أختي فلة همشت و تعرضت للمقاطعة لأنها قالت كلمة حق
استبعدت الفنانة نعيمة عبابسة، إمكانية أدائها لأغنية ثنائية قريبا مع شقيقتها الفنانة فلة عبابسة، كما تحدثت في حوار خصت به النصر عن علاقتهما ، و عن أسباب مقاطعة فلة محليا، رغم شهرتها العربية الواسعة، كما أوضحت حقيقة ما أثير حول اعتزالها الفن، و تأثير قرار ارتدائها للحجاب على حياتها المهنية ،كاشفة للنصر عن أعمالها الجديدة.
 النصر: تراجع ظهورك على الشاشة بشكل ملفت خلال السنوات الأخيرة،  لماذا هذا الغياب؟
ـ نعيمة عبابسة: هو ليس غيابا  مقصودا، صحيح أنني برزت بقوة لسنوات عديدة منذ نجاح ألبومي الموسوم   « شيوخ بلادي» و تصويري لعدد من الفيديو كليبات التي كانت تعرض في كل مرة عبر التلفزيون الجزائري، فضلا عن مشاركاتي المتكررة في حصص المنوعات التلفزيونية، ما جعلني قريبة من الجمهور، غير أنني انسحبت نوعا ما منذ حوالي سنتين، بسبب ارتباطاتي المهنية بعد إنشائي لفرقة نسائية مختصة في إحياء حفلات الأعراس، وهو ما قلص أجندة مواعيدي، كما أنني لم أصور أية أغنية جديدة منذ حوالي أربع سنوات، لذلك أظن أن غيابي مبرر نوعا ما.
 مؤخرا تم تداول شائعات عن اعتزالك الفن نهائيا ما تعليقك؟
ـ صحيح أنا مثل الجميع سمعت الكثير عن هذا الأمر من وسائل الإعلام، و تفاجأت فعلا لأن الحقيقة ليست كما يروج لها، أنا فنانة أعشق عملي ولدت و ترعرعت في وسط فني و رضعت حب الموسيقى على يد والدي الفنان الكبير عبد الحميد عبابسة، لذلك لا يمكنني العيش بعيدا عن الآلة الموسيقية ، كل ما في الأمر أن ابتعادي عن  الظهور العلني و انشغالي ، كما سبق وقلت بفرقتي الموسيقية النسوية الخاصة، تم تفسيرهما بطريقة خاطئة، لأنني لا أزال فنانة ولدي مشاريع عديدة في مجال عملي.
. أنت ابنة فنان و شقيقة فنانة ،حدثينا عن علاقتك بفلة الجزائرية، هل لديكما مشروع عمل غنائي مشترك بينكما؟
ـ فلة شقيقتي الوحيدة إنها إنسانة رائعة، تربينا معا في منزل فني. هي ذات صوت طربي، أما أنا فأفضل الأغنية البسيطة وطابع الأعراس، علاقتنا جيدة كعلاقة أي أختين نتبادل الإحترام و المحبة ، و أنا من بين عشاق صوتها كفنانة.  يؤسفني أنها تتعرض للتهميش و المقاطعة في بلدها الجزائر ، بسبب سوء علاقتها مع القائمين على قطاع الثقافة، كل ما تعرضت له مؤخرا من هجوم على مواقع التواصل الاجتماعي هو فعل مقصود على ما أعتقد، و السبب هو أنها إنسانة عفوية لا تجيد إخفاء مشاعرها أو السكوت عن كلمة الحق كما نقول بالعامية « اللي في قلبها على لسانها»، حتى مقطع الفيديو الذي أثار الضجة مؤخرا على موقوع يوتيوب، هو نتيجة لمعاناتها من التهميش لفترة طويلة تعدت 12 سنة كاملة.
أما بخصوص العمل المشترك، فقد سبق لنا أن أدينا معا قبل حوالي خمس سنوات أغنية      « الجزائر و الشهيدة»، أما حاليا فلا وجود لأي مشروع ثنائي بيننا.
. لماذا لم تقتحمي الساحة الفنية العربية كما فعلت فلة؟ هل هو اختيار أم نتيجة ظروف؟
ـ هو اختيار بكل بساطة، فكما سبق و ذكرت فلة صاحبة صوت طربي قوي و متميز وكان من الطبيعي أن تنجح و تشتهر عربيا لأنها لطالما عشقت الطابع الشرقي الذي يبرز إمكاناتها الصوتية بوضوح، أما أنا فاخترت الأعراس و الطبوع الشعبية الخفيفة ، بالرغم من قدرتي على أداء الأغنية الخليجية بشكل متميز، مع ذلك فضلت التخصص في الطابع الذي أحبه و اخترت إنشاء فرقة خاصة بي.
. كنت من بين الفنانات الأوائل اللائي ارتدين الحجاب، كيف أثر ذلك على مسيرتك الفنية؟
ـ في الحقيقة التأثير كان إيجابيا، نشاطي كفنانة لم يتوقف قط، بل بالعكس تضاعف بشكل مشجع، وقد أديت العديد من الأغاني الناجحة و أنا محجبة، لأنني اخترت ارتداءه عن اقتناع خالصة، وقد زاد الطلب على خدماتي الفنية خصوصا في الأعراس، فطبيعة المجتمع الجزائري المحافظ جعلت من الفرق النسائية رائجة هذه الأيام و مطلوبة في الحفلات العائلية. و قد أصبحت  متفرغة تماما لإحيائها، حتى أن برنامج مواعيدي جد مكثف و قد اضطررت لإلغاء حوالي 150 حفلة خلال الصائفة الماضية، نظرا لارتباطاتي المسبقة، وعليه يمكنني أن أجزم بأن الحجاب ليس عائقا أمام الفنانة التي تؤدي نوعا محترما و راقيا من الموسيقى و الغناء.
. ما رأيك في موجة الموسيقى الشبابية الرائجة حاليا هل تعتقدين بأنها أزاحت فنانين أمثالك من السوق؟.
ـ أود القول بداية بأنها موسيقى جميلة جدا، أنا شخصيا من عشاق أغان فرق « بابيلون» و «فريكلان» و حتى المغربي سعد المجرد. أعتبر بأن ما يقدمونه من فن مبتكر و جديد، يتميز بجمالية عالية، لكن ذلك ظرفي هي موسيقى سرعان ما ينطفئ بريقها لأنها تخدم مرحلة معينة، أي أنها كأي موضة تكون رائجة في بدايتها ثم تفقد أهميتها، وهو ما يعني أنها لا تلغي فنا عمره 20 أو 40 سنة، أنا مثلا لدي أغان قدمتها منذ أزيد من 10 سنوات، مثل  «شيوخ بلادي» و لا تزال رائجة و مطلوبة إلى يومنا هذا.
 المشكل الحقيق بالنسبة للفنانين أمثالي هو غياب كتاب كلمات و ملحنين جديدين. الساحة الفنية الجزائرية تفتقر حقا لمبدعين قادرين على تقديم الجديد الراقي.
. هل هناك مشروع ألبوم خاص بأغاني المرحوم عبد الحميد عبابسة؟
ـ لا، أفضل إعادة أغنية أو اثنتين في كل ألبوم جديد أطرحه، لكن لا أفكر في تسجيل شريط كامل من أغانيه.
. ما هو جديدك ؟
ـ انتهيت من تسجيل ألبوم جديد، سيكون بمثابة عودة إلى الساحة الفنية، بعد انقطاع دام أربع سنوات، هو شريط يضم 18 أغنية، لحنت و كتبت العديد منها، كما أعدت تسجيل أغنية «حيزية» للوالد رحمه الله، إضافة إلى أغنية لأحد شيوخ الشعبي، وهو عمل متنوع فيه أغاني الأعراس، و المغربي و النايلي و الشعبي،و أستعد لطرحه قريبا، بمجرد الاتفاق مع منتج مناسب.
 حاورتها: نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى