النحت.. فن مهمل في الجزائر
بالرغم من أن النحت فن يمتد بجذوره لأعماق التاريخ الإنساني وهو الأكثر عبورا في الزمن، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام ممارسيه الذين سجلوا في مسارهم نحو مواصلة تخليد هذا النوع من الفنون، عدة تحفظات جعلتهم يقتنعون بأن منتجاتهم الفنية مهدّدة وسط عزوف الجمهور، ويبقى حضورها فقط كديكور يزين صالونات ومعارض تنظم هنا وهناك، وتبقى في مقابل ذلك هذه الصالونات بحسب ممارسين للفن هي السبيل الوحيد لإيصال الفن لجمهور المتلقين، كونها تتكفل بإخراج المجسمات المنحوتة من الورشات لتوضع بين يدي جمهور تفاوت حسه تجاه هذا الفن، بين متذوق له وبين رافض له لدواع دينية.  وأجمع نحاتون التقت بهم النصر على هامش الصالون الوطني الأول الذي احتضنته دار الثقافة بأم البواقي، بأن ثمار الفنان المختص في النحت يمكن لها أن تكون بديلا اقتصاديا هاما، كون المنحوتات الفنية لا تنضب وسعرها في تزايد كلما تقادمت عليها السنوات، وهو المورد الذي التفت إليه عديد الدول المتقدمة.
أعد الملف: أحمد ذيب
الفنان التشكيلي خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة رحال لزهر
المنحوتات المستوردة من الصين أحالت عشرات النحاتين على البطالة
يرى خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالعاصمة سنة 1988 تخصص خزف، الفنان التشكيلي رحال لزهر من ولاية بسكرة، بأن تخصص فن النحت اليوم يعرف عزوفا على مستوى المدارس والمعاهد المختصة، فلا الأساتذة ولا حتى الطلبة يختارونه كتخصص، فممارسته صعبة على خلاف التعامل مع الريشة والدهن، فالإنتاج في فن النحت يتطلب توفر مواد خام ووجودها بين يدي الفنان ينتج عنه منحوتات يتم ترويجها بعد ذلك.
الفنان رحال أوضح بأن الدين برز اليوم كطرف في فن النحت، أين تتم الدعوة للابتعاد عن النحت التشبيهي، وعلى الرغم من ذلك فعديد الفنانين في مجال النحت برزوا في مختلف المواد، مضيفا بأن النحات باتت تكلفه المادة الخام كثيرا، فبظهور النحت المعاصر دخلت عدة مواد كطرف على غرار الحديد وبات لزاما على النحات تعلم طرق التلحيم وصولا للنقش على الحجر والرخام وحتى الخشب، وفي مقابل ذلك يجب أن يكون لهاته المجسمات التي ينتجها الفنان مكانا تعرض فيه وإلا فهي ستبقى حبيسة ورشته، فالمنحوتة في الغالب يلزمها محيط يتفاعل معها.محدثنا أشار بأن فن النحت اليوم أضيف على واجهات البناء، وتحول مهندسون معماريون ومقاولون إلى مستوردين للمجسمات والمنحوتات من الصين والتي لا تتماشى في الغالب مع المحيط، وتعكس رداءة الذوق، الأمر الذي أحال نحاتين على بطالة مسبقة، وجعل الفنان المتخصص في النحت مهمشا ولا تسلط عليه الأضواء بالشكل الكافي وزاد من هذا التهميش غياب التغطيات الإعلامية لمنتجات فنية كانت ستبرز بشكل أكثر وضوحا.

الفنان التشكيلي و الأستاذ بمدرسة الفنون الجميلة بعنابة تمتام بوزيد
النـحت فـن مـهمش في الـجـزائــر
يقول أستاذ مدرسة الفنون الجميلة بعنابة الذي يحوز مهارات تعددت بين النحت والرسم تمتام بوزيد، بأن الفنان المتخصص في مجال النحت اليوم بالجزائر يعيش أوضاعا صعبة، ففي حال أراد التنقل لخارج الوطن بغية الاحتكاك بتجارب أجنبية، فهو يقوم بالاتصالات بطريقته الخاصة ويرصد أموالا من حر ماله لاكتساب خبرات جديدة، في غياب الدعم ووسط غياب تنظيمات وجمعيات تعنى بهذا النوع من الفن المهمش، على عكس ما هو عليه الحال في دول العالم العربي أين أسست تنظيمات تهتم بتنقل الفنان على غرار صندوق دعم الفنان في لبنان، فالفنان في الجزائر لم يصل بعد لهذا المستوى، فحتى إمكانية تعامله مع البنوك تبقى صعبة للغاية، وصولا لغياب الترويج لأعماله الفنية التي ظهرت بظهور الحضارات القديمة.
تمتام أوضح بأن الحضارة الجزائرية القديمة تحوي متاحف تضم إرثا من المنحوتات والجداريات المهمشة على غرار الطاسيلي وتلك التي تضرب بجذورها للعهد الروماني، فالمنحوتة التي هي جزء من التاريخ أضحت اليوم ومن ينحتها مهمشين، مبينا بأن دولا متقدمة اليوم تعمل على تصدير الثقافة كما تصدر الصناعة كما هو عليه الحال في فرنسا أين يطبع الكتاب بقدر ينافس صناعة السيارات، فالدول العربية اليوم وعلى غرار الإمارات وقطر والبحرين وفلسطين ولبنان باتت تقدم دعما في هذا المجال أكثر مما هو عليه الحال في الجزائر، أين يسجل احتشام حتى في تنظيم الصالونات التي تحتضن منتجات الفنانين.
الأستاذ الفنان أشار بأنه يدرس بمدرسة الفنون الجميلة بعنابة طيلة 15 سنة ، وهي مدة سمحت بالتعريف بفن النحت وجعلته محط أنظار الفنانين الشباب الذين باتوا يقبلون بأعداد مضاعفة على دراسته، وينافسون في المقابل حتى أساتذتهم ويفوزون بجوائز في تظاهرات مختلفة، فالإقبال على فن النحت راجع للمحيط البيئي وطبيعة المنطقة التي يدرس فيها، فالشراكة التي أبرمتها المدرسة بعنابة مع معاهد فرنسية ساهمت في انفتاح الطلبة على هذا النوع من الفن، غير أن بروز الفنان في الجزائر يبقى مقتصرا على تنظيم الصالونات والعروض ومن دونها فهو ومنتجه الفني في موت تدريجي، فتهميش النحات في الجزائر جعل كثيرين يغادرونها باتجاه العالمية على غرار رشيد قريشي وعادل عبد الصمد. 

الفنان التشكيلي الطاهر هدهود من تبسة
يعيـش غـريبــا بيـن إخـوتـه و الـنهضـة الـفنيـة في الــجزائــر استـثنـتـه
يرى الفنان الطاهر هدهود بأن فن النحت لا يزال غريبا من بين جميع أنواع الفن التشكيلي، غير أن الفنان الذي لا يملك أي مورد مالي بإمكانه أن يعيش رفقة عائلته من هذا الفن، الذي تغيرت نظرة المجتمع إليه بعد سنوات من الغربة التي لا تزال تلازمه في بعض الأحيان.
الطاهر هدهود يرى كذلك بأن الجزائر اليوم تملك نحاتين كبار، وهو ما اكتشفه عند مشاركته في صالونات دولية مختلفة، على غرار فرنسا ومصر وتركيا وتونس وسلطنة عمان لمرتين، الأخيرة التي تحصل فيها على جائزة أحسن عمل، فشرف له –يضيف المتحدث- أن تملك الجزائر زخما هائلا من النحاتين، الذين يشرفون بلادهم كلما وجهت لهم دعوات للمشاركة في دول مختلفة، والمشكل الأساسي يبقى هو المتلقي ففي أم البواقي سعد الفنانون كثيرا بالصالون الأول الذي عكس مدى الاهتمام بفن النحت، ففن النحت كان يوضع على هامش الصالونات في فترات سابقة فأغلب المواطنين وحتى نخبة المتلقين يجهلون النحت كفن، ففي كل مرة نحاول إقناع المتلقين بفن النحت بعيدا على تحريم الفن من طرف البعض.
الفنان الذي كان عصاميا في تكوينه والذي ينشط طيلة 25 سنة في مجال اختصاصه، كشف بأن  الفنان جرت العادة بأنه يعيش في البلاط، ومقرب من الجهة الحاكمة، واليوم تغيرت النظرة له ولم يبق جميع الفنانين على نفس الوتيرة، وبات الفنان له طقوس و لباس معين وشعر طويل وغيرها، غير أن الجزائر اليوم دخلت في نهضة فنية لم تمس بعد النحت الذي يبقى غامضا من بين ألوان الفن التشكيلي.
والنحت اليوم بإمكانه أن يعيل أسرا على عكس القاعدة التي تقول “الفن لا يوكل خبزا”، موضحا بأنه مثلا رفع التحدي وبات يعيش هو وعائلته من الفن في غياب مورد مالي آخر، ووضع خارطة طريق يهدف من خلالها إلى تحقيق طموحه والوصول إلى أهدافه من خلال نافذة الفن.

الفنانة التشكيلية الروسية مجدولين فاطمة الزهراء
هـناك مـواطنـون يتـذوّقــون الـنحت و لا يـشترونــه والـعكس صحــيح
ترى الفنانة الروسية صاحبة عدة اختصاصات والمقيمة بوهران منذ نحو 13 سنة، مجدولين فاطمة الزهراء بأن عودة الاستقرار للجزائر بعد عشرية سوداء سمح بالعودة التدريجية لسمعة الفنان التي فقدها على مر السنين، وتبين المتحدثة بأن النحت اليوم يصطدم بذوق المتلقي سواء كان شخصا طبيعيا أو ممثلا لإدارة أو جهة معينة. النحاتة الروسية المختصة كذلك في إخراج الأشرطة الوثائقية في عمق البحار، وخريجة أكاديمية الفنون التشكيلية بروسيا والأستاذة كذلك بالمتحف الأجنبي بيار كارفوري بوهران، قالت بأن النحت فن تطور على مر العصور، وهو من نوع راق بدايته كانت قبل انفجار التاريخ، وظهر قبل التاريخ في عهد الرومان والفينيقيين ليتطور عبر العصور وأضحى الفنان يستعمل الفولاذ والحديد وكذا الخشب والنحاس والحجر لرسم لوحات فنية.الفنانة التي كانت مختصة في النحت على الجليد في بلدها أوضحت بأنها اليوم تنحت على الحجر، مشيرة بأن فن النحت اليوم يعرف رواجا، وإقبالا كبيرين وسط المتلقين من مختلف شرائح المجتمع، مبينة بأن الصالون الأول من نوعه الذي نظمته مديرية الثقافة بأم البواقي أبهرها، فسكان الولاية عرفوا كيف يقيمون اللوحات الفنية المعروضة، فصالون دار الثقافة وفق إلى أبعد الحدود وعرف تنظيما رائعا.
المتحدثة بينت بأننا اليوم في الجزائر ننعم في كنف الاستقرار، على عكس ما هو عليه الحال خلال العشرية السوداء التي فككت الثقافة الشمالية، وأكدت الفنانة الروسية بأنه ومنذ سنة 2014 بدأ المواطنون في الجزائر يعطون النحت قيمته الحقيقية، فبأم البواقي نجح الصالون أفضل بكثير من صالون مماثل نظم بقسنطينة، والنجاح كان من الناحيتين التنظيمية والتقنية.
وعن ثمرة عمل النحات، بينت الروسية بأن منحوتات الفنان تصطدم بمجتمع متباين الأذواق بين أناس يتذوقون النحت ولا يشترونه وعلى العكس من ذلك يوجد مواطنون لا يتذوقون النحت ويشترون المنحوتات، وتوجد مجموعة من السلطات تتوجه هي الأخرى في كل مرة للنحاتين، للعمل على تزيين مدن وغيرها على غرار ما حصل بوهران خلال الشروع في تزيين الكنيسة المحلية، أين تم الاستنجاد بالفنانين المحليين.
وتضيف مجدولين فاطمة الزهراء بأنه وفي الوقت الراهن طغى المال على اقتناء المنحوتات كون الأعمال المنحوتة مكلفة جدا، وأضحت بعض الجهات تتوجه للصين لاقتناء منحوتات، وبالرغم من ذلك فالجزائر يوجد بها فنانون مبهرون منهم من هو معروف ومنهم من لم يعرف بعد، ومن بين الفنانين من يتنقل بماله الخاص لصالونات مختلفة ويقطع آلاف الكيلومترات لإيصال فنه وتعريفه للجمهور.

الفنان التشكيلي جمال كحلي
هـذا الـفن قــابـل للاستـثمــار لأنــه لا يـعرف الكســاد
يعتبر الفنان التشكيلي عصامي التكوين المنحدر من ولاية الطارف جمال كحلي بأن الصالونات والمعارض التي تحتضن اليوم مختلف الفنانين التشكيليين باتت كالجوق الموسيقي، يجمع عددا هائلا من الفنانين ويسمح بتعديل السيمفونية الموسيقية المقدمة للجمهور، كونها تتيح فرصة تبادل الآراء والتجارب وكذا فرصة الاطلاع على الطرق الحديثة في عالم النحت.
المتحدث بين بأن الجزائر اليوم بها إرث حضاري تعاقبت عليها مختلف الحضارات، وهو الإرث الذي يستغل من طرف الغرب لإضفاء جماليات في مختلف المجالات، على غرار ما قام به الفنان المعماري “لوكوربوزييه” الذي أحدث ثورة معمارية في عشرينيات القرن الماضي وأخذ إلهامه من الفلسفة المعمارية لمدينة غرداية. الجزائر اليوم بها كنز غير مستغل، وعلى الفنانين التشكيليين استغلال الإرث الحضاري في لوحاتهم الفنية،وعليهم السعي للتخلص من الذاتية لإخراج الحضارة للعالمية، فالتراث اليوم لم ننهل منه كمنبع فهو كنز كبير ولا يزال بحرا، والفنان عليه أن يحسن تقديم هذا الإرث بطريقة فنية يتلقاها المتلقي بوضوح.النحت وما ينتج عنه يمكن أن يكون بديلا اقتصاديا ناجحا بامتياز، واليوم وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وجب تسليط الضوء أكثر على فن النحت والفنان النحات بصفة عامة، لأن ما ينتج من لوحات فنية تطرح للبيع في السوق الفنية يبقى ثمنه مرتفعا دائما، غير أنه وفي الجزائر لا وجود لسوق فنية، والمنحوتات تبقى أسعارها دائما في ارتفاع لقيمتها الفنية التي تزيد كلما مرت السنين، فالدول الأجنبية تشتري التحف الأجنبية لتعيد الاستثمار فيها، فهي مقتنعة بأن الاستثمار الذي لن تتراجع أسعاره هو استثمار التحف.

الفنان التشكيلي هشام بلخضر
النحت لا يجد إقبالا و النحات غريب في موطنه
يعتبر الفنان التشكيلي هشام بلخضر ابن مدينة عين ببوش بأم البواقي، بأن النحت كفن لم يعرف طريقه للولايات الداخلية التي لا تحسن قراءة لوحات فنية تظل مجهولة لديهم، ويدفعهم ذلك للابتعاد عن لوحات عصرية والتوجه نحو لوحات تنقل صورا واضحة المعالم، كما يبين المتحدث بأن النحات اليوم مجهول لدى كثير من الناس، على عكس فنانين آخرين برزوا لتوجه الجميع نحو فنهم.الفنان التشكيلي عصامي التكوين المتمرس على مبادئ المدرسة الدادئية، وفق إلى حد بعيد في إنتاج منحوتات بتركيبات فنية تتركز في الأساس على المواد التي يتم التخلي عنها، أين يقوم باسترجاعها ويجددها ليبعث فيها الأمل بعد إعادة تكوينها ليخلق منها مجموعات من أشكال ولوحات فنية.هشام بلخضر يرى بأن فن النحت في رواج مستمر ومنحاه في شكل تصاعدي من يوم لآخر، معتبرا الصالون الذي احتضنته دار الثقافة نوار بوبكر بأم البواقي، مختص بامتياز في النحت ويهدف لتقريب الطابع الفني للمتلقي البسيط، مشيرا بأنه على مستوى المدن الكبرى النحت كفن يعرف رواجا كبيرا، على عكس ما هو عليه في الولايات الداخلية.
مضيفا بأن ما يلاحظ عند تنقلاته بين صالون وآخر، أن المتلقي يجد صعوبة في فهم لوحات تترجم الفن العصري، وهي اللوحات التي لا يتفاهم معها، ويبقى المتلقي مذهولا أمامها، ويعتبرها في مقابل ذلك غريبة ولا يتفاعل معها كونها لم يقرأها جيدا، فالتقنيات الجديدة كسرت ردة فعل المتلقي البسيط، الأمر الذي دفعه للتركيز على المدرسة الواقعية والسعي لتضمين لوحاته أشكالا تعبيرية تترجم الوضع المعيشي. الفنان اليوم يعيش –بحسب بلخضر- التهميش في جميع الاختصاصات سواء في النحت أو في الفن التشكيلي وغيره، وهذا التهميش جاء نتيجة توجه الجميع من متلقين وغيرهم تجاه طابع معين، وفي بلديته التي يقطن بها يعتبر نفسه غير معروف حتى وسط أهله، فمؤخرا احتضنت دار الثقافة نوار بوبكر طبعة فنية لفن “الهيب هوب” وتلاميذه المتربصين بالمركب الرياضي بعين ببوش التقطوا صوار لهم رفقة الفنانين المشاركين غير أنهم لم يلتقطوا ولا صورة معه، كونه لا يزال مجهولا لديهم.

الفنان الفلسطيني زكي سلام
سـوء فـهمـه عـرقـل وصـولـه لـلمتلـقي
يكشف الفنان التشكيلي زكي سلام بأن فن النحت أصعب الفنون التشكيلية على الإطلاق في ظل المعطيات التي تحيط به، معتبرا بأن سوء فهم هذا الفن تسبب في عرقلة وصوله للمتلقي بشكل واضح، خاصة في ظل تضارب الآراء بين محلل ومحرم. زكي سلام الفلسطيني النحات الذي تدرج في دراسة فنه إلى غاية الدراسات العليا، والأستاذ سابقا بمدرسة الفنون الجميلة بدمشق، اختار الجزائر ليستقر بها منذ ما يزيد عن 5 سنوات، صاحب رصيد فني في تخصصه تجاوز 60 عملا وأكثر من 10 صالونات، وعن موقع فن النحت اليوم بين بقية الفنون قال المتحدث بأن فن النحت عبر العالم من بين الفنون التشكيلية التي تعاني صعوبات جمة، كونه يحتاج إلى زمن أطول ومعدات أكبر و مساحة تخزين أكبر وهو الأصعب في النقل وفي التخزين كذلك، فهذه الصعوبات تجعل النحت في تراجع عبر العالم. وفي العالم العربي يرى الفلسطيني سلام بأن سوء فهم فن النحت من خلال قضية التحليل والتحريم تعتبر واحدة من أهم المعيقات، مؤكدا بأنه مسلم ويرى الفن بأنه حلال وله حجته في ذلك، مبينا بأنه يعمل في كثير من المرات على مواضيع يراها طريقه الأمثل في النضال فهو اختار الطريقة الثقافية للنضال. المتحدث دعا المؤسسات الثقافية لبذل مجهود أكبر لإعطاء فرصة مدروسة للنحت كي يتطور، فعدة وسائل توجد في هذا الاتجاه، انطلاقا من تنظيم ملتقيات والعمل على تبادل خبرات بين فنانين عالميين وفنانين محليين، إضافة إلى تنظيم تربصات للطلبة خارج الوطن للاحتكاك بالخبرة الأجنبية في هذا المجال، فالمؤسسات بحسب الفنان زكي تلعب دورا في المحافظة على ريادة النحت لجميع الفنون، من خلال منحه فرصة للبروز أكثر أو تركه محاطا بظروفه.
وعن النظرة التي يقابل بها الفنان النحات، أكد زكي سلام بأن العرب جميعا خاصة الرسميين منهم، وصلوا لفكرة مفادها أن المغنيين والراقصين هم الفنانون والباقي يعتبرون مجرد “أكسسوارات” للفن وهي كما وصفها “الكارثة”.
زكي بين بأنه يثمن الفنون الأخرى غير أن الفن التشكيلي جزء من الفنون التي تحتاج لثقافة عميقة أكثر من بقية الفنون، وعن المنتجات الفنية للنحات فتبقى بقيمتها الحقيقية فهو مثلا كفاه النحت لتغطية مصاريف معيشته.

الرجوع إلى الأعلى