إشراك الأئمة في محاربة "الحوت الأزرق"
 دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس الأئمة إلى الانخراط في الحملة التحسيسية ضد مخاطر لعبة الحوت الأزرق الفتاكة، والتحذير من المخاطر التي تشكلها على الأطفال، مشددا على ضرورة إزالة هذا التطبيق لتأمين هذه الشريحة وحمايتها من التهديدات التي قد تتعرض لها.
وقال محمد عيسى في نداء نشره على صفحته الرسمية في شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في نداء وجهه إلى المصالح المعنية والأولياء والجمعيات الناشطة في مجال حماية الطفولة وكذا الأئمة، «احموا أطفالنا من هذه اللعبة القاتلة»، لتنضم بذلك وزارة الشؤون الدينية رسميا إلى الجهات التي باشرت حملة تحسيسية وتوعية ضد هذا التطبيق الذي أسفر في ظرف أقل من شهرين عن انتحار خمسة قصر في ظروف غامضة، من بينها وزارة التربية الوطنية، بعد أن أثارت لعبة الحوت الأزرق قلقا وسط الأولياء وجدلا واسعا لدى الرأي العام، نظرا لعدم تسجيل حوادث مماثلة من قبل، رغم انتشار استعمال الوسائل التكنولوجية من قبل مختلف شرائح المجتمع، خاصة الأطفال والمراهقين.
ودعا وزير الشؤون الدينية صراحة الأئمة ورجال الإعلام إلى المساهمة في التحسيس بخطورة استعمال هذا التطبيق، حتى لا تتسبب في وفاة طفل آخر، علما أن ولاية بجاية شيعت في اليومين الأخيرين جنازة مراهقين يدرسان بإحدى ثانويات ولاد يعيش، قبل أن تعيش ولاية سطيف صدمة أخرى إثر انتحار مراهق بمنطقة طاية شنقا، كما دعا محمد عيسى بالرحمة للضحايا، وقال إنه يضم صوته إلى الآباء والأمهات لحماية أبنائنا من خطورة هذا التطبيق، وناشد كبار الإخوة والأخوات في العائلات لمراقبة الهواتف الذكية بين يدي المراهقين والأطفال، مقترحا على المصالح المعنية إزالة التطبيق تماما لحماية هذه الفئة الحساسة من المجتمع، مذكرا بأن لعبة الحوت الأزرق تم اكتشافها من قبل الروسي «فيليب بودكين» الذي اعتقلته سلطات بلاده مؤخرا بعد ارتفاع عدد ضحاياه، وحملته مسؤولية التحريض على الانتحار.
ويسعى محمد عيسى إلى تجنيد الأئمة واستغلال المنابر الدينية لتحسيس أفراد المجتمع للوقوف ضد زحف أخطار هذا التطبيق الالكتروني الذي يستهدف فئة الأطفال والمراهقين باستعمال حيل تجعل مستعمليه ينغمسون في اتباع كافة مراحل لعبة الحوت الأزرق، إلى غاية بلوغ المرحلة الأخيرة التي سماها مكتشف التطبيق بتحدي الموت، حيث يندفع الشخص إلى الانتحار بعد أن يدخل في حالة من الاكتئاب، وستتوجه الحملة التحسيسية التي ستباشرها المساجد إلى توعية الأولياء والراشدين بضرورة مرافقة الصغار ومتابعة ما يستقطبهم من خلال الألعاب الإلكترونية، وما يشد اهتمامهم من تطبيقات جديدة، بغرض اتخاذ إجراءات احترازية قبل أن تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
ومن جهتهم تلقى الائمة نداء وزير الشؤون الدينية والأوقاف بصدر رحب، وأعربوا عن استعداداهم للانخراط في الحملة التوعوية للحد من أضرار لعبة الحوت الأزرق، لأن ذلك يندرج ضمن مسؤولية الإمام التي تتطلب منه الحرص على أمن وسلامة أفراد المجتمع، والتنبيه إلى التهديدات التي يمكن أن تواجههم، وأفاد رئيس النقابة المستقلة للأئمة «جمال غول» في تصريح «للنصر» أنه من واجبهم كأئمة أن يبينوا للناس كل ما فيه مصلحة أو مضرة، تطبيقا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية، كما ينبغي على الآباء مساعدة الأئمة في إيصال الرسالة، بحكم احتكاكهم اليومي بالأبناء، وأكد أن الأئمة سيستغلون مختلف الوسائل لمحاربة هذه الآفة، سواء عن طريق الدروس اليومية داخل المساجد، أو خلال خطبة الجمعة، كما يمكن للإمام أن يجتهد بحسب الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف، كتوزيع مطويات مثلا، بغرض توسيع مجال الحملة التحسيسية لتصل إلى خارج أسوار المساجد.
وحمل رئيس نقابة الأئمة الأولياء جزءا من المسؤولية في حال تفريطهم في رعاية أبنائهم، وعدم توعيتهم بالجوانب السلبية للألعاب الإلكترونية، كما ناشد الجهات المسؤولة للإسراع في إلغاء هذا التطبيق تماما، أو التشويش عليه، حتى ينسجم عمل الائمة مع المساعي الرامية إلى حماية الأطفال والمراهقين من أية مخاطر محتملة، قد تحصد أرواحا أخرى.
                  لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى