صعد جيش الاحتلال الصهيوني من ارتكاب المجازر الوحشية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية، حيث ارتفع عدد الشهداء في أقل من 48 ساعة إلى 350 شهيدا، من بينهم 153 شهيدا ارتقوا خلال 24 ساعة حسب تقارير وزارة الصحة، إلى جانب العشرات الذين لايزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات لا يمكن الوصول إليهم، بالإضافة إلى مئات الجرحى.
وكشف أمس مدير المستشفيات الميدانية في غزة عن إحصاء أزيد من 120 مفقودا جراء القصف المتواصل على مناطق مختلفة بالقطاع، مشيرا إلى أن المصابين الذين يصلون إلى المستشفيات أغلبهم حالاتهم خطيرة، ولا تستطيع الطواقم الطبية تقديم الرعاية اللازمة لهم بسبب نقص المعدات الطبية والأدوية، جراء الحصار المتواصل لأزيد من 77 يوما، وأكد نفس المصدر أن الصورة في غزة قاتمة ومصير الحالات الخطيرة هو الموت، والوضع الصحي صعب جدا، لافتا إلى فقدان 60 بالمائة من الأدوية ونحو 80 بالمائة من المستلزمات الطبية، كما أوقف الاحتلال عمل أغلب المستشفيات جراء تدمير شبكات المياه والصرف الصحي.
وفي هذا الإطار حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان أصدره أمس من التجويع الممنهج بعد 77 يوما من غلق المعابر وتصعيد حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء، مضيفا بأن الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في ظل صمت دولي، وتحدث نفس البيان عن مماطلة مقصودة وممنهجة في إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر، نتيجة التواطؤ المكشوف بين الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الدول الراعية للإبادة الجماعية، مؤكدا أن ما يحدث في غزة يرقى إلى جريمة الإبادة الجماعية المكتملة الأركان.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي عن ارتفاع حالات الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 57 حالة وفاة موثقة، معظمهم من الأطفال، إلى جانب زيادة معدلات الوفاة نتيجة الأمراض المرتبطة بانعدام الغذاء ونقص المواد الأساسية، واختفاء عشرات الأصناف من الطعام من الأسواق والمراكز الإغاثية، وأفاد أن هذا الوضع الخطير لم يعد يحتمل التوصيف أو التحليل، بل يستدعي تحركا عاجلا وجادا من المجتمع الدولي، ومن المؤسسات الحقوقية و الإنسانية، لوقف هذه الجريمة المفتوحة، وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها أكثر من 2,4 مليون شخص مدني، من بينهم 1,1 مليون طفل.
وأكد نفس المصدر أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الغذاء سلاحا مباشرا في حربه على المدنيين، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، من خلال التجويع الجماعي والإذلال الإنساني، بمباركة واضحة من طرف بعض الأطراف الدولية.
وبالتزامن مع انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد، وجه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نداء عاجلا إلى القادة والزعماء العرب لتحمل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية، واتخاذ مواقف عملية وجريئة لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، ووقف الإبادة الجماعية والقتل اليومي، والضغط من أجل الفتح الفوري وغير المشروط للمعابر، وضمان تدفق الغذاء والمساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطيني في غزة الذي يواجه خطر الموت جوعا.
وفي الإطار ذاته قال المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إن الاحتلال الإسرائيلي يصعد حرب الإبادة الجماعية في غزة عبر واحدة من أوسع الهجمات، وأكثرها فتكا منذ بدء العدوان، من خلال ارتكاب المجازر واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقى من الأحياء والبنية التحتية.
وأوضح نفس المرصد في تقرير حديث أصدره حول الأوضاع في قطاع غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعدت في الأيام الأخيرة من عدوانها على مختلف أنحاء قطاع غزة، تمهيدا لفرض واقع استعماري بالقوة يقوم على محو السكان الأصليين، وتهيئة الأرض لضمها الفعلي للاحتلال الإسرائيلي، في خرق خطير حسب نفس التقرير لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك خطر ضم الأراضي بالقوة، وكشف نفس المرصد عن استشهاد أزيد من 115 فلسطينا في محافظة شمال غزة خلال 12 ساعة فقط، إثر قصف طال ما لا يقل عن 10 منازل، وجرى تدميرها بالكامل فوق رؤوس قاطنيها، مشيرا إلى أن أكثر من نصف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض بسبب عجز فرق الإنقاذ والدفاع المدني عن الوصول إليهم في ظل ضعف الإمكانيات.
نورالدين ع