خيّبت الرياضات الجماعية كما كان متوقعا الآمال، خلال الألعاب المتوسطية، عقب توديعها كل المنافسات في الأدوار الأولى، بينما حافظت الألعاب الفردية، رغم قلة الاهتمام الذي تحظى به على بريقها المعهود، كيف لا وهي التي أهدتنا العديد من الميداليات الذهبية إلى حد الآن، مثـرية رصيد الجزائر في سلم الترتيب العام.
الرياضات الجماعية العاجزة عن اعتلاء منصات التتويج في التظاهرات والملتقيات الكبرى منذ عدة سنوات، لم تكن عند مستوى التطلعات، خلال دورة وهران، بدليل أن كل الاختصاصات المشاركة في الطبعة 19 للألعاب المتوسطية، قد ودعت المنافسات من الأدوار الأولى، بداية بمنتخب كرة القدم، الذي ورغم الدعم الجماهيري الكبير الذي حظي به في مبارياته الثلاث (أكثـر من 40 ألف مشجع)، إلا أنه عجز عن تخطي دور المجموعات، بعد السقوط في مناسبتين متتاليتين أمام المغرب وفرنسا، ليودع أشبال المدرب مراد سلاطني الألعاب بخفي حنين، لتكتفي بذلك هذه الرياضة ب3 ميداليات فقط طيلة مشاركتها في دورة الألعاب المتوسطية (ذهبية 1975 وفضية 1993 وبرونزية 1979).
بالمقابل، واصلت كرة اليد نتائجها الهزيلة في الألعاب المتوسطية، وهي التي لم تعتل منصات التتويج سوى في 3 مناسبات فقط على مدار التاريخ (ذهبية 1987 وفضية 1983 وبرونزية 1975).
وعجز رفاق بركوس عن تقديم بطولة مشرفة، رغم الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، وهو ما يؤكد الوضعية الصعبة التي تتخبط فيها الكرة الصغيرة في السنوات الأخيرة، إلى درجة أنها باتت غير قادرة حتى على تخطي منتخبات الشبان، على اعتبار أن منتخبي إسبانيا ومقدونيا الشمالية قد شاركا بالآمال.  
ولا تختلف وضعية منتخب السيدات عن منتخب الرجال، كيف لا وشبليات قرايشي بصمن على نتائج هزيلة، بعد توديع المنافسات في المرتبة الأخيرة، وإن كانت الآمال غير معقودة على هذا المنتخب العائد إلى الواجهة، بعد غياب لـ 3 سنوات كاملة، جراء تجميد نشاط هذه الفئة، بسبب مشاكل على مستوى اتحادية كرة اليد.
إلى ذلك، لا تزال الجزائر بعيدة كل البعد في بعض الاختصاصات الجماعية، على غرار كرة الطائرة وكرة السلة، وإن كانت الأخيرة قد قدمت كل شيء في دورة وهران في سبيل تشريف الراية الوطنية، غير أن افتقاد رياضييها لخبرة مثل هذه المواعيد الكبرى حال دون الوصول إلى الأحلام المرجوة، على عكس كرة الطائرة التي من الصعب عليها مجاراة نسق المنتخبات العالمية، في صورة فرنسا وإيطاليا وكرواتيا أصحاب التقاليد الكبيرة في مثل هكذا منافسات.
وبالنسبة لحصيلة كرة السلة «3*3»رجال، فقد أقصيت الجزائر في الدور ربع النهائي بعد الانهزام سهرة أمس الأول، أمام إسبانيا بنتيجة (21/18).
المنتخب الوطني المتكون من الرباعي حيفي ومجوبي وطالب وبليل، استهل الدورة بفوز على تركيا (19/18) ثم انهزم أمام إيطاليا (21/16) ليتأهل للدور الثاني، قبل الإقصاء أمام إسبانيا، بينما انهزم منتخب كرة السلة للسيدات في كل مبارياته واحتل المركز العاشر والأخير، إثر خسارته أمام منتخب اليونان في اللقاء الترتيبي.
وتمتلك الجزائر خلال كل مشاركاتها في دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، 6 ميداليات في الرياضات الجماعية كان نصيب كرة القدم 3 ميداليات، وهي نفس الحصيلة بالنسبة للكرة الصغيرة، بينما لا تمتلك كرة السلة والطائرة أي ميدالية.
وتبقى الألعاب الفردية الشجرة التي تغطي الغابة في مثل هكذا تظاهرات وملتقيات، فهي لا تزال الوحيدة القادرة على إهداء الجزائر الميداليات بأنواعها الثلاثة، رغم قلة الاهتمام الذي تحظى به من طرف المسؤولين، وإن كان الأبطال المتألقون في دورة وهران قد أقروا بعكس ذلك، معربين عن امتنانهم للدعم الذي حظوا به من طرف الدولة الجزائرية تحضيرا للطبعة 19 من الألعاب المتوسطية، خاصة وأن البطولة مقامة بالجزائر والرغبة كبيرة لجعل الحصيلة تاريخية.
وصنعت الرياضات الفردية الحدث والاستثناء، خلال الألعاب المتوسطية الحالية، بعد نجاحها في إهداء الجزائر إلى غاية صبيحة أمس، 18 ميدالية ذهبية، موزعة على الشكل التالي ( 5 في الملاكمة و4 في الكاراتي دو و4 في ألعاب القوى وميدالية في الجيدو وأخرى في المصارعة الإغريقية وكرة الريشة و سباحة و المبارزة)، ما أسهم في إثراء رصيد الجزائر من حيث عدد الميداليات المحصلة، كما جعلها تزاحم كبرى البلدان في سلم الترتيب العام الذي قد تنهيه الجزائر في تصنيف هو الأفضل بالنسبة لها طيلة كل مشاركتها (علما أن المرتبة السادسة المسجلة في دورة أثينا 1991، هي الأفضل بالنسبة للمشاركة الجزائرية في الألعاب المتوسطية).
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى