حوامل أولاد عسكر يعانين بسبب غلق عيادة التوليد
طالب سكان بلدية بوسيف أولاد عسكر  بجيجل من السلطات الولائية، النظر في إعادة فتح قاعة التوليد، المغلقة منذ التسعينيات، بعدما كانت تقدم مساعدات طبية للنساء الحوامل في المنطقة و من البلديات المجاورة.
و زادت الحادثة الأخيرة التي وقعت لسيدة حامل من مخاوف السكان، حيث أغلقت الثلوج مختلف الطرق إلى مقر إقامتها، مما صعب من عملية نقلها، حيث تطلب الأمر ساعات طويلة من الجهد، فيما أشار مدير الصحة بأن مطالب  سكان بلدية أولاد عسكر مشروعة، و لكن اعتبر أن نقص عدد القابلات و المحيط الأمني الصحي بالعيادة لا يسمح بفتح العيادة في الفترة الحالية.
و أثناء تنقلنا إلى بلدية بوسيف أولاد عسكر الجبلية، التي تقع على بعد 55 كلم جنوب شرق مدينة جيجل،  ذكر السكان أنهم يجدون صعوبة كبيرة في نقل مرضاهم، خصوصا النساء الحوامل، بسبب بعد المسافة و صعوبة المسالك المؤدية من القرى و المداشر، نحو مقر البلدية، لتبدأ  بعدها معاناة متكررة في البحث عن وسيلة نقل إلى مستشفى الطاهير، و هو  المرفق الصحي الوحيد الذي توجد به مصلحة للتوليد.
حديث أغلب السكان بالبلدية تمحور حول  أهمية إعادة فتح عيادة التوليد بالمنطقة الجبلية، و قال مواطن بأنه عانى كثيرا منذ أيام  لما حان موعد وضع زوجته لمولودها، ما جعله يبحث عن سيارة نقل غير قانونية «كلوندستان»،  لنقلها إلى المستشفى مقابل 2500 دينار. و أضاف أنه كان  قبل وضع زوجته لحملها دائم التنقل بها من قريته التي تبعد بحوالي 40 كلم إلى مستشفى الطاهير، مؤكدا بأن غالبية المواطنين بالمنطقة يعيشون نفس الوضعية.
و أشار شيخ أن قاعة الولادة التي كانت موجودة بالعيادة متعددة الخدمات بأولاد عسكر، كانت تقدم خدمات جليلة لسكان البلدية و البلديات المجاورة على غرار بوراوي بلهادف و برج الطهر، و قد أغلقت أبوابها في التسعينيات جراء الظروف الأمنية التي مرت بها المنطقة، و لكن لم يتم فتحها رغم وجود قرار وزاري صادر في 10 فيفري 2011، يتضمن إعادة فتح تلك المصلحة في  المرفق الصحي.
 وأبدى عدد من السكان مخاوفهم على زوجاتهم و بناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، حيث  أخبرنا أحمد أنه ترك زوجته الحامل لدى أحد أقاربه منذ فترة طويلة خوفا عليها من تقلبات الأحوال الجوية، مما جعله يوميا  يتنقل ما بين الطاهير و مقر سكناه  ليتفقدها.
و تذكر البعض حالات أمهات وضعن مواليدهن على الطريق، أثناء نقلهن إلى المستشفى، و أثناء تواجدنا بالمكان صادفنا رب عائلة يتحدث مع أحد أصحاب سيارات «الكلوندستان» الذي كان برفقتنا،  و طلب منه إن كان  يستطيع نقله إلى مستشفى الطاهير  لأن زوجته تعاني من آلام شديدة، و هي حامل  لجنين في شهره الخامس، لنغتنم الفرصة في الحديث مع المريضة  التي أخبرتنا أنها صارت تخاف كثيرا من أن تنجب أولادا، نظرا لحادثة سابقة كادت أن تفقد فيها جنينها. وأوضح بعض السكان أن عدد المواليد بالمنطقة يعادل الخمسة أسبوعيا، لكون المنطقة ذات كثافة سكانية تفوق 13 ألف نسمة، و عبر العديد منهم عن تفكيرهم في الهجرة من   المنطقة نهائيا، و الاستقرار بالمدن بسبب توفر ظروف صحية أفضل. وتطرق السكان في بلدية أولاد عسكر إلى الحادثة الأخيرة التي وقعت خلال العاصفة الثلجية الأخيرة، أين كادت امرأة حامل أن تفقد حياتها  بعد قطع الثلوج للطريق المؤدية إلى قرية أولاد عربي، مما دفع بالجيران إلى نقلها وسط الثلوج على مسافة 2,5 كلم، و  تطلبت وضعيتها الحرجة استنفارا وسط سكان القرية لتقديم يد المساعدة لها، و ناشد السكان السلطات الولائية و وزير الصحة من أجل التدخل لرد الاعتبار لقاعة التوليد بالعيادة، حتى  تتقلص مخاوفهم من  الخطر الذي يهدد الحوامل بالمنطقة.
نقلنا انشغال سكان بلدية بوسيف أولاد عسكر إلى مدير الصحة لولاية جيجل، فأكد أن مطالب السكان مشروعة، و لكنه  أشار إلى عدم إمكانية إعادة فتح مصلحة الولادة في الوقت الحالي، بسبب نقص العنصر البشري المؤهل  من القابلات، و كذا عدم توفر الشروط الأمنية الصحية بالمصحة و المتعلقة بعمليات التوليد، و التي من الممكن أن تسبب خطرا على الجنين و الأم.
و قال المسؤول بأن مشكل انعدام الطاقم الطبي المتخصص يطرح بشكل كبير على مستوى معظم مستشفيات الولاية، مؤكدا بأنه في حالة  تحسن الأوضاع مستقبلا، و الحصول على طاقم طبي بالعدد الكافي عبر مختلف المستشفيات، ستتم إعادة تأهيل القاعة لاستقبال النساء الحوامل، مؤكدا بأن ذلك ضمن أولويات القطاع.
كـ.طويل

الرجوع إلى الأعلى