استغل رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم «فاف» خير الدين زطشي، فرصة الاجتماع الذي عقده المكتب الفيدرالي أول أمس لوضع النقاط على الحروف بخصوص قضية الناخب الوطني، لتفضي الجلسة إلى تزكية وبالإجماع لقرار تعيين التقني الإسباني لوكاس ألكاراز على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، من دون تسجيل أي اعتراض من طرف أي عضو من أعضاء المكتب.
المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر جد موثوق، تؤكد بأن ألكاراز الذي كان حاضرا بمركز سيدي موسى، لم يشارك في أشغال اجتماع المكتب الفيدرالي، بسبب تزامن موعد هذه الجلسة مع انطلاق تربص منتخب المحليين، الأمر الذي جعل رئيس الفاف يعتذر نيابة عنه، و يكتفي بالإعلان عن الخطوط العريضة للعقد الذي أبرمته الإتحادية مع هذا المدرب، مع تعريجه أيضا على دوافع هذا الإختيار، و التي يبقى من أبرزها ـ على حد قول زطشي ـ « الرغبة الكبيرة لهذا التقني في تجسيد مشروع عمل طموح في الجزائر، بالإستثمار في المواهب الشابة».
و استنادا إلى ذات المصدر فإن رئيس الفاف عمد في هذا الإجتماع إلى تفنيد الأخبار التي تناقلتها الكثير من وسائل الإعلام، و التي تحدثت عن حدوث انقسام بين أعضاء المكتب الفيدرالي بسبب قضية إختيار الناخب الوطني، و كأن ألكاراز لم يكن يحظ بالإجماع، ليكون رد الهيئة التنفيذية للفاف بتزكية مطلقة لهذا التقني، سيما و أن المكتب الفيدرالي كان خلال الإجتماع الأول قد منح بطاقة بيضاء للجنة المكلفة بملف المنتخب الوطني للحسم في هذه القضية.
من هذا المنطلق فقد صرح زطشي لأعضاء مكتبه بأن إختيار ألكاراز لم يكن قرارا انفراديا، بل جاء نتيجة مشاورات حثيثة بين أعضاء اللجنة الفيدرالية التي تم تكليفها بهذا الملف،  و ذلك بمراعاة حاجيات الكرة الجزائرية في المرحلة الراهنة، و كذا رزنامة الاستحقاقات القادمة.
على صعيد آخر كشف مصدر النصر بأن المكتب الفيدرالي أرجأ في جلسته أول أمس الفصل في قضية مساعد ألكاراز و كذا مدرب الحراس، مع الرمي بالكرة في مرمى اللجنة الفرعية التي أسندت لها مهمة متابعة الجانب التقني للمنتخب الوطني (أكابر)، و هي اللجنة التي تتشكل من عبد الحكيم مدان و جهيد زفزاف، حيث سيعقد هذا الثنائي جلسة عمل مع ألكاراز في غضون الساعات القليلة القادمة، قبل النظر في السير الذاتية الموضوعة قيد الدراسة على طاولة الفاف، لأن زطشي ـ يضيف مصدرنا ـ ألح على ضرورة الحصول أولا على موافقة الناخب الوطني لترسيم الصفقة، سواء بالنسبة للمساعد أو مدرب حراس المرمى، كون رئيس الفاف يخشى طفو مشاكل على السطح بسبب التباين في وجهات النظر، أو الاختلاف في سياسة العمل المنتهجة.
ص / فرطـــاس

منح الهيئة التنفيذية سلطة القرار و إلحاح على مبدأ التحفظ
جسدت أشغال المكتب الفيدرالي، سياسة العمل الجديدة التي ينتهجها الرئيس خير الدين زطشي، منذ توليه منصب رئاسة الفاف، و الرامية بالأساس إلى منح الهيئة التنفيذية سلطة القرار بخصوص مستقبل كرة القدم الجزائرية، و حصر ذلك في أعضاء المكتب الفيدرالي المنتخبين، دون غيرهم من باقي الأطراف الفاعلة.
و ما يجسد هذا الطرح إقدام رئيس الفاف على تقسيم أشغال الجلسة على مرحلتين، الأولى كانت في الفترة الصباحية، و التي عرفت مشاركة رؤساء الرابطات الجهوية، في اجتماع موسع خصص أساسا للاستماع إلى انشغالات رؤساء الرابطات، سيما ما يتعلق بتسيير بطولات الهواة و الفئات الشبانية، و تواصلت أشغاله إلى غاية الساعة الثانية زوالا، قبل أن يقرر زطشي تسريح رؤساء الرابطات.
أما المرحلة الثانية من الاجتماع، فقد كانت أشغالها حكرا على الأعضاء المنتخبين في المكتب الفيدرالي،   و التي انطلقت في الثالثة بعد الزوال و امتدت إلى غاية العاشرة ليلا، لأن زطشي خصصها لتقديم الخطوط العريضة لبرنامج عمل كل لجنة فيدرالية.
هذا الإجراء يكشف عن الإستراتيجية الجديدة التي قرر رئيس الفاف انتهاجها في تسيير الاجتماعات الدورية للمكتب الفيدرالي، و ذلك بتقليص دائرة النقاش في القضايا التي تخولها سلطة القانون، لأعضاء الهيئة التنفيذية دون غيرهم من رؤساء الرابطات، ليضع بذلك زطشي نقطة النهاية للسياسة التي كان معمولا بها في عهد سابقه محمد روراوة، لما كانت مشاركة رؤساء الرابطات الجهوية في الاجتماعات الموسعة، تشكل كل النقاط المدرجة في جدول الأعمال، و كأن هذه المجموعة كسبت صفة العضوية في المكتب الفيدرالية بصورة آلية.
و في سياق متصل أوضح مصدر جد مقرب من الفاف للنصر أمس، بأن زطشي طالب أعضاء مكتبه بضرورة التحلي بروح المسؤولية، و التزام مبدأ التحفظ في الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، لأن برنامجه المسطر يهدف إلى سد قنوات تسريب المعلومات الخاصة بالمكتب الفيدرالي، و جعل الموقع الرسمي للفاف المصدر الوحيد للحصول على كل الأخبار المتعلقة بالقرارات المتخذة، دون الخوض في تفاصيل الاجتماعات التي تعقدها الهيئة التنفيذية.

