محرز : قلبي يخفق للجزائر فقط و فرنسا لا تعني لي شيئا

عبر مهاجم الفريق الوطني رياض محرز عن سعادته الكبيرة بتتويجه بجائزة أفضل لاعب في البطولة الإنجليزية، حيث نشر أمس نجم ليستر سيتي على صفحته الرسمية على «الفايسبوك»، منشورا أشار فيه نجم الخضر إلى أن هذا التتويج جاء بفضل دعم الجمهور الجزائري وأنصار ليستر سيتي مؤكدا أن هدفه الآن هو قيادة “الثعالب” نحو تحقيق اللقب لتحويل الحلم إلى حقيقة، حيث قال: “شكرا جزيلا لكل من صوت لصالحي، أهدي هذا الفوز لكل زملائي في الفريق، إلى الطاقم الفني والمدرب ورئيس النادي، إلى عائلتي وأصدقائي، إلى كل الذين آمنوا بقدراتي، إلى كل جماهير ليستر سيتي وكل الشعب الجزائري أنتم مصدر قوتي وهذا التتويج جاء بفضلكم وهو مهدى لكم”.
ينقصني التتويج بالبطولة ليصبح الحلم حقيقة
و أضاف محرز: “شكرا لكم جميعا، الآن أمامي هدف آخر من أجل إنهاء الموسم وتحويل الحلم إلى حقيقة».
كما خص مهاجم الخضر رياض محرز  المجلة الشهرية الفرنسية  «أونز مونديال» بحوار مطول من عشر صفحات نشر أمس جزء منه، تحدث فيه اللاعب عن فخره الكبير بكل ما يقدمه هذا الموسم، حيث قال:»أنا فخور بما وصلت له من مستوى، بالرغم أن الكثيرين نصحوني بالمرور عبر مركز تكوين عوض تضييع مسيرتي الكروية، لكن اليوم أنا أقطف ثمار التضحيات التي قمت بها و الجد في العمل، أنا سعيد للغاية في ليستر سيتي، و الجميع يبحث عن سر تألقنا، نحن محاربون وعندما أقول ذلك أننا محاربون يعني أنني لم أر ذلك في حياتي، زملائي حاضرون دائما وهم لا يتركون شيئا إلا يقاتلون من أجله، نحن ندافع ونسترجع ونهاجم ككتلة واحدة، فريقنا متكامل.»
سعيد كوني أول لاعب إفريقي يتوج بلقب أفضل لاعب في إنجلترا
وقال محرز « سر تألقي هو أنني صرت أبا لبنت، لقد جعلني ذلك مستقرا، أظن أن الديكليك حدث بعد ولادتها، حيث أصبحت اشعر بأكثر مسؤولية، ومركزا فقط على عملي مع فريقي ليستر سيتي و الفريق الوطني، أعتقد أن الاستقرار عامل أساسي في نجاح أي لاعب».
ورد محرز بقوة على الذين تحدثوا عن تسرعه في اختيار البلد الذي يمثله دوليا، حيث قال:» الكثيرون يقولون لي أنني لو تريثت في اختياري الدولي لكنت مع فرنسا في الأورو المقبل، (يضحك)، أنا لا أضع حسابات كثيرة في رأسي، أنا مع الجزائر، هذه بلدي، أنا فخور لكوني لاعبا دوليا جزائريا».
اللعب في البياسجي ليس مستحيلا وهذه قصتي مع مرسيليا
وعاد محرز للحديث عن قصته مع فريق أولمبيك مرسيليا، و عن إمكانية التحاقه بباريس سان جيرمان، حيث قال :”لم أكن أريد اللعب في مرسيليا بل موكلي من رغب في ذلك وقام بالطلب من أجل تجريبي، لكن الجانب الآخر رفض ذلك، وحتى لو أثمرت مفاوضات وكيل أعمالي مع إدارة نادي مرسيليا (أواخر سنة 2013)، وتوصل الطرفان إلى اتفاق، فلن أقبل بارتداء زي نادي عاصمة الجنوب الفرنسي».
وأضاف: “باريس سان جيرمان صار ناديا كبيرا لكنني كنت أفضل مارسيليا عندما كنت صغيرا، حتى الآن لست أحلم باللعب في باريس، صحيح أنني أنحدر من هناك لكنني لا ارغب في العودة، لست أقول أن اللعب في باريس سان جيرمان مستحيل، لكنني لا أرغب في ذلك، لا أريد العودة إلى فرنسا، فرنسا لا تعني لي شيئا حاليا وأنا أحب انجلترا».
وختم محرز تصريحاته بالحديث عن عرضي برشلونة و ريال مدريد، حيث قال:” “سمعت كلاما مفاده أنني سأنتقل في الصيف المقبل إلى ريال مدريد أو برشلونة الإسبانيين، في الحقيقة لا أريد الخوض في هذا الجدل (احتراما لفريقه الحالي). فأنا مازلت مرتبطا مع نادي ليستر سيتي بعقد تنقضي مدته صيف 2019، أنا سعيد بما قاله تشافي عني وعن قدرتي على اللعب في برشلونة، سيما و أنه يأتي من لاعب مميز مثله».
