تزداد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تعقيدا بسبب تعنت الاحتلال الصهيوني في منع دخول المساعدات الإنسانية واستمرار القصف على كافة المناطق، وما تبقى من منشآت طبية وخدماتية وخيام النازحين.
و في هذا السياق، أكد برنامج الأغذية العالمي، أمس السبت، من خلال تقييم حديث له، أن ما يقرب من فلسطيني واحد من أصل كل ثلاثة في قطاع غزة لا يأكل لأيام متواصلة، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل والحصار الذي يفرضه الاحتلال على وصول المساعدات وتقييدها.
وأظهرت النتائج الواردة في أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وجود خطر كبير بحدوث مجاعة مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة وعدم قدرة الوكالات الإنسانية على تقديم المساعدات الأساسية.
وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن يواجه حوالي 470 ألف فلسطيني حالة جوع كارثي (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) بين ماي وسبتمبر من هذا العام، فيما سيحتاج حوالي 90 ألف طفل وامرأة إلى العلاج بشكل عاجل مع تزايد سوء التغذية.
وفي هذا الصدد، دعا البرنامج الأممي إلى السماح بمرور ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات يوميا عبر نقاط الحدود الشمالية والوسطى والجنوبية وتسريع تحميل وإرسال الشاحنات من نقاط العبور إلى غزة، مع عدم السماح بتواجد مسلح بالقرب من مسارات القوافل أو نقاط توزيع المساعدات المدنية.
كما دعا إلى السماح بتواصل الاتصال بين المنظمات الإنسانية لضمان تنسيق العملية وفعاليتها، إضافة إلى وقف إطلاق نار مستدام يهيئ الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق.بدورها، طالبت منظمة العفو الدولية، الاحتلال الصهيوني برفع جميع القيود والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة بشكل فوري.وفي منشور عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، مساء أول أمس الجمعة، أشارت المنظمة إلى أن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة «مستمرة بلا هوادة».وأوضحت في ذات السياق، أنه منذ أكثر من شهر على بدء خطة توزيع المساعدات ذي طابع عسكري، تتواصل المعاناة الكارثية ويستخدم الكيان الصهيوني تجويع المدنيين «كسلاح حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، كما يتعمد فرض ظروف معيشية يراد بها تدميرهم». وفي هذا الصدد، طالبت منظمة العفو الدولية، الاحتلال الصهيوني، «برفع جميع القيود والسماح بالوصول غير المقيد والآمن والكريم للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة فورا». من جهتها أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس، على ضرورة سماح الاحتلال الصهيوني بدخول الوقود إلى قطاع غزة على نطاق واسع، للحفاظ على الخدمات المنقذة للحياة.وفي منشور عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، أوضحت الوكالة أن الوقود «هو شريان الحياة في قطاع غزة، حيث يعمل على تشغيل مولدات المستشفيات وسيارات الإسعاف والمخابز ومضخات المياه». وأشارت في ذات الصدد، إلى أنه «بدون وصول شاحنات عاجلة من الوقود إلى القطاع، فإن الإغلاق الكامل للخدمات الأساسية من شأنه أن يجلب المزيد من المعاناة»، معتبرة ذلك «بمثابة عقاب جماعي».
وشددت في الختام، على ضرورة «السماح بدخول الوقود على نطاق واسع من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا، للحفاظ على الخدمات المنقذة للحياة».
من جهة أخرى، يواصل الكيان الصهيوني، استهدافه و قتله للمدنيين في غزة، فقد استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، أمس، بعد قصف الاحتلال مناطق في مدينة غزة وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).وأفادت الوكالة نقلا عن مصادر محلية، باستشهاد 8 مواطنين بينهم 6 أطفال، وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بعد قصف مسيرة للاحتلال الصهيوني مجموعة من المواطنين في مخيم 2 بالنصيرات وسط القطاع.
وفي السياق ذاته استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، باستهداف طائرات الاحتلال محطة تحلية مياه قرب بنك فلسطين في منطقة الجندي المجهول بحي الرمال غربي مدينة غزة، كما نسف جيش الاحتلال مباني سكنية في محيط منطقة الكتيبة والمحطة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون، أمس، بعد قصف جيش الاحتلال الصهيوني حي الزيتون وجباليا البلد في قطاع غزة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأفادت الوكالة نقلا عن مصادر محلية باستشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة عدد آخر، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا قرب مسجد صلاح الدين بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، كما استشهد أربعة أخرون وأصيب عدد آخر، بعد قصف مسيرة تابعة للجيش الصهيوني منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.في السياق، أعلنت مصادر طبية عن استشهاد 50 فلسطينيا جراء عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة أمس.
و ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 57.338 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، و 135.957 مصابا، حسب ما أفادت به السلطات الصحية الفلسطينية، أمس السبت.
و أوضح ذات المصدر أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة، بلغ 70 والإصابات 332، بينما حصيلة الضحايا منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 6780 شهيدا و23916 مصابا.
كما أن هناك العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وكان الكيان الصهيوني قد استأنف عدوانه على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 جانفي الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود الاتفاق على مدار الشهرين.
ع.م