سكان وحدات جوارية معزولة يطالبون بفضاءات تجارية
أبدى عدد من قاطني الأحياء الجوارية اعتراضا على عملية هدم أزيد من مائة كوخ للتجارة الفوضوية بعلي منجلي التي تمت أمس وسط تواجد مكثف لمصالح الأمن، ونددوا بغياب شبه كلي للمحلات التجارية بعماراتهم، مطالبين السلطات بحل بديل.
وشرعت المصالح التقنية لبلدية الخروب مدعمة بمصالح الأمن في عملية هدم أكواخ التجارة الفوضوية من الوحدة الجوارية 7، التي مرت العلمية فيها بسلاسة حيث تم هدم 4 أكواخ، لتنتقل ذات المصالح إلى الوحدة الجوارية 18، أين تمت إزالة 18 كوخا قصديريا وخشبيا كانت تستغل لممارسة أنشطة تجارية مختلفة على غرار بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه، فيما اعترض عدد من سكان حي «سوطراكو» بنفس الوحدة على محاولة سائقي الآليات تهديم كوخ قصديري يستعمله شاب لحراسة حظيرة السيارات بالحي، حيث أوضحوا للسلطات بأن الحارس في حاجة إلى مكان للاحتماء به من أجل ممارسة عمله، إلا أن السلطات قامت بهدم الكوخ بعدما أقنعت السكان بضرورة عدم إعاقة العملية التي أمر بها والي قسنطينة خلال إحدى زياراته الأخيرة لمدينة الجديدة علي منجلي.
وقامت بلدية الخروب بتسجيل أسماء الذين كانوا يستغلون الأكواخ للتجارة، فيما أوضح لنا منتخبون بأن الأحياء المعنية بالعملية تضم أسواقا جوارية رفض المستفيدون من المربعات التجارية الموجودة بها الانتقال إليها وفضلوا مواصلة التجارة الفوضوية بالأكواخ المنتشرة بالوحدات الجوارية المختلفة، كما أن بعض الأسواق الجوارية تشهد تدهورا وتخريبا لزجاجها الخارجي حسب مصادرنا، التي أكدت بأنه حان الوقت للتعامل مع التجارة الفوضوية بالمدينة الجديدة علي منجلي بشكل حزم، أما رئيس الدائرة بالنيابة فأكد بأن عدد أكواخ التجارة الفوضوية المنتشرة بمختلف الوحدات الجوارية قد بلغ 119 كوخا.
قاطنو الوحدة الجوارية 19، التي يوجد بها 31 كوخا فوضويا، أبدوا امتعاضا كبيرا من العملية التي تقوم بها مصالح البلدية، حيث اعترضوا على الهدم قبل أن يتراجعوا، إلا أن الجو السائد ظل مشحونا بين مختلف الأطراف، كما أن عددا من أصحاب الأكواخ قاموا بإزالتها قبل وصول الآليات إليها، لكي لا تأخذ البلدية المخلفات القصديرية لأكواخهم، أما السكان الذين التقينا بهم، فتحدثوا عن انعدام المحلات التجارية بكامل الوحدة الجوارية التي تضم 3500 مسكن، وأوضحوا بأن المحل الوحيد المتوفر يقع في نقطة بعيدة عن مساكنهم، فيما يضطر عدد منهم إلى ركوب سيارات الفرود والحافلات من أجل التسوق من وحدات جوارية أخرى، حيث عبر أحدهم بالقول بأنه «من غير المعقول ركوب سيارة أجرة بـ30 دينار من أجل اقتناء قطعتي خبز بـ 20 دج».
وتحدث سكان الوحدة 19، التي استغرقت بها عملية هدم الأكواخ أكثر من 5 ساعات بسبب عددها الكبير، عن المخاطر الأمنية بالمنطقة المنعزلة، ما يجعل العديد منهم يخشى إرسال أبنائه من أجل اقتناء بعض حاجيات المنزل من المواد الغذائية ، خصوصا وأنها شهدت قبل سنتين حادثة اختطاف طفلين أثارت الرأي العام آنذاك، كما طالبوا السلطات المشرفة على العملية بإيجاد بديل عن الأكواخ التي كانت المكان الوحيد للتسوق بالنسبة إليهم.
للإشارة فإن عملية إزالة أكواخ التجارة الفوضوية بالمدينة الجديدة علي منجلي ستستمر اليوم حسب مصادر من البلدية، حيث ستمس الوحدات الجوارية 14 و6 و8، فضلا عن الوحدة الجوارية 16 التي شهدت انتشارا كبيرا لظاهرة التجارة الفوضوية في زمن قياسي لا يتعدى 3 أشهر.
سامي /ح

الرجوع إلى الأعلى