«العساس»   يسرد معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة
غاص مونولوغ «العساس» لصاحبه صابر عياش، في نفسية معاق لسبر معاناة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فاختار المزج بين السخرية و الحزن لنقل واقعها المر، في نهاية الأسبوع المنصرم على ركح المسرح الجهوي بقسنطينة.
العرض الذي يدخل في إطار شهر المونولوغ، كان بمثابة صورة مضحكة مبكية نجح الفنان صابر عياش، و هو من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، في ترجمتها بطريقة بسيطة، تجاوب معها الجمهور و تأثر برسالتها العميقة التي سردت يوميات مواطن معاق جعلت منه الأقدار أو بالأحرى سوء التسيير الإداري، عون أمن بمؤسسة.
الممثل قدم باحترافية و ثقة كبيرة في النفس، جزءا صغيرا من معاناة مستمرة لفئة تواجه قسوة الحياة الاجتماعية بين مجتمع لا يرحم و مسؤولين عاجزين عن إيجاد حل لها لإنقاذها من الفقر و اليأس، حيث لخص انشغالات هذه الفئة، متطرقا تارة لمنحة المعاق التي لا تكفي لتلبية أبسط احتياجات المستفيد منها، معرجا على سلوكيات البعض و مظاهر الاستهزاء
و عدم تقدير كفاءة الشخص المعاق و محاولة الإنقاص من شأنه و غيرها من الصور السلبية و غير الانسانية التي لا تزال تسجل في مجتمعنا.
و سط ديكور بسيط يتمثل في مكتب و كرسي، انطلق «العساس» في سرد مغامرات طريفة كان هو بطلها، بعد أن تم تعيينه كعون أمن، دون الأخذ بعين الاعتبار مؤهلاته الحركية، مما أجبره على التظاهر بالقوة و عدم الخوف في مواجهة اللصوص دون التحرك من مكانه، و غيرها من المواقف التي عجز الكثيرون عن تمالك أنفسهم عن الضحك أمامها، حيث تعالت القهقهات تارة و طبعت ملامح الحزن و التأثر الوجوه تارة أخرى.
الفنان اعترف بعد العرض بأنه كان متوترا و خائفا، قبل صعوده الركح، لكنه ارتاح بعد رؤية تفاعل و تشجيعات الجمهور، مما سيمنحه القوة على مواصلة هوايته و تقديم أعمال أخرى في المستقبل.
عن النص قال ابن قسنطينة صابر عياش، بأنه كتبه على عدة مراحل و حاول لمس كل الجوانب لنقل الحقائق المرة من رحم الواقع، معتمدا على التلقائية و بساطة الطرح، لأن هدفه إيصال رسالة و انشغالات فئة تكافح لأجل انتزاع حقها في المواطنة و نيل منصب عمل أو منحة تحفظ لها كرامتها و عزة نفسها، فئة ملت عادة تذكّرها في عيدها العالمي أو الوطني، أين تنظم لأجلها حفلات يتم خلالها تقديم الوعود و إحصاء الانجازات الافتراضية التي لا تغيّر من واقعها الصعب شيئا.
الفنان الذي أكد أن مسيرته الفنية تزيد عن 20 سنة، حظي خلالها بفرصة الظهور في عدد من الأعمال التلفزيونية و الركحية، أراد من خلال عرضه، كما قال، إيصال صوت فئة تحلم بتغيير الذهنيات و السلوكات السلبية اتجاهها.
للتذكير ستتواصل فعاليات شهر المونولوغ  إلى غاية نهاية الشهر الجاري ، حيث سيقدم مونولوغ «فيف موا» لكمال عبدات و «مايد إن ألجيريا» لمحمد خساني.                       مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى