أصل فن الشعبي هي قصائد بن خلوف و عبد القادر الخالدي
أكد مطرب الأغنية الشعبية معزوز بوعجاج، أن أصل فن الشعبي هي قصائد لخضر بن خلوف وعبد القادر الخالدي وغيرهم من شعراء الملحون بمستغانم، مضيفا أنه على الشباب اليوم أن يبدع مثل سلفه ولا يكتفي بالتقليد و معتبرا بأن الأغنية الشبابية الحديثة باتت تشكل خطرا على الطبوع الغنائية الأصيلة بسبب رواج سوقها على حساب الفن الحقيقي.
الفنان خص النصر، بحوار مقتضب على هامش حضوره فعاليات إفتتاح الطبعة العاشرة لمهرجان الأغنية والموسيقى الوهرانية، حاول أن يتجاوز خلاله مرضه و تعبه ليتحدث عن واقع الأغنية الوهرانية و الفن الجزائري عموما.
ـ النصر: الأغنية الوهرانية فقدت مؤخرا عميدها بلاوي الهواري، هل من كلمة؟
ـ معزوز بوعجاج: بلاوي كان أخي ورفيقي في الجولات الغنائية خاصة في السنوات الماضية، هو واحد من عمالقة لغناء و التلحين الذين تركوا بصمتهم في الموسيقى العربية كلها، لأنه أول من أضاف ربع المقام على آلة القيتار، والمهرجان هو فرصة لإحياء ذكراه ونقلها للأجيال القادمة، كما أن هذه المناسبة الفنية تعد فرصة لتأطير الشباب حملة المشعل لمواصلة المسيرة.
ـ ما رأيكم في الموجات الغنائية الشبابية؟
ـ الشباب جزء من هذا المجتمع الذي يميزه القلق في كل نواحي الحياة، حتى في الغناء والموسيقى ما ينعكس اليوم من خلال الأغاني الريتمية السريعية التي تنطفئ بأقصى سرعة، كونها غير مبنية على دراسة وتمعن ومتابعة وغيرها، فهؤلاء أصبحوا يخلقون أنواعا غنائية بعيدة عن أصالة الأغنية الجزائرية عموما وهذا بمزجها بموسيقى غربية وأخرى لا معنى لها، وحتى بعض الأصوات التي تحاول السير على خطى الأسلاف لا زال تعتمد على التقليد، ولا تصنع لنفسها طابعا خاصا يميزها يكون إضافته فنية للأغنية والموسيقى الجزائرية.
ـ هل يعني هذا أن وضع الأغنية والموسيقى الجزائرية في خطر؟
ـ لا لحد الآن ليس في خطر لأن مثل هذه المهرجانات هي فرصة وموعد لتجديد التواصل مع الأصالة والمحافظة على التراث، ولكن يجب الحذر من عدم التجديد أيضا لأن البقاء في النموذج القديم قد يقتل الأغنية والموسيقى، والمهرجانات اليوم تفرض على الشباب تقديم الجديد ضمن قالب أصيل وهنا تكمن أهميتها ودورها في حماية التراث اللامادي الجزائري.  
ـ بالعودة لطابع الشعبي، كيف يمكن المحافظة عليه في ظل هذه الموجات الشبابية الجديدة؟
ـ في الحقيقة كل الطبوع مهددة منها الشعبي الذي أصبح أيضا يؤدى بقصائد مبتورة ومنها التي لا تخدم المعنى، نحن كنا نأخذ القصيدة من كاتبها و نسميه الشيخ، ونحفظها ونتمعن في معانيها قبل أن نؤديها، أما اليوم فأصبحت دواوين الشعر الملحون تباع في الأسواق بقصائد مبتورة أي من جمعها ترك بعض أبيات القصيدة على أصلها وتصرف في الباقي بدافع تجاري، لتكون الأغنية مناسبة للأداء في نصف ساعة أو أقل، بينما القصائد الأصلية يتطلب غنائها أكثر من ساعتين وبكلمات ذات معاني تصلح المجتمع وتنشر الوعي والعلم.
 أغلب من كتبوا القصائد مثل لخضر بن خلوف، الشيخ الخالدي وغيرهم كانوا رجالا فاعلين في المجتمع ومجاهدين ولم يكونوا جالسين في زوايا الطبيعة ويكتبون هكذا فقط، بل قصائدهم من واقع معيشتهم ونضالهم وجهادهم ضد المستعمر من عهد الإسبان لغاية الفرنسيين.
ـ كيف فرضت الأغنية الشعبية نفسها في مستغانم والغرب الجزائري عموما رغم هيمنة طابعي البدوي و العصري ؟
ـ من الخطأ الاعتقاد أن الشعبي مصدره وسط البلاد، بل منبعه مستغانم من خلال قصائد بن خلوف والخالدي وغيرهم من الشيوخ الذين كانوا أسيادا  لقصائد الشعبي والملحون عبر التاريخ، ولكن مطربوا وسط البلاد كانوا يأخذون القصائد ويؤدونها بطرق خاصة وموسيقى كانت تعتبر حديثة في زمنهم. بينما في مستغانم يوجد بعض مغني الشعبي الذي يؤدون هذا اللون الأصيل وفق طابع المنطقة، وهنالك جمعيات تسعى لتكوين الشباب في هذا الطبع الغنائي، أما بوهران فأخذو القصائد كذلك وصنعوا منها طابعا خاصا أصبح يسمى الأغنية الوهرانية وكل هذا ثروة لا مادية في التراث الجزائري وإضافة يجب أن تتواصل بالاعتماد على الإبداع وتجنب التقيد بالتقليد.
ـ هل لديكم مشاريع لتأطير هؤلاء الشباب أو إنتاج جديد؟
ـ في الحقيقة أنا أقدم النصائح والتوجيهات للذين يقصدونني أو الذين ألتقي بهم في الجمعيات أو المناسبات، ولكن بحكم تقدمي في السن لم أعد أقوى على المثابرة و التأطير المتواصل، و في الوقت الحالي ليس لدي أي جديد غنائي.
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى