تحولت علي منجلي، في السنوات الأخيرة، إلى منطقة جاذبة للمشاريع و الاستثمارات، و هو ما جعل منها قبلة للمواطنين من داخل قسنطينة و حتى خارجها، خصوصا وأنها مدينة لا تنام تقريبا بفضل الحركية الكبيرة على مستوى مختلف وحداتها، نظرا لتعداد سكانها الكبير، ناهيك عن العدد المعتبر للمراكز التجارية الحديثة و فضاءات الترفيه و الألعاب و الخدمات التي تتوفر عليها كالمطاعم و المقاهي، ناهيك عن المدينة المائية الجديدة و شارع التسوق « السكوار» و غير ذلك من المرافق، التي تبقى بحاجة إلى تطوير و تحسين للتماشى مع متطلبات المواطن و تصل إلى مستوى نوعي يضمن معادلة التكلفة والجودة.

*  روبورتاج: حاتم بن كحول

بعد سنوات عجاف، عرف خلالها السكان انغلاقا كبيرا في ظل طغيان العمران على حساب الخدمات، أصبحت المدينة التي يقطنها أزيد من نصف مليون نسمة، القلب النابض لقسنطينة، وهو ما وقفنا عليه خلال استطلاع جمع آراء زوار و تجار و مواطنين من داخل الولاية و خارجها، وعكس الإقبال و الحركية التي أصبحت تعرفها هذه المقاطعة الإدارية الجديدة.
10 مراكز تجارية حولتها إلى قبلة لعشاق التسوق
أصبحت المقاطعة الإدارية مستهدفة من طرف المستثمرين والتجار الذين راحوا يتنافسون على إنجاز مراكز تجارية بطابع عصري، وهو ما منح انتعاشة وحركية كبيرتين للمدينة، التي تتوفر اليوم، على أزيد من 10 مراكز مختلفة، تعتبر قبلة للزائرين وعشاق التسوق من داخل ولاية قسنطينة، ومن الولايات الشرقية المجاورة وحتى من تونس، و أصبحت هذه المراكز معروفة لدى مواطني الولايات المجاورة، وزيارتها باتت تقليدا بالنسبة إليهم خاصة في العطل الأسبوعية.
و يعتبر المركز التجاري «رتاج مول» بالوحدة الجوارية 2، الأكثر استقطابا للمتسوقين، لما يوفره من خدمات متنوعة على غرار محلات متعددة النشاطات، وكذا فضاء للترفيه مزود بألعاب للأطفال، زيادة على محلات الإطعام السريع، وهي مرافق تتيح للزوار قضاء طيلة اليوم في التسوق دون الحاجة إلى التنقل من أجل البحث عن الضروريات، ليصبح بذلك هذا المركز التجاري، أبرز مكان تقصده العائلات في علي منجلي.
و تتوفر المدينة أيضا، على عدة مراكز أخرى منها «رتاج 1» بالوحدة الجوارية 6، والذي يعتبر نسخة مصغرة من «رتاج مول»، إضافة إلى المركزين التجاريين «سان فيزا» و»لاكوبول»، اللذين يتوفران على مرافق ترفيهية مختلفة، في الطابق الأخير لكل منهما، إضافة إلى بازار «أبو إسحاق» المتواجد على مستوى طريق حي الفيرمة باتجاه 400 مسكن، والمركز المجاور له «فاميلي شوب»، وكذا مركز «الرفاهية».
كما يعتبر مركز «لالة باية» في الوحدة الجوارية 19، من أبرز النقاط التي تستقطب المتسوقين يوميا، حيث تحول في وقت وجيز إلى مقصد عائلي، لما يقدمه من خدمات أهمها الإطعام السريع و فضاءات الجلوس والراحة وبالأخص المقاهي العائلية، إضافة إلى «السكوار» الذي يتمثل في مجموعة من المحلات التجارية متعددة النشاطات و التي تستقطب مئات المواطنين يوميا.
وتوفر هذه المراكز  على اختلافها، مرافق ترفيهية متمثلة في ألعاب للأطفال سواء كانت إلكترونية أو تقليدية، كما تحتضن دوريا عروضا و أنشطة ترفيهية عائلية أو خاصة بالصغار، إلى جانب مسابقات و طومبولا و غيرها، و تتوفر أيضا على موزعات آلية تتيح فرصة استخراج المال و كراس للتدليك، و يذكر كذلك، بأن الوحدة الجوارية 15 تدعمت مؤخرا بمركز تجاري جديد سيفتح أبوابه قريبا.
الحديقة المائية «أميرة لاند» رطبت الأجواء
واستفادت مؤخرا المقاطعة الإدارية، من مرفق ترفيهي فريد من نوعه ويعتبر إضافة كبيرة لقطاع الترفيه، ويتعلق الأمر بالحديقة المائية «أميرة لاند»، منشأة وفق مواصفات عالمية جعلت منها مقصدا للعائلات القادمة من كل الولايات الشرقية.
ولاحظت النصر، خلال تواجدها بمدخل الحديقة المائية، أن جل المتوافدين عليها مواطنون من خارج ولاية قسنطينة، وهو ما عكسته أرقام تسجيل المركبات المركونة داخل حظيرة السيارات، حيث يتضح  بأن غالبة الزوار قدموا من عدة ولايات شرقية على غرار ميلة وسكيكدة وأم البواقي وخنشلة وقالمة وغيرها، كما شدت انتباهنا مركبات ذات ترقيم يخص جمهورية ليبيا، و يتعلق الأمر بسياح ليبيين.
تتوفر علي منجلي أيضا، على مرفق رياضي هام، هو المركب الجديد الواقع عند مخرج المدينة نحو بلدية عين سمارة، و يعد استثمارا خاصا أنجز بمواصفات عالمية، ليستقطب رياضيين من داخل وخارج الولاية.
وأصبح الإقبال على المقاطعة الإدارية، من سكان قسنطينة والولايات المجاورة، كبيرا جدا خلال السنوات القليلة الماضية وخاصة في الآونة الأخيرة، ويتبين ذلك من خلال الازدحام المروري الخانق عند مختلف المداخل والمخارج.
ويلاحظ القاطن في هذه المدينة، يوميا مركبات بصدد الدخول أو الخروج من علي منجلي، تحمل ترقيما لولايات مجاورة، خاصة في الفترة المسائية الممتدة من الساعة الرابعة إلى الثامنة، أين تتواجد عشرات المركبات ذات الترقيم 04 و05 أي أم البواقي وباتنة، على مستوى مدخل المدينة عبر طريق الوزن الثقيل ومنه إلى الوحدة الجوارية 20.
فيما يشهد مدخل المدينة عبر بلدية عين سمارة، تواجد عدد معتبر من المركبات ذات ترقيم 43 والذي يرمز لولاية ميلة، و يشهد الطريق المحاذي لجامعة صالح بوبنيدر، المرتبط بالطريق السيّار، مرور مركبات ذات ترقيمات 23 و21 و16 و07، فيما تحمل المركبات المتوجهة نحو وسط المدينة عبر مدخلها الرئيسي، أي على مستوى مفترق الطرق الأربعة، ترقيمات 24 و40 و41، ما يؤكد بأن علي منجلي تعتبر منطقة جذب حقيقية.


مرافق ترفيهية داخل الأحياء
وتتميز المقاطعة كذلك، بتوفر المرافق الترفيهية المخصصة للأطفال حيث ارتفع عددها في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، بمعدل مرفق واحد الأقل في كل وحدة جوارية، وهذا بعد سلسلة من أشغال التهيئة التي أشرفت عليها  مؤسسة تهيئة مدينتي عين النحاس و علي منجلي «إيفانام»، والتي قامت باستحداث مساحات خضراء ومرافق ترفيهية و بوضع ألعاب أطفال مراجيح و زحليقات.
ورغم أن المدينة بحاجة إلى عدد أكبر من المرافق بالنظر إلى تعددا سكانها الكبير، غير أن الحصيلة المتاحة حاليا أكبر بكثير مما كانت عليه قبل سنوات وهو تطور تستحسنه عائلات وجدت مرافق لتغيير الأجواء والترفيه ولو بإمكانيات محدودة، على غرار الحدائق المستحدثة داخل المجمعات السكنية بالوحدات الجوارية 6 و7 و8.كما استحدثت ذات المؤسسة، فضاء ترفيهيا على مستوى الشارع الرئيسي الفاصل بين الوحدتين الجواريتين 2 و 13 بمحاذاة عيادة بن قادري وصولا إلى مقر المقاطعة الإدارية ومركز أمن الدائرة، ويمتد هذا الفضاء على مساحة تقارب 35000 متر مربع، وهو مزين بأشجار ومزود بالكراسي و الألعاب الخاصة بالأطفال، ويعرف هذا الفضاء إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، ويشهد تجمعا وتزاحما يوميا بداية من الساعة السابعة مساء إلى غاية منتصف الليل. كما تقصد بعض العائلات حدائق جديدة أنجزت مؤخرا، على غرار حديقة حي 400 مسكن بوسط مدينة علي منجلي، أين خصصت مساحة مناسبة منها للنساء، مع توفر محلات الإطعام السريع وأكشاك متعددة الخدمات.
وتوجد في أحياء المدينة أيضا، ملاعب جوارية، حيث تعتبر من أكثر المناطق التي استفادت من مشاريع إنجاز الملاعب الصغيرة « ماتيكو»، ويبلغ عددها اليوم أزيد من 30 ملعبا مستغلا من طرف الأطفال والشباب والكهول والشيوخ، وهو ما حول علي منجلي، من مدينة منغلقة ومعزولة إلى مدينة المرافق الترفيهية والتجارية والرياضية.
محلات بيع الألبسة
المستعملة والجديدة وبالميزان تستهوي الزبائن
و تعد هذه المدينة عاصمة الألبسة سواء تعلق الأمر بعشاق الألبسة الجديدة أو المستعملة أو تلك التي تباع بالميزان، حيث أصبح حي كوسيدار مقصدا للشباب القادمين من الولايات المجاورة، بسبب جودة السلع وتنوعها خاصة وأن الحي يضم أزيد من 30 محلا، كما هو الحال مع المحلات الواقعة في الوحدة الجوارية 15، إضافة إلى محلات بيع الألبسة بالميزان، على غرار تلك الواقعة في الوحدة الجوارية 7 بحي عدل الصيني، وبالوحدة الجوارية 5.
ونظرا للانتعاش التجاري الذي تعرفه المقاطعة، فقد توافد عليها عدد كبير من التجار القادمين من ولايات أم البواقي وباتنة وبرج بوعريريج والمسيلة، لغرض ممارسة التجارة، ولا يقتصر الأمر فقط على بيع الألبسة بأنواعها، بل يشمل حتى محلات بيع الأثاث المنزلي والأواني.
وأدى التوافد الكبير للمتسوقين القادمين من داخل وخارج الولاية، إلى مسايرة هذا الإقبال من طرف بعض التجار، الذين راحوا يتفننون في إنجاز مطاعم عصرية زادت من جمال المدينة وقدمت خدمات أفضل للزوار، كما هو الحال مع محلات الإطعام السريع و المطاعم الراقية وتلك التي تقدم وجبات تقليدية جزائرية أو مشرقية.
كما تتوفر المقاطعة، على عدة فنادق تتيح للزوار فرصة المبيت والتسوق بكل أريحية، بعدما تضاعف عددها في ظرف وجيز، بداية بفندق الحسين و فندقي الخيام و الرفيع، وكذا نزل الاستقلال، وكلها مؤسسات تقع في مناطق قريبة من مختلف المراكز التجارية، وتستغل في الغالب من قبل الوافدين من تونس وبعض الولايات الشرقية.
وتتميز أكبر مدينة في ولاية قسنطينة، بتوفر خط الترامواي الرابط بين علي منجلي وعدة أحياء وصولا إلى وسط مدينة قسنطينة، وهو ما من شأنه أن يسهل من مهمة وصول الزوار إلى مختلف المراكز، ناهيك عن كونها عنوانا لأكبر الأقطاب الجامعية وطنيا وقاريا، ويتعلق الأمر بجامعتي صالح بوبنيدر و عبد الحميد مهري، كما تضم العشرات من الإقامات الجماعية، ما يرجح تحول علي منجلي مستقبلا إلى عاصمة لولاية قسنطينة.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى