* مرصد حقوقي يدعو إلى تعليق عضوية الكيان الصهيوني في الفيفا
تحولت ما يعرف باسم « مؤسسة غزة الإنسانية» التي أنشاها الكيان الصهيوني بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى غطاء لسياسة تجويع الفلسطينيين وقتلهم في القطاع، ولم يكتفِ جيش الاحتلال الصهيوني، ضمن حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يمارسها في قطاع غزة، بحصار الفلسطينيين ومنع الطعام والغذاء عنهم، وتدمير منازلهم ومقومات الحياة، بل يطاردهم أثناء خروجهم للبحث عن لقمة الطعام، بعد أن أنشأ هذه المؤسسة التي تحولت إلى مصيدة لقتل الفلسطينيين الأبرياء الجائعين الذين يخرجون للبحث عن لقمة العيش، وتشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن عدد الشهداء الذين ارتقوا في محيط «مؤسسة غزة الإنسانية» يفوق 1800 شهيد وأزيد 5 آلاف مصاب.
وحسب التقارير الإحصائية اليومية التي تنشرها وزارة الصحة، فإن عدد الشهداء الذين يرتقون يوميًا أثناء البحث عن لقمة العيش يزيد عن 50 شهيدًا، إلى جانب مئات المصابين، وحوّل الاحتلال الصهيوني هذه المؤسسة التي في ظاهرها مؤسسة إغاثية، إلى مصيدة لقتل الفلسطينيين الذين أنهكهم الجوع، ويخرجون للبحث عن لقمة طعام ليعود العشرات منهم محمولين على الأكتاف، أو يعودون بطحين ممزوج بدماء الشهداء.
وأوضح في هذا الإطار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن ما يسمى ب»مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي لم تكن سوى غطاء لسياسة التجويع، مشيرًا إلى أن المناطق التابعة لها تحولت إلى مناطق قتل.
وأضاف المرصد الحقوقي في تقرير له حول الأوضاع في غزة أمس أن قيود الوصول للمساعدات جعلت آلاف العائلات، خاصة تلك التي تعاني من الإعاقة أو فقدان المعيل، محرومة تمامًا من المساعدات، في حين أن ما يتم توزيعه غير كافٍ من الناحية الغذائية، ويفتقر إلى عناصر أساسية مثل حليب الأطفال.
ونبّه نفس المصدر إلى أن مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن تخفيف القيود الإنسانية لم تغير من واقع الأمر، والمجاعة تتفاقم بشكل واسع في غزة، مؤكدًا أن وقف الإبادة الجماعية الجارية في القطاع يتطلب تضامنًا عالميًا وإجراءات عاجلة، داعيًا الدول الأوروبية إلى الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ ودعم حق الشعب الفلسطيني في التحرر وتقرير المصير، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء جريمة التجويع في غزة، ووضع حد لأحد أحلك الفصول في التاريخ الحديث.
من جانب آخر، انتقد المرصد الأورومتوسطي الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» والاتحاد الأوروبي لكرة القدم لعدم تعليق عضوية الاحتلال الإسرائيلي أو اتخاذ أي إجراء تجاهه، في حين لم يترددا في تطبيق ذلك على دول أخرى سابقًا، وكشف الأورومتوسطي عن استشهاد 664 رياضيًا فلسطينيًا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ بداية العدوان على القطاع، من بينهم 40 رياضيًا وكشّافًا في شهر جويلية الماضي فقط، كما دمّر الاحتلال حسب نفس المصدر 184 منشأة رياضية تدميرًا كاملًا و 81 منشأة تدميرًا جزئيًا، مشيرًا إلى أن الرياضيين في غزة يكافحون حاليًا للعثور على مأوى وغذاء، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض سياسات التجويع، منتقدًا ازدواجية المعايير لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي اللذان اتخذا إجراءات ضد بعض الدول، وبالمقابل ما يزالان يسمحان للاحتلال الإسرائيلي باللعب رغم جرائم الإبادة الجماعية وقتل الرياضيين، مؤكدًا أن السماح للاحتلال بالمشاركة في التظاهرات الرياضية رغم قتله للرياضيين الفلسطينيين وتدميره للبنية الرياضية في غزة ليس موقفًا حياديًا بل تواطؤًا صريحًا.
من جهة أخرى، أصدرت قوى الفصائل الفلسطينية المجتمعة في مصر بيانًا أمس أكدت فيه على ضرورة التصدي لمخططات الكيان الصهيوني لاحتلال غزة وتهجير سكانها، ودعت إلى بذل كل الجهود لوقفها، كما حذرت من المخطط التهويدي الصهيوني في الضفة المحتلة، الذي يسعى إلى فرض السيطرة الكاملة وتهجير السكان ومصادرة الأراضي وإدخال ملايين المستوطنين ضمن مخطط احتلالي متدرج.
وأكدت الفصائل الفلسطينية أن مواجهة المخططات الصهيونية في الضفة وغزة يتطلب بناء وحدة وطنية حقيقية وجدية، كما دعت إلى تضافر الجهود العربية لإفشال المشروع التوسعي للكيان الصهيوني الذي أعلن عنه رئيس حكومة الكيان منذ أيام والذي يضم أجزاء من دول عربية.
وأضاف بيان القوى والفصائل الفلسطينية أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فورًا بشكل آمن ودون عوائق، وشددت على تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق المتطلبات الوطنية بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم.
من جهة أخرى، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة عن وصول 51 شهيدًا و 369 مصابًا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة الأخيرة، من بينهم 17 شهيدًا و 250 مصابًا من ضحايا لقمة العيش الذين يستهدفهم جيش الاحتلال الصهيوني في محيط ما يعرف باسم مؤسسة غزة الإنسانية، كما ارتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان حسب إحصاءات الوزارة إلى 61827 شهيدًا و 155275 مصابًا من بداية العدوان في أكتوبر 2023.
نورالدين ع