حادثتي مع الشرطة حررت الفـن و سيـاسيـون  حاولوا تبني قضيتي
اعتبر المغني الشاب موح فيتا، الذي أوقفته مصالح الأمن مؤخرا بساحة « أودان» بالعاصمة، بسبب تقديمه عرضا موسيقىا في الشارع، قبل أن تؤخذ قضيته صدى إعلاميا و يمنح رخصة لممارسة فنه من مصالح بلدية الجزائر، بأن قضيته مع الشرطة حررت الفن و أخرجته إلى الشارع، بعدما ظل لسنوات حبيس أستوديوهات تسجيل تنتج فنانين لا يجيدون الغناء دون روبوتيك، كاشفا في حوار مع النصر، بأن سياسيين كثر طلبوا لقاءه بعد الحادثة.
. النصر: كثيرون تفاعلوا مع قضيتك دون أن يعرفوا من تكون حقا، من هو موح فيتا؟
 ـ موح فيتا: أنا شاب جزائري بسيط، في التاسعة و العشرين من عمري، من مواليد مدينة وادي سوف، ترعرعت في العاصمة، أين تعلمت حب الفن و العزف على القيثارا و البيانو، حاليا أستعد لاجتياز شهادة البكالوريا عن طريق المراسلة، لم أحظ بتكوين موسيقي في معهد متخصص، لكنني عصامي أعشق الفن و لا أعترف إلا بالموهبة.
. ما الذي حدث فعلا في ساحة « أودان»، كيف قررت الغناء في الشارع و نقل الطريقة الأمريكية إلى الجزائر؟
ـ تجربتي مع فن الشارع قديمة و ليست وليدة الحادثة الشهيرة، فقد كنت  راقصا « فري ستايل» و «هيب هوب»، و منذ سنة 2007 و أنا أمارس هذا الفن مع أصدقائي، كنا نرقص دون أية عوائق، و قد قدمنا استعراضات فنية كثيرة.في سنة 2009 قررت التوجه الى الغناء و أطلقت أول ألبوم غنائي لي في طابع الراب عنوانه «أولاد الصحراء»، و في 2010، أطلقت ثاني ألبوم لي و عنوانه «صنع في الجزائر»، تناولت فيه مواضيع اجتماعية شبابية، لقد تطرقت للوضع العام للبلاد و غنيت عن الحب في الجزائر، تعاملت مع مؤلفين موسيقيين من كندا و أمريكا و قد نجح ألبومي، و في سنة 2012 فتحت أستوديو تسجيل خاص بي في العاصمة، و من هنا بدأت قصتي مع الشارع.
 بعد فترة وجيزة تعرضت لمشاكل مع بعض أصدقائي، فخسرت على إثرها شركة التسجيل، وعدت إلى نقطة الصفر. في البداية فكرت في الهجرة و أعددت كل شيء للانتقال للعيش في كندا، لكن والدتي منعتني، فقررت أن أبدأ من جديد. حملت قيثاري الذي تعلمت العزف عليه في 2015، و قصدت وسط العاصمة، كنت أغني لجمهور واسع و كان كل واحد يسمعني  يقيم فني، حسب ذوقه، أوقفني رجال الشرطة ثلاث مرات وطلبوا مني تغيير المكان، لكنني واصلت الغناء، وفي آخر مرة صادف أن كان شخصان موجودين في الساحة التي كنت أقف فيها و الشرطة تحاول توقيفي. قاما بتصوير الحادثة بهواتف نقالة و سرعان ما انتشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، و أثار ضجة إعلامية كبيرة. اتهمت هذه المرة، باستغلال مكان عمومي دون رخصة، أوضحت للسلطات بأنني لم أكن أعلم أن الغناء في الشارع يتطلب ترخيصا، و بفضل الصدى الذي أثارته الحادثة انتهى بي الأمر في مكتب رئيس بلدية العاصمة، فمنحني ترخيصا للعمل و أنا الآن أمارس فني هناك.
 .سؤال شخصي كم تجني من الغناء في الشارع يوميا؟
ـ الأمر يتوقف على سخاء جمهوري، هناك تفاوت من يوم إلى آخر، أحيانا أجني 2000 دج في اليوم و في أحيان أخرى قد أوفق، فأكسب حتى 4000 دج. لن أنكر بأنني محظوظ نوعا ما، لأن لفني معجبين كثر من مختلف الشرائح من الشيوخ، المراهقين، الشباب، حتى الأطفال الصغار، يحبون الوقوف و الاستماع لأغان متنوعة، فأنا أؤدي عادة  طابع  القناوة، الراب، الأغاني الفرنسية الكلاسيكية و الانجليزية الشهيرة، و كذا الأغاني الجزائرية المعروفة، أحب رؤية السعادة على وجوه الناس.
. قضيتك أثارت ردود أفعال كثيرة ذهبت حد الحديث عن التضييق على الحريات، كيف ترى الوضع و هل هناك أطراف حاولت استغلال الحادثة؟
ـ الأمر أبسط من كل هذا، أنا شاب عادي و لولا مواقع التواصل، لما اشتهرت قصتي، لا أريد شيئا سوى العمل و عيش حياتي على طريقتي الخاصة، وهو أمر حاولت أن أشرحه لأناس كثيرين تقربوا مني بعد الحادثة، منهم رجال سياسة لن أذكر أسماءهم، حاولوا فهم توجهاتي و عرضوا علي المساعدة، و حتى بعض ضباط الاستعلامات الخاصة الذين أكدت لهم في كل مرة، بأن السياسة لا تهمني، و أنني لا أملك أية نوايا من أي نوع.
اتصل بي فنانون كثر و عرضوا علي المساعدة، أذكر منهم سليم الشاوي و أعضاء فرقة فريكلان، الذين فتحوا أمامي كل الأبواب.
.هل تعتقد بأن قضيتك حققت مكسبا للفن ؟
ـ بالطبع، بعد الذي حدث معي، يمكن القول بأن الفن الجزائري تحرر من صورته النمطية المرتبطة بالقاعات و الحفلات المغلقة، الآن يمكن للفنان أن يؤدي موسيقاه في الشارع و يحتك مباشرة بجمهوره، و يمكن للجمهور أن يستمتع بفن حقيقي قريب إلى الواقع، بدون تعديلات صوتية أو « روبوتيك» أنتج لنا أشباه فنانين قضوا عمرا في هذا المجال، لكنهم يعجزون عن الغناء مباشرة أمام جمهورهم، دون مساعدة صوتية. من جهة ثانية، قضيتي فتحت الباب أمام المئات من فناني الشارع، رسامين و نحاتين و مغنيين و حتى راقصين، لتنظيم نشاطهم و العمل بطريقة قانونية، من خلال ممارسة حقهم في الحصول على رخص نشاط دائمة من قبل البلدية و هذه خطوة إيجابية في حد ذاتها، لأنها تخدم الفن و الحضارة و حتى السياحة.
ـ هل سنسمعك قريبا في أغنية خاصة أو نراك في كليب مصور؟
ـ أكيد قريبا، حاليا أنا منشغل قليلا بإنشاء فرقتي الخاصة، فرقة شبابية تعزف موسيقى  الروك العصري، و سأتفرغ بعد ذلك لانتقاء أغنية جديدة سأعمل على تسجيلها قريبا، إنها جزء من مشروع يضم أربعة عناوين جديدة.
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى