تصدرت صور الوجهات السياحية الجزائرية، الكثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي هذه السنة، وذلك بفضل ما قدمه مشاهير و صناع محتوى جزائريون و أجانب من قيمة مضافة لمسعى الترويج السياحي، الذي بلغ ذروته خلال فعاليات الطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، وهي مناسبة تصدر نجاحها عناوين  الأخبار ومنصات التواصل في الداخل والخارج وأخذت بعدين أولهما رياضي وثانيهما سياحي، خدمته وبشكل لافت فيديوهات اليوتوبرز المحليون و العرب، أما الاستثناء الأبرز فكان كليب “ ديسكو ماغريب” للعالمي دي جي سنيك، و ما أثاره من ضجة وجهت أعين الكثيرين نحو البلد القارة وسمحت لهم باكتشافه من جديد.

  بن ودان خيرة

الألعاب المتوسطية رياضة وسياحة
أكثر صناع المحتوى نشاطا و أهم من قدموا لمسة واضحة خدمت الهدف السياحي خلال التظاهرة المتوسطية، كانوا ثلاثة، أولهم اليوتوبر الجزائري الشهير خبيب، الذي قدم وهران بصورة مبهرة من خلال فيديوهات لا تقل قيمة، عن العمل الذي قام به المؤثرون المصريون علي سعيد ومحمود إبراهيم ومحمود حجازي، والذين جابوا العديد من ولايات الوطن وقدموا الجزائر للآخر بعيون مختلفة عكست كثيرا من الحب والجمال وحفاوة الاستقبال و التحضر، إذ لقيت فيديوهاتهم على مواقع التواصل وبالأخص فيسبوك و يوتيوب الكثير من التفاعل، وواصل محمود إبراهيم، مهمته الترويجية خلال فترة الألعاب المتوسطية، فلم يتوقف عند نشر محتوى يتعلق بالجانب الرياضي فقط، بل ضمنه فيديوهات عن عادات وتقاليد الجزائريين خاصة خلال تنقلاته اليومية نحو القرية الأولمبية، أين نصبت خيام لمختلف الصناعات التقليدية من عديد ولايات الوطن، إذ تواصل مع الحرفيين و عرف بأعمالهم، من حلي فضية وملابس تقليدية منها القبائلي و شاوي، إلى جانب البلوزة الوهرانية و والمفروشات و الزرابي ذات الطابع الأصيل، كما ركز عدسته على ثراء المطبخ الجزائري، وكان العين التي تلتقط كل تفاصيل مهرجان الطبخ المتوسطي، الذي نظم بالموازاة مع الفعاليات الرياضية.
وبدوره، عاد خالد الجابر الرحالة القطري العالمي، إلى الجزائر خلال ذات الفترة، وروج مرة أخرى للسياحة بطريقة جميلة، وذلك قبل أيام من انطلاق الحدث المتوسطي، خصوصا وأنه انبهر شخصيا ببلادنا خلال أول زيارة له إليها العام الماضي.
وفي 26 جوان، أي بعد حفل افتتاح الدورة 19 للألعاب المتوسطية اغتنم الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة زوراب بولوليكاشفيلي، فرصة تواجده بوهران، ليقوم بجولة سياحية لأبرز المعالم التاريخية فيها، على غرار حصن سانتاكروز، أين التقط عدة صور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي معبرا عن دهشته أمام الجمال الطبيعي لوهران و مقوماتها الطبيعية الفريدة، كما قام نائب رئيس الوزراء التركي الذي حل بالمدينة ممثلا عن الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال افتتاح الألعاب، بزيارة للمعالم التاريخية العثمانية وعلى رأسها قصر الباي، وانتشرت صور وأخبار جولته، على صعيد إعلامي واسع.


