سلّطت، في ساعة متأخرة من عشية أمس الأول، محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة الإعدام في حق 3 شبان يقطنون مدينة خنشلة والذين ترصدوا جارهم المسن حتى خروجه من سكنه ليتوجه لمسجد الحي لتأدية صلاة الصبح ليوجهوا له عدة طعنات، ويلوذوا بعدها بالفرار تاركينه غارقا في شلال من الدماء.
هيئة المحكمة وبعد جلسة ماراطونية استمرت حتى الساعة السابعة ونصف مساء، أمرت كذلك بإيداع المتهم (ل.ن) رهن الحبس في جلسة المحاكمة، وهو الذي كان في حالة إفراج، وتوبع المتهم إلى جانب شريكيه (ر.ب) و(م.ع) بجنايتي القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة في القتل العمدي، والسرقة مع حمل سلاح أبيض ظاهر، والتمس ممثل النيابة العامة إدانة المسمى (ر.ب) بالإعدام وتسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حق شريكيه.
القضية بجانب من تفاصيلها ترجع إلى فجر يوم الرابع من شهر سبتمبر من سنة 2015، عندما كان المتهمون الثلاثة وهم مسبوقون قضائيا في قضايا مختلفة بينها أزيد من 50 قضية تتعلق بجرم الاعتداء على الأصول في حق المتهم المدعو (ر.ب)، في جلسة خمر بمحيط الملعب البلدي حمام عمار وسط مدينة خنشلة، ليتوجهوا بعدها صوب المدينة الجديدة بطريق العيزار، أين شاهدوا الضحية المسمى (ح.عبد النور) 65 سنة وهو يغادر عمارته، و اتضح فيما بعد بأنه كان متجها صوب المسجد المجاور للحي، ليتوجهوا له أين دخل المتهم المسمى (ر.ب) في ملاسنات كلامية حادة معه معاتبا إياه عن تحريكه قضيتين ضده أدين بسببهما، الأولى تتعلق بالسرقة التي تعرض لها الضحية على يد المتهم جاره بالسكن الأول بحي الأمل والتي أدين فيها بعقوبة عام حبسا نافذا سنة 2010 والقضية الثانية تتعلق بجرم الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض وأدين فيها المتهم بعقوبة عامين حبسا نافذا، وانهال بعدها المتهم رفقة شريكه بالضرب المبرح على الضحية و استلوا خنجرا ووجهوا له عدة طعنات، ليسقط أرضا غارقا في شلال من الدماء ليفروا هروبا نحو وجهة مجهولة، غير أن جار الضحية الذي كان متجها لولاية عنابة كان بشرفة السكن بصدد إجراء اتصال هاتفي مع شقيقه وشاهد المتهمين الثلاثة يتحدثون إلى الضحية، ليلج سكنه ويرجع للشرفة أين شاهد الضحية ملقى على الأرض.
تشريح الجثة من طرف الطبيب الشرعي، خلص إلى أن الضحية الذي يبلغ طول 1 متر و74 سم تعرض لعدة طعنات على مستوى جانبه الأيسر من جسده، غير أن الضربة القاتلة تلقاها بطول 14 سم وتلاعب الجاني بها داخل جسد الضحية مشكلا حرف «V» بالفرنسية، وخلصت معاينات الشرطة العلمية إلى استرجاع هاتفين نقالين أحدهما للضحية والآخر للمتهم المسمى (ر.ب) مرميين في بالوعة إلى جانب العثور على خنجر الجريمة وسلسلة معدنية بهما بقع للدم، واتضح صباحا بأن المتهم الرئيسي الذي تم القبض عليه كان برفقة شريكيه بمحاذاة الملعب يحتسون المشروبات الكحولية، غير أن المتهم الثاني (م.ع) اعترف بأن السلسلة المعدنية ترجع له وجردها منه المتهم الأول، مؤكدا بأنه كان بصدد تقديم شكوى ضده، وذهب المتهم الثالث (ل.ن) إلى أنه لم يكن يعلم بالجريمة واحتسى كمية قليلة من المشروبات وعاد لسكنه، أين دخل في شجار ليلا مع زوجته، ملمحا إلى تغيير قميصه عند خروجه صباحا لوجود بقع من الدم في الأول ترجع حسبه لابنه الذي صفعه ما أدى إلى حدوث نزيف في فمه.
المتهم الرئيسي (ر.ب) اعترف بالجرم المنسوب إليه، غير أنه أسقط شقي الترصد والعمد في جريمته، مشيرا بأن الضحية توجه نحوه محاولا الاعتداء عليه ليوجه له طعنات دون أن يعرف هويته، ومن دون أن يقصد قتله، غير أن دفاع الضحية أكد بأن الجريمة تم التحضير لها بدقة وتنفيذها كان أدق ومحاولة التمويه بعدم اقترافها كانت دقيقة كذلك، من جهته ممثل النيابة العامة أوضح بأن كل القرائن تدين المتهمين الثلاثة، الذين كانوا في وقت واحد بمسرح الجريمة، على عكس تصريحات المتهم (ر.ب) الذي حاول إبعاد التهمة عن شريكيه.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى