ترسم ملاك بن قويطن، ابنة مدينة قسنطينة، أعمالا تبعث على الأمل والحياة، فلوحاتها تتسع للنجوم والكواكب والمجرات التي تعيد تصويرها من خلال إعطاء بريق للألوان، فتنتج فنا جميلا ومختلفا.
لا تحب الطالبة بمدرسة الفنون الجميلة، الرسم الحزين بل تسعى إلى نشر الإيجابية من خلال أعمالها التي تجسد الكون الفسيح المليء بالعجائب والأسرار، و الذي يمنحنا شعورا بالأمل بأن هناك دائما مكان آخر و حياة أخرى و فرص أخرى، ناهيك عن أن الجمال والدقة التي تميز النجوم والكواكب في السماء تعتبر نوعا من السحر لكل ناظر، كما تعتبر المجرات علب ألوان تنبض روعة في رأيها، ولذلك تحاول أن تمنحها مساحات كبيرة في لوحاتها التي تحاكي الطبيعة أيضا.
ملاك، البالغة من العمر 21 سنة، قالت للنصر، بأن اختيارها دراسة الفنون و الثقافة، كان بناء على رغبة منها في التخصص في مجال الفن مستقبلا، لاسيما وأن مواهبها في الرسم والأنشطة الثقافية برزت في الطور المتوسط، حيث كانت تميل بداية إلى فنون العرض، لأنها من محبي المسرح والتمثيل والدراما، لكنها اختارت في النهاية، الفنون التشكيلية لحبها لها، رغم أن بدايتها الفعلية في الرسم، كانت خلال ثاني سنة في الجامعة، مع ذلك فقد سعت إلى تطوير موهبتها عن طريق البحث والتدريب.
وعن طريقتها في تعلم الرسم، تقول ملاك أنها بدأت بالتطبيقات الخاصة بمقاييس الرسم والألوان، حيث لم تجد أية صعوبة في التقنيات التي تخص الألوان ودمجها، فجربت رسم الطبيعة الصامتة والرسم بالرصاص والفحم، والرسم بالألوان، وبعد كل هذه التجارب، وجدت بأنها تميل إلى رسم الطبيعة والرسم بالألوان أكثر من الرسم بالفحم، و الفضل الكبير في ذلك يعود حسبها، إلى التكوين الجاد.


أما فيما يخص أول لوحة رسمتها، فقد أخبرتنا بأنها كانت بقلم الرصاص، وتعد من أحب اللوحات إلى قلبها لأنها تجسد أشكال الطبيعة.
الشابة تحدثت أيضا، عن سر الإيمان بالفن و اختياره كمجال مستقبلي رغم غياب سوق له في بلادنا، وقالت، بأن الأمر يتعلق بالشغف و أن عائلتها تتفهم ذلك و تدعمها وبالأخص خالها المرحوم الذي كان من أكثر محبي ريشتها و من الداعمين لها، خصوصا وأنه أكثر إنسان أدرك تعلقها بالرسم و كيف أنه وسيلة للتعبير عن الذات، فرسم كل ما يخص الكون والمجرة والألوان القاتمة، يجعلها تحس بالراحة والحرية والتأمل في خلق الله البديع، على حد تعبيرها، كما أن توظيف الفراشات بكثرة في لوحاتها، وكثرة استخدامها للون الأزرق، له دلالات نفسية عديدة، خصوصا وأنها ليست ممن يلتزمون بقواعد المدارس الكلاسيكية، بل تفضل أن تترك العنان للريشة والإحساس، لأن الفن علاج للإنسان حسبها، وهي ترسم في كل حالاتها سواء كانت سعيدة أو مكتئبة.
ولأنها تحب الهدايا وتقدّر قيمتها، فإنها تفضّل تقديم هدايا من صنع أناملها ومن رسمها الخاص، لتعبر عن حبها لأقربائها من خلال انتقاء أفضل اللوحات لهم، وحتى تغليف الهدايا يكون عبارة عن رسم يترجم جانبا من علاقتها بالشخص الآخر.
شاركت الطالبة في معارض عديدة، بالكلية و في ورشات الرسم خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وتحصلت على شهادات في كل هذه المعارض، أما أجمل ما أبدعته أناملها فهو لوحة « سبرينغ ماينذ»، التي أنجزتها كما قالت، سنة 2022، وهي أكثر لوحة تمثل تفكيرها وشخصيتها، وقد وظفت فيها كل العناصر التي ترمز للإيجابية.
وتتطلع الشابة، إلى تطوير مهارتها مستقبلا والنجاح في هذا المجال، لأنها ترى بأن الفن باب من أبواب الحياة
وملجأ للإنسان.                           رونق بوشارب

الرجوع إلى الأعلى