المريخ في صحراء الجزائر !
أيام قليلة بعد اختتام الحدث المتوسطي، عادت الجزائر إلى قوائم التوندوس و الترند على مواقع التواصل، وذلك بفضل كاميرا المصور الأمريكي العالمي “أندرو ستيودر”، الذي زار الصحراء  و أحبها، فالتقط صورا نشرها على صفحته التي يتابعها أزيد من 100 ألف مستخدم، مع تعليق  كتب فيه  “ عرفت منذ اللحظة الأولى التي عثرت فيها على صحراء الجزائر بأن سلسلة صور رواد الفضاء الخاصة بي من الفضاء إلى الأرض لن تكتمل بدونها”، و تابع قائلا  “  قضيت قرابة أسبوعين في استكشاف الصحراء الجميلة من مركبة على الطريق الوعرة والتخييم تحت النجوم والمشي لمسافات طويلة وسط المناظر الطبيعية الشبيهة بالفضاء .. الجزائر بلد جميل و لا أطيق الانتظار للعودة إليه مرة أخرى”. لقيت الصور إعجاب الكثيرين وشاركها الآلاف  بينهم عدد كبير من المصورين المحترفين من مختلف الدول، حتى أن هناك من شبه صحراءنا بسطح الكوكب الأحمر، وتزامنا مع تواجد “ستيودر” بالجزائر، سجل توافد ملحوظ لمؤثرين من ليبيا روجوا بدورهم لجمال الطبيعة و تنوع التراث.
النصر، تواصلت مع بعض من المهتمين بالترويج السياحي و الناشطين في هذا الحقل، وجمعت آراءهم حول دور مواقع التواصل في دفع عجلة السياحة وكيف أصبحت بمثابة دليل الصور والوجهات الأكثر تصفحا في العالم.
صانع المحتوى الصحفي:  زبير بشارف: اهتمام اليوتوبرز الأجانب بالسياحة الداخلية إضافة إيجابية
رحب الصحفي وصانع المحتوى زبير بشارف، بتوافد نشطاء اليوتيوب العرب و العالميين على الجزائر، وذلك بغرض الترويج للسياحة في بلادنا، لأن هذه المنصة أصبحت حسبه، الأكثر استقطابا للاهتمام عالميا، ما يجعل منها بمثابة دليل سياحي واسع و مهم وعليه فإن ما يقدم عن الجزائر من مادة إيجابية عبرها ، يعد قيمة مضافة لمسعى الترويج لبلادنا كوجهة سياحية.
وأضاف المتحدث، بأن شبكة التواصل الاجتماعي، و بالأخص يوتيوب، من الوسائط الرقمية العالمية التي توثق بشكل كبير للمناطق التي لم تكن معروفة وكان الوصول إليها صعبا أو غير ممكن أو لا يخطر على بال السائح، فمهمة المؤثرين، لا تقتصر على التعريف بالمكان وحده بل بتقديم شروحات حول طريقة الوصول إلى الوجهة والخدمات الممكن أن يحتاجها السائح في ذلك المكان مثل المطاعم أو أماكن الترفيه وغيرها، وهو عمل يبرع في القيام به بعض المؤثرين الجزائريين على يوتيوب، وهو ما يشدد على أهمية أن تولي السلطات أهمية أكبر لدورهم في خدمة القطاع ككل.
وعن تجربته الشخصية، قال، بأنه فتح قناة على المنصة سنة 2014، وكان يشارك متابعيه أعماله التي ينجزها للتلفزيون بصفته صحفيا، و مع بداية جائحة “كوفيد 19” سنة 2020، فكر في الترويج للسياحة الداخلية، خاصة في ظل الحجر الصحي، الذي سمع للكثيرين بإعادة اكتشاف الوطن، وهذا ما شجعه على المساهمة في إثراء هذا الجانب عبر قناته، حيث بدأ تفاعل المتابعين يزيد شيئا فشيئا وإعجابهم بالمحتوى يظهر من خلال التعليقات، إذ يحصي اليوم 61 ألف متابع، ويطمح إلى رفع العدد أكثر مستقبلا، خصوصا وأنه دخل باب مواقع التواصل الاجتماعي من منطلق حبه للتصوير و هي موهبة ولدت معه ونمت بفضل رحلات التخييم و العمل الصحفي، حيث سبق أن أنجز برنامجا سياحيا من 30 حلقة، بعنوان “البنة في التحويسة”، بث في رمضان المنصرم على قنوات التلفزيون الجزائري، و عرف بالمناطق السياحية والعادات والتقاليد التي تزخر بها بلادنا.
صانعة محتوى شلابي خديجة: المؤثرون الجزائريون أقدر على تلميع صورة الجزائر سياحـــــيا
أكدت ، شلابي خديجة، وهي صانعة محتوى تنشط في مجال الترويج السياحي على فيسبوك، بأنها تحاول منذ 2016 التعريف بالجزائر كوجهة، من خلال نشر الصور والفيديوهات و التعليق بإيجابية على كل ما هو جزائري، مضيفة بأنها تمكنت من إقناع العديد من أصدقائها الأجانب بزيارة الجزائر والاستمتاع بكنوزها الطبيعية.
معلقة: “ نجحت في استقطاب سياح من ألمانيا والبرتغال وحتى من روسيا، وهناك من يستعدون لزيارة الجزائر، قادمين من أمريكا” محدثتنا أضافت، بأنها أنشأت سنة 2019، صفحة خاصة بالترويج السياحي للجزائر وأطلقت عليها اسم “الأرض والمخلصة”، وهي صفحة تعنى بنشر محتوى سياحي و ثقافي ورياضي عن بلادنا وذلك لتشجيع السياحة وتلميع صورة الجزائر خدمة للاقتصاد، حيث تسعى مستقبلا إلى إنشاء وكالة سياحية لترقية السياحة الداخلية، ولتكون عنصرا فاعلا في دفع القطاع، وهي مهمة لا يمكن أن يتقنها أحد أكثر من صناع المحتوى الجزائريين أنفسهم.
أعنانوش أحمد ناشط في السياحة: تأثيــــر مواقـــــــــع التواصل ضاعف الطلب على سياحة الجزر
أعنانوش أحمد، مواطن من وهران، مهتم بالسياحة الداخلية وناشط في مجال تنظيم رحلات النزهة، قال، بأن الترويج الكبير الذي حظي به الساحل الوهراني، ساهم في انتعاش الطلب على سياحة الجزر، وهو ما دفعه إلى برمجة رحلات يومية نحو العديد منها، عن طريق قوارب صغيرة مخصصة للجولات القصيرة، وأخرى كبيرة تتسع لعدد أكبر من الأشخاص، يبحر بهم في العادة نحو الجزر القريبة من وهران على غرار “بالوما” وجزر حبيبة وغيرها، مقابل تسعيرة لا تتعدى 2000 دج للشخص الواحد، وأضاف محدثنا بأن الإقبال يعرف تزايدا بفضل الصور والفيديوهات التي ينشرها السياح على مواقع التواصل، لدرجة أنه بات يقوم بأزيد من 10 رحلات يوميا وذلك منذ بداية مسوم الاصطياف هذه السنة.

الرجوع إلى الأعلى