جسد رئيس الفاف محمد روراوة، بإختياره التقني الصربي ميلوفان راجيفاك ميوله إلى مدرسة أوروبا الشرقية، كخيار أثبت نجاعته، لتولي مهمة تدريب المنتخب الوطني،  وهو المدرب الأجنبي رقم 12 الذي اعتلى العارضة الفنية للخضر منذ الاستقلال، وثاني صربي في هذا المنصب، وهو خامس أجنبي خلال عهدات روراوة على رأس الإتحادية، بعد البلجيكي جورج ليكنس ومواطنه روبيرت فاسيج، في العهدة الأولى في بداية الألفية الجارية، وسابقيه البوسني وحيد حليلوزيتش والفرنسي كريستيان غوركوف.
وسيحمل الصربي راجيفاك الرقم 48 في اللائحة الرسمية للمدربين الذين تعاقبوا على تدريب النخبة الوطنية منذ الاستقلال، انطلاقا من عبد القادر فيرود الذي قاد الخضر لمدة شهرين فقط في أوائل سنة 1963، وهي اللائحة التي ضمت 36 تقنيا، منهما 12 أجنبيا، حيث كان الفرنسي لوسيان لوديك أول أجنبي اعتلى العارضة الفنية للمنتخب من نوفمبر 1966 إلى مارس 1969، وبعده الروماني فلانتين ماكري الذي أشرف على الخضر ما بين فيفري 1974 وجوان 1975، لكن الفشل في التأهل إلى نهائيات «كان 1976»، وأولمبياد ذات السنة عجل بإقالته.
ولعل ما يجعل الجزائريين يتفاءلون بنجاح خيار راجيفاك، حتى قبل شروعه في مهامه الرسمية، الذكريات الغالية التي يحتفظون بها من التجربة التي كانت مع مواطنه زدرافكو رايكوف، الذي يبقى أنجح مدرب أجنبي قاد المنتخب الوطني على فترتين، الأولى رفقة خالف بين سبتمبر 1979 وسبتمبر 1980 ، بلغ خلالها المنتخب نهائي كأس إفريقيا 1980، كما تأهلت إلى الألعاب المتوسطية وحازت على الميدالية البرونزية، وتأهلت كذلك إلى الألعاب الأولمبية لأول وآخر مرة، وخرجت من ربع النهائي في دورة موسكو 1980، ثم واصل رايكوف العمل لوحده إلى غاية ماي 1981، حيث أهل المنتخب إلى «كان 1982»، ولو أن  الروسي إيفغيني روغوف ترك هو كذلك بصمة واضحة في مغامرته مع النخبة الجزائرية، لما أشرف على الخضر مرتين، الأولى بين جويلية 1981 وفيفري 1982 رفقة  معوش وسعدان، وساهم في تأهيل المنتخب إلى مونديال 1982، والثانية بين سبتمبر 1986 ومارس 1988 وفيها تحصل على المرتبة الثالثة في «كان 1988» بالمغرب.
هذا وكان الفشل مصير باقي المدربين الأجانب، بداية من الروماني مارسال بيغولا، ومواطنه ميرشيا رادوليشكو، ليكون بعدها الموعد مع الهندسة البلجيكية التي أثبتت فشلها الذريع،  سواء مع  جورج ليكنس أو روبيرت فاسيج ، قبل أن تسجل التجربة الفرنسية عودتها، عن طريق جون ميشال كفالي، الذي فشل في إعادة قطار الخضر إلى السكة.
هذا وخطف البوسني وحيد حليلوزيتش الأضواء، حيث كان مهندس الإنجاز التاريخي في الأراضي البرازيلية في جوان 2014، ببلوغ ثمن نهائي المونديال، لكنه فضل الرحيل بعد نهاية المغامرة، والجميع يتذكر الدموع الذي ذرفها، في صورة جسدت العلاقة الوطيدة بين الكرة الجزائرية ومدربي أوروبا الشرقية، خاصة خريجي المدرسة اليوغوسلافية والروسية.
عوامل ساهمت بشكل مباشر في طي صفحة المدرسة الفرنسية، سيما بعد فشل الصفقة الأخيرة مع غوركوف، ليس بسبب النتائج الميدانية، وإنما نتيجة طريقة التسيير والتعامل، ليعود روراوة إلى الخيار الذي كان ناجحا في سابق التجارب، وذلك بالتعاقد مع راجيفاك.  
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى