عبّرت سفيرة النمسا بالجزائر كريستين موزار عن سعادتها لتفوّق الرياضيين الجزائريين ونيلهم الذهب في بداية المنافسات المتوسطية التي تتابعها عبر هاتفها النقال، وخاصة عندما يتعلق الأمر برياضيات نساء، كونها مدركة -كما قالت - إن المرأة تتحدى وتنتصر في مثل هذه المناسبات.
وأوضحت السفيرة النمساوية في تصريح صحفي، على هامش حضورها السهرة الأولى للمهرجان الأوروبي "موسيقتهن"، الذي تجري فعالياته بقاعة سينما المغرب بوهران، أنها تزور ولاية وهران للمرة الثانية رغم توليها منصب سفيرة في سبتمبر الماضي فقط، حيث كانت الأولى بعد أيام فقط من اعتمادها بالجزائر، ورافقت فيها الكاتب النمساوي "فراسكوفي" الذي ألف كتابا عن السواحل التي تعد معابر لتهريب البشر، مثلما كانت قديما منفذا لنقل البشر نحو الشمال لاستعبادهم، مشيرة أنه أثناء زيارتها الأولى كان الجو ممطرا جدا واليوم الحرارة والجو جميل تطبعه الألعاب المتوسطية. وبدت السيدة كريستين ملمة بكل المنافسات الجارية، وحتى النتائج المسجلة خاصة فوز منتخب الجزائر لكرة القدم على إسبانيا، وحصول البطلات الجزائريات على ميداليات ذهبية في الكاراتي، مردفة " قوة المرأة تظهر في كل التخصصات وسعدت جدا لفوز شابات في مقتبل العمر بالذهب في فن الكاراتي، مثلما تبدع الموسيقيات في عزفهن"، مشيرة أن المهرجان الأوروبي لـ"موسيقتهن" هو في طبعته 22، وسمح للمرأة بفرض نفسها وإثبات قوتها في التعامل مع الآلة الموسيقية، خاصة في طبع "الجاز" الذي كان حكرا على الرجال، وهذا تحدي كبير بالنظر لالتزامات المرأة ومسؤولياتها التي تجمع بين التكفل الأسري وإثبات الذات في العمل وممارسة الهوايات، وهذا وفقها ليس بالأمر السهل.
وأضافت السفيرة النمساوية في ردها على أسئلة الصحافة، أنها منذ وصولها للجزائر، وهي تغتنم كل الفرص للتعرف على الثقافة والعادات والتقاليد الجزائرية، وأنها غالبا تفضل السفر بالسيارة مثلما فعلت من العاصمة إلى وهران، حتى تتعرف على المناطق وما تزخر به من مكونات في جميع التخصصات، ومنها الفلاحية والعمرانية والثقافية، فهي تعتبر أن كل ما هو ثقافي مهم جدا في أي بلد، كونه يروي تاريخ شعب وأمة وذاكرتها، وأيضا ينمي المعارف ويسهل عمليات الاتصال والتواصل مع الآخرين.
ومن أجل هذا حسب محدثتنا، ففي الفترة القصيرة التي تتواجد فيها بالجزائر، تمكنت من زيارة عدة ولايات وأبهرت بجمال البلاد المتنوع من جهة لأخرى، والغني بالعادات والتقاليد.
ومن خلال تلك الجولات والتنقلات بين أحضان الجزائر، قالت السيدة كريستين، إنها انبهرت كثيرا بحفاوة الاستقبال والاحترام، وأن أهم ما لفت انتباهها أن الجزائريين يتبادلون التحية كثيرا مع كل من يصادفونه، وهي ميزة غائبة في أوروبا أين لا ينتبه أحد لآخر، وأنها تعودت على هذه العادة الجميلة، وأصبحت هي أيضا تحيي الناس أينما كانت وأصبحت تنظر للأشخاص مباشرة في عيونهم، مثلما يفعل الجزائريون وأنها غيرت من العادات والسلوكات التواصلية مع الآخرين، والتي تقريبا هي غائبة في الغرب حسبها ولكن موجودة بكثرة في الجزائر.
للعلم، فقد انطلق سهرة أول أمس، المهرجان الأوروبي الجزائري للموسيقى "موسيقتهن" بقاعة المغرب بوهران، في طبعته 22 والتي تم تخصصيها لأول مرة للنساء فقط، وكانت السهرة الأولى خاصة بعزف مقاطع موسيقية "يوميات سفر".
 وفي سهرة أمس، استمتع الجمهور بالباقة التي قدمتها "سيمونا عبد الله"، بينما اليوم الأربعاء، سيكون الاختتام مع "جيما كاباليرو"، كما أن سهرات المهرجان لا تقتصر على وهران فقط، بل انطلق منذ الخميس المنصرم بالعاصمة، التي يتواصل بها لغاية الفاتح جويلية أما بقسنطينة فبدأ يوم الأحد ويختتم غدا.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى