كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع وفيات المجاعة إلى 101، من بينهم 80 طفلًا، ووثقت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 15 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية من بينهم 4 أطفال.ويعيش سكان غزة خلال الأيام الأخيرة ظروفًا صعبة وقاسية للغاية بسبب المجاعة، حيث لا يجد الناس ما يأكلون بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه جيش الاحتلال الصهيوني، ويمنع عن المدنيين الطعام والماء، وحول غزة إلى سجن يموت فيه السكان من نساء وأطفال وكبار السن ببطء، وسط صمت دولي، حيث لم يتحرك العالم بشكل فعال لوقف جرائم الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب أبشع جريمة في العصر الحديث، إذ لم يشهد العالم في الوقت المعاصر تعرض سكان منطقة للتجويع والحصار حتى الموت.
وحذر صحفيون من غزة من خطورة الوضع الإنساني، وتحدثت تقارير إعلامية ومنشورات وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إغماءات في الشوارع وفي الخيم لعشرات المواطنين من شدة الجوع، ونقلت تصريحات لمواطنين من غزة يؤكدون أنهم لم يأكلوا منذ 5 أيام، كما نشر صحفيون جوعى من غزة ينقلون مشاهد الجوع، طعامهم الذي اقتصر على كأس ماء ممزوج بملح، بحيث المجاعة لم تستثنِ أحدًا بما فيهم الصحفيين والأطقم الطبية في المستشفيات، وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية في تصريحات صحفية أمس أن الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى لم يحصلوا على الطعام منذ يومين، واضطروا لعلاج الجرحى والمرضى تحت تأثير الجوع.
هذه المشاهد القاسية والمحزنة في نفس الوقت، والتي تنتشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم تحرك المجتمع الدولي الذي بقي صامتًا، وكالعادة لم يتجاوز نطاق التدخل سوى إصدار بيانات تظهر في بعض الأحيان شديدة اللهجة ومؤثرة من حيث الصياغة، في حين أنها لم تغير في واقع الحال شيئًا، رغم نداءات الاستغاثة الواسعة من طرف أطفال ونساء وشيوخ وصحفيين وأطباء ومرضى في غزة على وشك الهلاك لتوفير الطعام لهم، وتحذيرهم بأن هلاكهم جوعًا ليس ببعيد، وهو ما تؤكده أرقام وزارة الصحة التي لا تكتفي بنقل أرقام الشهداء الذين يُقتلون يوميًا في مجازر جيش الاحتلال، بل أضافت إلى تقاريرها اليومية شهداء المجاعة الذين يسقطون يوميًا بسبب غياب الطعام.
بالمقابل أكدت وكالة الأونروا أن بحوزتها 6 آلاف شاحنة محملة بالغذاء والأدوية ومستلزمات النظافة في دول الجوار بانتظار الضوء الأخضر للدخول إلى غزة وتوزيعها على الناس من خلال طواقمها، وأضافت المكلفة بالإعلام في الوكالة «جوليت توما» في تصريحات صحفية أنه على بعد كيلومترات قليلة من غزة المتاجر ممتلئة، بينما الناس في غزة يتم تجويعهم، بمن فيهم موظفو الأونروا، ويُغمى عليهم من شدة الجوع، وأكدت وكالة الأونروا أنه لا أحد في غزة بمنأى، وحتى مقدمو الرعاية أصبحوا بحاجة إلى من يقدم لهم الرعاية، بما فيهم الأطباء والممرضون والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني يعانون من الجوع، ويُغمى على الكثيرين من شدة الجوع والإرهاق أثناء تأدية واجباتهم، كما أكدت الأونروا أن البحث عن الطعام بات مميتًا بقدر القصف، وجددت التأكيد على أن ما يسمى ببرامج التوزيع «مؤسسة غزة الإنسانية» هو فخ مميت، والقناصة يفتحون النار عشوائيًا على الحشود وكأنهم يحملون رخصة للقتل.
في الإطار ذاته، لم يكتفِ الكيان الصهيوني بالحصار والتجويع، بل يستمر في قتل الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال بالقنابل والرصاص، بما فيهم الجوعى الذين يخرجون بحثًا عن لقمة عيش تسد رمقهم، وكشفت وزارة الصحة عن ارتفاع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات في مصائد الموت في ما يعرف باسم «مؤسسة غزة الإنسانية» التي أنشأها الكيان الصهيوني بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى 1026 شهيدًا وأكثر من 6563 مصابًا، من بينهم 5 شهداء و52 إصابة، كما كشفت وزارة الصحة عن إحصاء 77 شهيدًا و376 جريحًا خلال الـ24 ساعة الأخيرة في مجازر الاحتلال المتواصلة ضد المدنيين الأبرياء في خيام النزوح ومساكنهم المدمرة، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان إلى 59106 شهيدًا و142511 مصابًا.
نورالدين ع