أشعر الفيفا بقضية تعويضات إلغاء الصفقة
صرف النظر عن مشروع فندق الفاف و تحويل 450 مليارا لإنجاز مراكز التكوين
قرر المكتب الفيدرالي إلغاء الصفقة التي كانت مبرمة مع شركة «المقاولون العرب» المصرية، والمتعلقة بإنجاز مشروع فندق الفاف 4 نجوم، مع صرف النظر نهائيا عن هذا المشروع، مقابل التعجيل بإشعار الفيفا بهذا القرار في محاولة لإيجاد حل وسط بشأن التعويضات المادية التي تطالب بها الشركة المعنية كضرر عن الإلغاء، سيما و أن تسجيل العملية كان بموافقة الإتحاد الدولي لكرة القدم، و مصاريف الدراسة التقنية كانت على عاتق هذه الهيئة الكروية العالمية.
وحسب مصدر جد مقرب من المكتب الفيدرالي، فإن زطشي عرج على هذه النقطة عند تطرقه إلى المشاريع التي يعتزم تجسديها على المديين المتوسط والطويل، إذ اعتبر عملية تسجيل فندق تابع للفاف ليست من الأولويات الراهنة، في ظل وجود مقرين للإقامة على مستوى مركز سيدي موسى، ليطلب من أعضاء المكتب دراسة فكرة تعليق مشروع تشييد الفندق، وتوجيه الأموال المرصودة له إلى الاستثمار أكثر في مراكز التكوين، بقيمة إجمالية تقارب 450 مليار سنتيم.
وأضاف مصدرنا بأن زطشي طلب من جهيد زفزاف التكفل بمتابعة هذا الملف، وذلك بالتعليق الفوري للصفقة المبرمة مع الشركة المصرية، على اعتبار أن زفزاف كان يشغل منصب مسير الشركة الإقتصادية التي استحدثتها الإتحادية شهر فيفري 2015، بهدف تسيير مشروع الفندق، بتكلفة قدرها 1 مليار سنتيم، وغلاف مالي أولي موجه للتشييد بقيمة 75 مليار سنتيم.
كما طلب رئيس الفاف من زفزاف إشعار الفيفا بقرار إلغاء الصفقة من طرف واحد، وصرف النظر كلية عن فكرة إنجاز مشروع الفندق، سعيا لتدخل هذه الهيئة لفض النزاع الذي قد يطفو إلى السطح بخصوص التعويض المادي الواجب منحه للشركة، لأن الصفقة يؤكد أحد بنودها حق التعويض في حال الإقدام على فسخ عقد التعامل، بقيمة تقارب مليون دولار كتعويض، خاصة وأن شركة «المقاولون العرب» كانت تتأهب للانطلاق في أشغال الإنجاز.

