ذهبية في تاريخ المشاركة الجزائرية في هذه الألعاب، وكان هذا الانجاز بفضل المصارع بشير سيدي عزارة، الذي تفوق على الإيطالي مينغوزي في نهائي وزن 87 كلغ، بعد منازلة عرفت توقفا بسبب عطب تقني، لكن سيدي عزارة فاز بها بنتيجة 5 / 0، ليهدي المصارعة الجزائرية ذهبية تاريخية.
وفي ذات الصدد فإن حصاد المصارعة الإغريقية في طبعة وهران كان بفضل فضيتي إسحاق غيو وعبد الكريم أوكالي، على اعتبار أن غيو إنهزم في نهائي وزن 67 كلغ أمام البطل العالمي التركي مورات فيرات، في منازلة كان فيها إبن عنابة قريبا من الذهب، إلا أنه خسر الرهان في الثواني الأخيرة، والأمر ذاته ينطبق على عبد الكريم أوكالي، الذي كان مرشحا للفوز بنهائي وزن 77 كلغ، لكنه انهار أمام الصربي فيكتور نيماس.
على النقيض من ذلك فشل منتخب المصارعة الحرة في حجز أي مقعد في الأدوار النهائية لمختلف الأوزان، وذلك بعد إنهزام ثلاثة رياضيين في نصف النهائي، ويتعلق الأمر بكل من عبد الحق خرباش، عبد القادر إيكال وفاتح بن فرج الله، والذي سيكون معنيا بالتنافس على الميداليات البرونزية صبيحة اليوم.
بالموازاة مع ذلك، أخفق المصارع حسين دايخي في المحافظة على تاجه المتوسطي، على اعتبار أنه كان صاحب ذهبية وزن 84 كلغ، إلا أنه انهزم في النهائي في هذه الطبعة أمام المصارع الكرواتي سيفيتش بنتيجة (2 / 1)، ليكتفي بالفضة، والتي واكبت الانجاز التاريخي للكاراتي الجزائري في هذه الدورة، بأربع ذهبيات، ثلاث منها كانت لمنتخب السيدات، وفضيتين، في حصيلة "قياسية" نصبت المنتخب الوطني في الصدارة في الترتيب النهائي لهذا الاختصاص، وبالتالي التتويج باللقب المتوسطي.
حضور قوي للملاكمة ودخول موفق للسباعي
على صعيد آخر فقد تواصل تألق الملاكمة الجزائرية أمس، وذلك بعد نجاح نائبة بطلة العالم إيمان خليف في التأهل دون عناء إلى نصف النهائي على حساب الملاكمة المصرية رحمة محمد، التي انسحبت قبل انتهاء المنازلة، وهو ما جعل خليف تضمن الميدالية البرونزية، ولو أنها تبقى أبرز مرشح للتتويج بذهبية وزن 63 كلغ، وهي ثالث عنصر من المنتخب الوطني للسيدات يبلغ المربع الذهبي، بحكم أن الملاكمتين خليفي هجيرة وإشراق شايب تأهلتا مباشرة إلى نصف النهائي.
وفي نفس الإطار نجح الملاكم شعيب بولودينات في التأهل إلى نصف نهائي وزن أكثر من 91 كلغ، إثر فوزه على نظيره التركي أديمير بالنقاط، ليضمن بذلك رابع برونزية على الأقل للقفاز الجزائري في هذه الدورة، بعد ثلاثي منتخب السيدات، في حين نجح الشاب أسامة مرجان في رفع التحدي، والتأهل إلى ربع النهائي على حساب البطل العالمي لوزن 57 كلغ، الإيطالي يوزيا، ليواصل رحلة بحثه عن ميدالية في هذه الطبعة من العرس المتوسطي، شأنه شأن زميله ناصر بن لعريبي، الذي بلغ ربع نهائي وزن 60 كلغ، بعد تفوقه على التركي دوغان هاكان، ليكون بذلك "القفاز" الجزائر قد عرف تأهل سداسي إلى الأدوار المتقدمة، في انتظار حماني في الوزن الثقيل صبيحة اليوم، في الوقت الذي شذّ فيه الملاكم ياسين توارق عن هذه "الديناميكية"، وانهزم في ثمن النهائي أمام الصربي أميوتوفيتش.
أما بخصوص الرياضات الجماعية فإن منتخب كرة اليد دشّن مشاركته في هذه الدورة مساء أمس بفوز سهل على حساب تركيا بنتيجة (32 / 27)، في مباراة سارت في اتجاه واحد، وأكدت العودة التدريجية للسباعي الجزائري بعد الأزمة التي مر بها، بينما تلقى منتخب الكرة الطائرة الهزيمة الثانية في هذه التظاهرة، وذلك بعد خسارته أمام نظيره الفرنسي بثلاثة أشواط دون رد.
مبعوث النصر: حمزة / س

الرجوع إلى الأعلى