بورصاص.ر


رياض محرز من لاعب مغمور في شوارع باريس إلى نجم عالمي في مهد الكرة
كتب الجزائري رياض محرز اسمه بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم العالمية، بانتزاعه جائزة أفضل لاعب في البريمر ليغ  التي تعد أقوى بطولة في العالم، فضلا عن كونها المنافسة الأعرق في بلد يعتبر مهد الممارسة الكروية، لكن لؤلؤة جزائرية سطعت في سماء المملكة ، و برهنت على أن «النجومية» ليست حكرا على لاعبين عالميين، بل أن التألق في ظرف قياسي خرج بنجم محرز من دائرة الظل ليدخل به مباشرة بوابة العالمية،  فأصبحت المعجزات قابلة للتجسيد في موسم استثنائي يشهد تفجير مفاجآت مدوية أبهرت المتتبعين، و جعلتهم يتساءلون عن سر تألق «رياض الجزائر» و ليستر على حد سواء.رياض من مواليد 21 فيفري 1991 بمنطقة  سارسال بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، والده جزائري الأصل، و ينحدر من منطقة بني سنوس بولاية تلمسان ، و قد تربى و ترعرع في هذا الحي الفقير، و بدأ مداعبة الجلد المنفوخ في الشارع بمعية أترابه و جيرانه.
معالم ميلاد نجم كروي لاحت في الأفق منذ الصغر، لأن رياض محرز أظهر الموهبة الخالصة، الأمر الذي جعل والده يقرر ضمه إلى فريق الأصاغر لضاحية سارسال، أين تعلم أبجديات الممارسة الكروية، لم يكن أحد يتوقع أن تكون ثماره ميلاد نجم كروي يسطع في عالم المستديرة.  أول صدمة قوية تعرض لها رياض وفاة والده، الأمر الذي زاده إصرارا على تحمل المسؤولية، فإلتحق في سنة 2009 بنادي كامبار الناشط في الدرجة الرابعة الخاصة بالهواة، و هنا إكتشف محرز أجواء المنافسة الفعلية، إذ شارك طيلة موسم واحد في 27 مباراة، و سجل هدفين، رغم أنه لم يكن يتجاوز من العمر 18 سنة.و لئن كان عملاقا الكرة الفرنسية باريس سان جيرمان و أولمبيك مارسيليا قد أعربا في صائفة 2010 عن رغبتهما في الظفر بخدمات رياض محرز مجانا، و ضمه إلى الأصناف الشبانية للإستثمار في مهاراته الفردية، فإن اللاعب فضل  الالتحاق بعميد الأندية الفرنسية  لوهافر في بطولة الدرجة الثانية، ليخوض واحدة من أصعب التجارب في مشواره الكروي، كونه اضطر إلى المشاركة مع الفريق الرديف على مدار 6 أشهر، قبل أن يتقرر في جانفي 2011 ضمه إلى الفريق الأول، مع توقيعه على أول عقد إحترافي، مدته 3 سنوات، ووجد محرز صعوبة كبيرة في فرض نفسه، إذ إنتظر لمدة 7 أشهر كاملة من أجل المشاركة في أول مقابلة له في عالم الإحتراف.و خلال مسيرته مع نادي لوهافر شارك محرز في 60 مباراة و سجل 24 هدفا، و أصبح من الركائز الرئيسية في التشكيلة ، إلى درجة أنه تلقى العديد من  العروض من أندية أخرى، و طموحات اللاعب بدأت تكبر مع نضجه فنيا و بدنيا، ليقرر مسيرو لوهافر في ديسمبر 2013 بيعه لنادي ليستر سيتي من بطولة «الشامبيون شيب» للدرجة الأولى الإنجليزية، بعد العرض المغري الذي تلقوه، في واحد من أهم المحطات الحاسمة في مسيرة محرز، كونه لم يكن على إطلاع بخبايا الكرة في إنجلترا، و لا يعرف عن مدينة ليستر سوى شهرتها برياضة الرغبي، لكن تصدر فريقها لدوري الدرجة الأولى، و بحثه عن مكانة في «البريمر ليغ» ساهم في تحفيز محرز على المشاركة في ثورة كروية على مستوى هذه المنطقة في المملكة البريطانية.إلتحاق محرز بالدوري الإنجليزي أثار زوبعة في الإعلام الفرنسي، لأن كل الحسابات كانت مبنية على إمكانية ضمه إلى صفوف «الديكة»، سيما و أن بعض الأندية أمثال مارسيليا، ليل و موناكو كانت تريد الظفر بخدماته، لكن صدمة الفرنسيين كانت كبيرة، لأن محرز اختار اللعب لصالح المنتخب الجزائري، فكانت له أول مشاركة مع «الخضر» في المقابلة الودية ضد أرمينيا بتاريخ 31 ماي 2014، لما أدرجه البوسني حليلوزيتش إحتياطيا.
صالح فرطــاس

بعد تتويجه بلقب أحسن لاعب في انجلترا
الصحافة العالمية تشيد به والفرنسية تتحسر على تضييعه
احتفت أمس مختلف وسائل الإعلام الدولية  بتتويج لاعب الخضر رياض محرز بلقب أحسن لاعب في البطولة الإنجليزية، وأجمعت على أنه يستحق هذا التتويج بالنظر للوجه المميز الذي قدمه هذا الموسم مع فريقه ليستر سيتي، الذي وضعه على عتبة تتويج تاريخي بلقب البريميرليغ لأول مرة في مشواره الكروي.
في فرنسا أشعل تتويج رياض محرز بلقب أحسن لاعب في البطولة الإنجليزية ، نار الحسرة في أوساط صحفها التي سارعت إلى التعبير عن حسرتها لتضييع لاعب من هذا الطراز وعادت بعض العناوين الصحفية على غرار لوبارزيان و لوموند إلى استذكار حادثة أولمبيك مرسيليا، التي رفض يومها رئيسها لابرين أن يخضع محرز لاختبارات فيها، وما زاد الطينة بلة تصريحاته لابرين  بخصوص لاعب الخضر، غير أن الأيام كشفت أن الرعونة ليس لها مخرج وان الصبر و المثابرة طريق النجاح، حيث أصبح محرز حديث الساحة الكروية بمؤهلاته و مهارته و ما يصنعه في إنجلترا، بينما أصبح نادي  مرسيليا في سوق « الدلالة»و يتهدده السقوط إلى الدرجة الثانية.  في المقابل أشادت الصحافة الرياضية وعلى طريقتها الخاصة بتتويج الجزائري، حيث افتتحت فرانس فوتبول بعنوان عريض « رياض محرز أحسن لاعب للموسم 2015 - 2016 في البريميرليغ» وقالت بأن ذلك يعد أحسن هدية لهذا اللاعب الذي نبذ في فرنسا، وفي مرسيليا على وجه الخصوص التي رفض رئيسها انتدابه، مستعرضة المشوار الاستثنائي للاعب الذي يوجد كذلك ضمن التشكيلة المثالية للموسم في البطولة الانجليزية.
 أما اليومية الرياضية ليكيب وفي نسختها الإلكترونية، قالت بدورها أن محرز يعيش بالتأكيد حلما خرافيا، سيما وأن اللاعب الذي كان في جانفي 2014 لاعبا في نادي لوهافر ضمن الدرجة الثانية، تسلق درجات سلم المجد بسرعة فائقة، كما أنه على مقربة من تحقيق حلم آخر بتتويج ليستر سيتي بلقب البطولة الإنجليزية.أما الصحافة الإنجليزية فقد خرجت بعض جرائدها اليومية و على غير العادة بعناوين شاعرية للاحتفاء بالجزائري، منها جريدة الغارديان وتحت عنوان عريض» محرز المتغير الجميل في مسار ليستر نحو التاريخ «، وفي مقال فيه الكثير من المقاربات مع أسماء ترددت في اتخاذ قرارات حاسمة في مشواره سواء الرياضي أو الفني، قالت الجريدة أن  محرز كان مترددا في قبول الالتحاق بليستر سيتي، لأنه كان يعتقد منذ ثلاث سنوات خلت أن انجلترا البلد الوحيد الذي لا ينجح فيه، غير أن  حقيقة الأمر كشفت انه أهل لهذا التتويج، وأنه من حقه أن يكون إلى جانب الأسماء الكبيرة   مشيدة في ذات السياق بالدور الكبير الذي يلعبه الجزائري في المشوار الاستثنائي لفريقه، معتبرة أن الفرجة التي يصنعها محرز على أرضية الميدان، هي من صنع فنان ابهر و يواصل الإبهار.من جهتها جريدة ميرور، وتحت عنوان استفهامي :» رياض محرز أقل تكلفة لرابطة اللاعبين المحترفين في العشريتين السابقتين، لكن من الأغلى «، وقالت الجريدة أنه يجب العودة إلى موسم 1992-1993 ، للعثور على لاعب انتقل بنفس قيمة رياض محرز، مشيرة إلى  أن المبلغ الذي انتقل به محرز إلى ليستر 80 مرة أقل من آخر لاعب توج بهذا اللقب البلجيكي هدين ازارد، في إشارة صريحة إلى أنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البورصات العالمية، فيما أشادت بقية العناوين، بإنجاز لاعب الفريق الوطني الذي يستحق كل التقدير و الاحترام.
ع - قد 

الرجوع إلى الأعلى