ولد زميرلي سيساعده في تنفيذ  برنامج العمل
ترسيم تعيين كوسة على رأس لجنة التحكيم و تغيير شامل في التركيبة
وضع رئيس الفاف خير الدين زطشي نقطة النهاية للخلاف الذي طفا على السطح، بخصوص المهام و الصلاحيات داخل اللجنة الفيدرالية للتحكيم، و ذلك بالتزكية العلنية لمسعود كوسة كمسؤول أول عن سلك التحكيم، تنفيذا للقرار الذي اتخذه المكتب الفيدرالي في اجتماعه السابق.
تزكية كوسة للشروع في عمله كرئيس للجنة الفيدرالية خلفا لحموم، كانت بمثابة المؤشر على النجاح في إذابة الجليد الناتج عن برودة العلاقة بين الطرفين في الآونة الأخيرة، خاصة بعد سوء التفاهم الذي حدث بين الرجلين عشية التقاء رئيس الفاف بحكام النخبة، و لو أن جلسة أول أمس عرفت قرارا جديدا في هذا الشأن، يتمثل في تكليف نائب رئيس الإتحادية بشير ولد زميرلي، بمرافقة كوسة في خطوات تجسيد برنامج العمل، خاصة في المراحل الأولى.
بالموازاة مع ذلك رفض زطشي الخوض في قضية مختار آمالو، العضو الذي كان مكلفا بالتعيينات، إذ اكتفى رئيس الفاف برمي الكرة إلى معسكر كوسة، و أكد له بأن ضبط التركيبة الرسمية للجنة الفيدرالية، يكون بالتشاور مع كل الأطراف الفاعلة في السلك، مع تجنب العمل بالعاطفة، أو اللجوء إلى تصفية الحسابات، و لو أن احتفاظ آمالو بمنصب عضو في اللجنة أصبح مرهونا بتزكية كوسة، مادام زطشي قد أشعر المعني بأن المهمة التي أوكلت له محددة، و فترتها لن تتعدى نهاية الموسم الجاري على أقصى تقدير، رغم أن آمالو كان قد بادر إلى ضم بن علي إلى تركيبة لجنة التعيينات دون إشعار رئيس اللجنة الفيدرالية، الأمر الذي فجر أزمة داخل المكتب الفيدرالي.
على صعيد آخر أكد مصدر النصر بأن كوسة و بالموازاة مع ضبط برنامج عمله، قدم خلال إجتماع أول أمس التركيبة المقترحة من طرفه بخصوص الأعضاء الذين يعتزم ضمهم إلى اللجنة، في صورة محمد بيشاري، الذي يبقى مرشحا للتكفل بالتكوين، إضافة إلى الثلاثي الدولي المعتزل، بن عروس، بوسناجي    و طاهير، إضافة إلى بلقاسم الهواري و سعيد فداوي، بعد ترسيم الاستغناء عن كل من مزاري و كرية،    و لو أن رئيس الفاف- يضيف مصدرنا-، فضل عدم ترسيم هذه التركيبة و طلب من كوسة التفكير أكثر    والتشاور مع ولد زميرلي قبل ضبط القائمة النهائية، لأن سلك التحكيم حساس، ومهام أعضاء اللجنة موزعة بين التكوين، المراقبة و التعيينات.

قرباج يرسّم استقالته
أثار غياب رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج عن إجتماع المكتب الفيدرالي الكثير من التساؤلات، سيما وأنه جاء بعد 24 ساعة من غيابه عن مراسيم تسليم درع بطولة الرابطة المحترفة الثانية لنادي بارادو، و لو أن كل التخمينات صبت بهذا الغياب في خانة ترسيم قرباج للاستقالة التي كان قد لوّح بها منذ نحو شهر.
ولعل ما يؤكد بأن أيام قرباج على رأس الرابطة أصبحت جد محدودة التعليمات التي أعطاها رئيس الفاف خير الدين زطشي للأمين العام للرابطة المحترفة فوزي قليل بخصوص الحرص على برمجة الجمعية العامة الإستثنائية في الآجال المحددة ( يوم 17 ماي 2017)، لأن هذا الموعد سيكون محطة لترسيم إنسحاب قرباج من منصبه، مع فتح باب الترشيحات لخلافته.
ص / فرطــاس

نهائي كأس الجزائر مبدئيا يوم 20 ماي
إقترح المكتب الفيدرالي تاريخ 20 ماي الجاري موعدا مبدئيا لإجراء نهائي كأس الجزائر في طبعتها الحالية، في إنتظار ضبط التاريخ الرسمي بالتنسيق مع الرابطة المحترفة، وفقا للرزنامة المكثفة التي حددتها لنهاية الموسم المراطوني لبطولة الرابطة المحترفة الأولى.
وحسب مصدر النصر فإن زطشي كشف في إجتماع أمس الأول بأن نهائي الكأس لن يجرى في شهر رمضان المعظم، و ذلك لأسباب تنظيمية بحتة، لذا فإن الفاف أصبحت تسعى للحسم في هذه الإشكالية بإعتماد برمجة استثنائية تسمح لها بإجراء المباراة النهائية قبل حلول شهر الصيام، و إلا فإنها ستجبر على تأخير نهائي هذه المنافسة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك.
إلى ذلك فإن الإشكال الذي اصطدمت به الاتحادية في ضبط هذه البرمجة يتمثل في مشاركة مولودية الجزائر في كأس الكاف، و دخولها غمار دور المجموعات يوم 12 ماي، الأمر الذي قد يحول دون برمجة مقابلتي نصف النهائي في أسرع وقت ممكن، و هي قضايا طالب زطشي بضرورة الفصل فيها عاجلا بالتشاور بين رئيس اللجنة المكلفة بكأس الجزائر و الرابطة المحترفة، و إذا اقتضى الأمر تمديد دائرة المحادثات إلى إدارة الفريق المعني بحثا عن حل يرضي كل الأطراف.

الرجوع إلى الأعلى