عبد الحميد شْكِيَّلْ

« الشّكلُ هُوَ تَغييرُ سُرْعَةِ الأَلْوانْ»
«مالكوم دي كزال»

ريحٌ..
أَرَى الرِّيحَ..
تَنْهَشُ رَغَدَ حَبَقِي..
أَرَى الـمَرايَا..
مُعَلَّقَةً فِي سَمَاءِ الرِّمَمِ..
أَرَى الوَطَنَ..
يـَ
تَـ
دَ
لَّ
ى
مـَحْفُوفًا بِشَبِيهِ الصِّفَاتْ..
أَرَى الـمَاءَ..
الذِي ِمِنْ لَـمْعِهِ لا يـَخَافْ..
أَرَى الرَّاجِـمَاتْ..
تَقْصِفُ هذا الغُثَاءَ النِّطَافْ..
أَرَى نَبْتَةَ العَصْفِ..
تَـمُرُّ سَريعًا،
إِلَى صَخْرَةِ الوَقْتِ، دُونَ انْعِطَافْ..
أَرَى اللَّيْلَ الهَاطِلَ،
يُذَوِّبُ أَحْبَابَهُ الذِينَ ذَابُوا فِي نَوبَةِ الانْصِرَافْ
أَرَاكُمْ تَـخْرُجُونَ جَـميعًا..
مِنْ ضَنَكِ هَذِي السِّنينَ العِجَافْ.. !!

لَيْلٌ..
اللَّيْلُ يُتَرْجِمُ،
أَصْدَاءَ وَرْدَةٍ،
تَسْتَحِمُّ..
فِي بِرْكَةٍ مِنْ ضِيَاءْ.. !!

سَماءٌ..
السَّمَاءُ
زُرْقَةٌ نَاجِزَةٌ..
تُطِلُّ عَلَى كَمَدٍ
يَتَعَالَى مِنْ وَثَبَاتِ نُعَاسْ..

يَقَظَةٌ..
اليَقَظَةُ..
اسْتِرَاحَةُ الـمِرْآةِ
إِذْ تَذْهَبُ إِلَى حُلُمٍ
فِي أَضَابِيرِ..
مِنْ كَلَامِ شُعَراءٍ..
يـَحْرُثُونَ في مِياهِ العَدَمْ.. !!

صَوابٌ..
الصَّوابُ..
مَزِيَّةُ الطَّلْقِ
إِذْ يَتَوَارَى –ضَجَرًا-
..فِي غُبَارِ مُتَسَوِّلٍ
يـَخْرُوجُ مَذْعُورًا
مِنْ بُرْجِ الـحُوتْ.. !!

نِسَاءٌ..
النِّسَاءُ..
خَطَأٌ يـَحُثُّ السَّيْرَ،
نَـحْوَ صَوَابٍ..
يَتَهادَى عَلَى حَوَافِّ الرَّجْمِ.. !!

ذِكْرَى..
الذِّكْرَى..
كُلَّمَا أَوْجَعَتْهَا تُرَّهَاتـِهَا:
دَخَلَتْ مِطْحَنَةَ الفَوْلِ،
مُزَمَلَّةً بِغَيْثِ النِّسَاءِ،
وَ هُنَّ
يَتَوَاثَبْنَ
مُنْزَلِقَاتٍ
فِي وِجَاقِ الطَّلَلْ.. !!

عُيُونٌ..
العُيُونُ..
لا تَرَى إِلَى القَبِيحَةِ
إِلاَّ صَوَاباً،
أَخْطَأَهُ الصَّوابُ..
و هُوَ يَتَدَبَّرُ،
حِكْمَةَ الانْبِهارْ.. !!

سُلَحْفَاةٌ..
السُّلَحْفَاةُ
-وَ هِيَ تـَخِبُّ-
لا تَرَى إِلَى ظِلِّهَا الـمُقَبَّبِ.
مُتَرَصِّدًا شَغَفَ الرُّؤْيَا.. !!

