إلـتهـاب أسـعـار الـخـضر و الـفواكـه عـشيـة الـعـيد
تضاعفت أسعار الخضر والفواكه بأسواق ولاية قسنطينة والعاصمة، عشية عيد الأضحى، و هو ارتفاع يُبرره رئيس الجمعية الوطنية للتجار بتراجع العرض في الأسواق، بسبب توقف العديد من الفلاحين و المستثمرين عن جني محاصيلهم لخروج عمالهم في إجازة، متوقعا أن يستقر معدل الزيادات في حدود 20 إلى 25 بالمائة.و شهدت أسعار بعض الخضر و الفواكه ارتفاعا محسوسا أثار استغراب و استياء المواطنين، خاصة ما تعلق ببعض الخضروات ذات الاستهلاك الواسع، ففي أسواق العاصمة مسّ الارتفاع الخضر التي كانت تعرف انخفاضا في أسعارها، خلال الأيام الماضية، على غرار القرع (الجريوات) التي قفز ثمنها أمس إلى 200 دينار للكلغ، بعد أن كان يتراوح بين 60 و 80 دينارا و أحيانا أقل، فيما قفز سعر النوعية الجيدة من الطماطم إلى حدود 160 دينارا بعد أن كان قد نزل إلى 50 دينارا، و ارتفع سعر اللوبيا الخضراء إلى 160 دينارا أيضا  و سلطة الخس بين 120 و 140 دينارا، بينما قفز سعر الكيلو من الخردل (اللفت) من 70 دينارا إلى 150 دينارا.
أما على مستوى أسواق مدينة قسنطينة، فقد عاش المواطنون نفس المشهد الذي يتكرر كل سنة قبيل العيد، حيث عرفت أسعار بعض الخضر ارتفاعا يقارب الضعف، يوم أمس، كالبطاطا التي بلغ سعر الكيلوغرام منها ما بين 50 و 55 دينارا بسوق بومزو المغطى، ليتجاوز الستين دينارا بسوق بطو عبد الله، كما بيعت بسوق العصر الشعبي نوعية رديئة منها بسعر 30 دج، و بلغت العادية 55 دج، في حين لم يتعد ثمن الكيلوغرام الواحد منها عتبة 30 دينارا نهاية الأسبوع فقط، فقد قفزت بحوالي 50 بالمائة في يوم واحد، و هو ما يفسره بعض العاملين بالسوق، باستغلال التجار تهافت الزبائن على التسوق تحضيرا لمناسبة يوم غد، بينما تحجج البائعون بالقول أن الأمر راجع لارتفاع الأسعار في سوق الجملة.
و لم يقتصر الارتفاع على البطاطا فحسب، بل امتد إلى باقي الأنواع من الخضر، مع اختلاف في حجم الزيادة، حيث وصل ثمن الخس إلى 200 دج للكيلوغرام، مرتفعا بحوالي 40 إلى 60 دج، فضلا عن الفاصولياء الخضراء «زاليغو» التي تراوحت أسعارها ما بين 120 و 180 دج في الأسواق الثلاثة للمدينة، في حين بلغ سعر القرع «الجريوات»، 200 دج للكيلوغرام في كل من سوق بطوع عبد الله و بومزو، أما الطماطم فبيعت بـ 80 دج، بنسبة زيادة تقدر بحوالي 25 بالمائة، حيث لم يجاوز سعرها 60 دج في الأيام الماضية، أما الفاصولياء البيضاء «لوبيا فصاص» فارتفع سعرها بحوالي 60 دج، ليصل إلى 220 دج، فيما حافظت خضر أخرى على استقرار نسبي في السعر على غرار الخيار الذي يباع بحوالي 80 دج.
و أبدى مواطنون تحدثنا إليهم امتعاضهم من استغلال التجار لعشية العيد من أجل رفع الأسعار، خصوصا أن المشكلة تتكرر قبل كل مناسبة تقريبا، و تمس بشكل أكبر المنتجات الاستهلاكية الغذائية الأكثر استهلاكا، حيث أشاروا إلى ارتفاع أسعار الليمون التي وصلت إلى 250 دينارا للكيلوغرام، بسبب كثرة استعماله في عيد الأضحى في إعداد مختلف الأطباق المطبوخة باللحم، فيما لمسنا إقبالا متزايدا للمواطنين على الأسواق.
رئيس الجمعية الوطنية للتجار الحاج الطاهر بولنوار، قال أن الارتفاع في الأسعار كان منتظرا، خاصة بالنسبة للقرع و الجزر و الخردل و الطماطم و سلطة الخس و الفلفل الحلو، التي يتزايد الطلب عليها أكثر بمناسبة عيد الأضحى، وتعد أساسية في تحضير بعض أطباق العجائن، و إذا كانت الزيادة في أسعار هذه الخضر بين 50 و 100 بالمائة، فإن أسعار باقي الخضر، حسب بولنوار، تتراوح بين 10 دنانير و 20 دينارا، و هي زيادات يرى أنها معقولة، لأن نشاط جني محاصيل الخضر المختلفة يتوقف، كما قال، اضطراريا و بشكل تام على مستوى مختلف المزارع، باعتبار أن عمال القطاع الفلاحي يضطرون إلى الالتحاق ببيوتهم يومين قبل العيد على أقل تقدير مثل عمال المخابز، كما يتوقف نشاط غرف التبريد و أسواق الجملة لذات الأسباب، و التي من بينها أيضا توقف نشاط ناقلي المنتوجات الفلاحية، و يتوقع بولنوار أن يعود تموين الأسواق بالخضر و الفواكه إلى طبيعته في ثالث يوم إلى رابع يوم بعد العيد.   

ع ـ أسابع/ سامي ـ ح

الرجوع إلى الأعلى