مَرَايَا..
الـمَرَايَا..
تَلْحَسُ ظِلَّهَا الرَّنِينَ،
مُشْرَئِبَّةً إِلَى مُكَعَّبَاتِ الـمَاءِ
تـَ
تـَ
هَـ
ا
طَ
لُ - شَبَقًا -
عَلَى مَقَامَاتِ الـحَرِيريِّ.. !!

زَوَايَا..
الزَّوَايَا..
غُبَارُ الأَرْجُلِ الضَّلِيعَةِ
إِذْ تَتَدَاعَى،
إِلَى مَعِينِ القَصْدِ
مُزَنَّرَةً بِوَقْعِ الـمَشَّائِينْ.. !!

وَجْدٌ..
الوَجْدُ..
عَبَقُ التَّرانِيمِ
مُطِلَّةً عَلَى سُفُوحِ الـمَعْنَى،
مُتَمَاوِجًا
مِنْ سـَمَوَاتِ
الارْتِـجَاجْ.. !!

سَمَواتٌ..
السَّمَوَاتُ..
عَثْرَةُ الآفَاقِ،
تـَخِبُّ إِلَى وَمْضَةِ زَبَرْجَدٍ..
ازْوَرَّ من «مُـخَاطَبَاتِ» «النّفرّي...»
مُتَطَلِّعًا إِلَى نِسَاءِ «الـمَوَاقِفِ»
و هُنَّ يَدْرُجْنَ...
إِلَى «جُبَّةِ الـحَلاّجِ»
مُضَرَّجًا بِوَرْدَةِ «الشِّبْلي»

رَجَاءٌ..
الرَّجَاءُ..
خُطْوَةٌ  مَـ ذْ عُـ و رَ ةٌ..
تُطِلُّ عَلَى رُكَامِ الذِّكْرَى..
مُسْرَجَةً بِأُفُقِ،
الانْبِسَاطِ الأَخِيرْ..

صَفَاءٌ..
الصَّفَاءُ..
جَذْوَةُ النَّهَارَاتِ..
إِذْ تَتَنَكَّبُ فَرْوَتَـهَا..
مُـجْتَازَةً صَبْوَةَ الأَيقُونَاتِ..
مَعِينُ الـمَاءِ..
إِذْ يَتَعَاضَدُ..
مُتَدَفِّقًا فِي طَيْلَسَانِ الرَّشَاقَةِ.. !!

تَفَاصِيلٌ..
هَلْ تَسْمَعينَنِي أَيَّتُهَا الرِّيحُ..
وَ أَنْتِ فِي طَرِيقِكِ إِلَى أَرْضِ البَيَارِقِ
لِتُطِلِّي عَلَى غَابَةِ الأُرْزِ .. أَرْضِ جَلْجَامِشْ..
مُقْتَحِمًا خَطَرَ التَّفَاصِيلِ..
مُهَوِّمًا عَلَى جُرُفٍ..
يَتَضَاءَلُ كُلَّمَا عَوَتِ الذِّئَابُ..
التي في خَشَاشِ اللُّغَةِ..
إِذَنْ:
لـِمَاذَا لا نَصْدَحُ في قِفَارِ اللُّغَاتِ..؟
ولـِمَاذَا لا نَطْلَعُ مِنْ مَنَازِلِ ضَوْءٍ
مُزَمَّلينَ بِالرَّفَاهِ،
الذي في بَسَاتِينِ الكُتُبْ..؟

وَرْدَةٌ..
هَلْ تَرَيْنَنِي ..
أَيَّتُهَا الوَرْدَةُ..
و أَنْتِ تَتَفَرَّجِينَ عَلَى مَزَارِعِ القَحْطِ..؟
هَلْ تَرَيْنَ مَنَاجِلَ الـهَتْكِ،
و هِيَ تَتَدَافَعُ في عَصَائِبَ مِنْ غُبَارٍ..؟
يَـخْرُجُ مِنْ أَحْقَابِ تَارِيخِ القَتْلِ،
الذِي تَشِي بِهِ كُتُبُ العَرَبْ.. !!

بونة الجميلة: 02-12-2013

الرجوع إلى الأعلى