تصاعدت موجة الإدانات في عديد العواصم الغربية والعالمية، ضد سياسات وممارسات الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، سيما مع إعلان تفشي المجاعة رسميا في قطاع غزة، جراء الحصار والتجويع الممنهج والاستمرار في حرب الإبادة، فيما خرجت تظاهرات حاشدة في العديد من المدن في العالم للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني و التنديد بالمجازر الصهيونية في القطاع والمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية.
تعالت الأصوات والاحتجاجات على مستوى العديد من الدول الغربية و تزايد التوتر والتنديد داخل الأوساط السياسية، بشأن انتهاكات الاحتلال واستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة والمطالبة بوقفه و إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، حيث تواصلت المظاهرات و موجة الاحتجاج بشكل واسع في عدة مدن وعواصم عالمية، أول أمس السبت، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية ، حيث شارك آلاف الاشخاص في تظاهرات نظمت في العاصمة البريطانية لندن والعاصمة النرويجية أوسلو وعاصمة كوريا الجنوبية سيول، ومدينة آرهوس الدنماركية وهلسنبوري السويدية والعاصمة ستوكهولم، دعما للشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث رفع المشاركون في التظاهرات الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، كما طالبوا بوقف المعايير المزدوجة وضرورة محاكمة الاحتلال على مجازره ضد الشعب الفلسطيني خاصة الأطفال، ونددوا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.
تظاهرات غير مسبوقة للمطالبة بوقف حرب الإبادة
كما شهدت مدن أستراليا، أمس الأحد، موجة احتجاج واسعة، بخروج آلاف المتظاهرين للتعبير عن غضبهم الشديد إزاء المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، وتأكيد تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ، حيث انطلقت في مدينة ملبورن مسيرة ضخمة من أمام مكتبة ولاية فيكتوريا باتجاه البرلمان، وسط أجواء وصفت بأنها الأكبر منذ عقود و رفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بممارسات الكيان الصهيوني في قطاع غزة .
كما شهدت العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، مظاهرة للمطالبة بإنهاء الحرب الصهيونية على القطاع غزة، ولمطالبة الحكومة ببذل مزيد من الضغوط على الكيان وفرض عقوبات عليه، و مدينة مالمو بالسويد ، خرجت مسيرة تضامنية مع غزة تطالب بإنهاء الحرب، ووقف التجويع، وإنهاء الحصار على القطاع .
كما تظاهر المئات في مدينة سالونيك شمال شرقي اليونان، أمس الأحد، تضامنًا مع غزة، وتنديدا بحرب الإبادة الجماعية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها ضد الفلسطينيين، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، كما تجددت في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، المسيرات والوقفات المؤيدة للقضية الفلسطينية.
استقـالة أعضاء في الحكومة الهولندية احتجاجا على الموقف من الكيان
وعلى صعيد آخر و في تطورات غير مسبوقة، فقد استقال جميع أعضاء الحكومة الهولندية من حزب «العقد الاجتماعي الجديد» من حكومة تصريف الأعمال، بعد يوم واحد من استقالة وزير الخارجية الهولندي، كاسبار فيلدكامب، الجمعة الماضي، بسبب فشل فرض عقوبات على الاحتلال الصهيوني، جراء عدوانه المستمر على غزة.
وقد أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ب»الموقف الشجاع والأخلاقي للوزير فيلدكامب، واستقالته مع عدد من الوزراء».
وأشارت الحركة، في بيان لها، إلى أن هذا «الموقف المبدئي من الوزراء الهولنديين المستقيلين في مواجهة حرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها شعبنا في غزة، يجسّد القيم الإنسانية»، لافتة إلى أنه «يوجه رسالة قوية بضرورة التحرّك لوقف العدوان الفاشي ضد المدنيين الأبرياء».
ومن جانبه، وصف الرئيس الأيرلندي، مايكل دي هيغينز، الإبادة الصهيونية للفلسطينيين في قطاع غزة بأنها فترة مأساوية من تاريخ العالم، وتهديد للديمقراطية.
وقال الرئيس الأيرلندي ، في مقابلة مع الإذاعة الأيرلندية، «نحن في لحظة استثنائية، إذ يوجد 3 أعضاء في الحكومة (الإسرائيلية) يريدون صراحة انعدام الشرعية، ولا يقلقون بشأن القانون الدولي»، لافتا إلى أن» إسرائيل» تسعى حاليا لقطع الصلة بين الضفة الغربية وغزة، مشددا على ضرورة التأكيد العالمي على دور الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل الإبادة الجماعية التي أقر بأن «إسرائيل» ترتكبها في غزة.
كما دعا الرئيس الأيرلندي، إلى تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول الأمين العام ، بموافقة نسبة معينة من الأعضاء، أن يدعو لتشكيل قوة لضمان وصول المساعدات الإنسانية، حتى لو عارضه مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقض (الفيتو).
من جهته أعرب وزير التنمية الدولية الكندي، رانديب ساراي ، عن قلق بلاده العميق إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، لافتا إلى أن الإجراءات العسكرية الصهيونية، أدت إلى انتشار المجاعة بين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، وجعلتها واقعا مدمرا يفاقم المعاناة اليومية للسكان.
وذكر وزير التنمية الدولية الكندي ، في بيان له، أن الصراع المستمر والقيود المفروضة على الحركة والأعمال العسكرية الصهيونية، تزيد من معاناة المدنيين، مؤكدا أن الكيان الصهيوني، أخل بالتزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي وعرقل إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية، ما أسفر عن ارتفاع وفيات المدنيين بسبب الجوع.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، قد أكد أن التقرير الدولي الذي يؤكد المجاعة في مدينة غزة ومحيطها بسبب منع الاحتلال الصهيوني إدخال المساعدات الكافية للقطاع هو أمر مروع وفضيحة أخلاقية وكارثة من صنع الإنسان، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية .
و في بيان أصدره لامي الجمعة، تعليقا على تقرير المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي «آي بي سي (IPC)» بشأن تفشي المجاعة في القطاع، ذكر أن تأكيد التقرير لحدوث المجاعة في غزة، هو «أمر مروع كان من الممكن منع وقوعه،» مؤكدا أن «منع الاحتلال دخول المساعدات الكافية إلى غزة تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان. هذه فضيحة أخلاقية».
كما دعا الكيان الصهيوني للتحرك فورا لمنع تفاقم الوضع والسماح بإدخال الغذاء والمستلزمات الطبية والوقود وكل أشكال المساعدة الإنسانية بشكل عاجل ومستدام، مشددا في هذا السياق، قائلا أنه «يجب السماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالقيام بأنشطتها المنقذة للحياة دون أي عوائق».
ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أزيد من 62 ألفا بينهم 2095 من منتظري المساعدات
وقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة إلى 62686 شهيدا أغلبيتهم من الأطفال والنساء و 157951 مصابا، حسب ما أفادت به السلطات الصحية الفلسطينية ، أمس الأحد.ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المصادر ذاتها، أن عدد الشهداء الذين تم نقلهم إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات ال24 الماضية، بلغ 64 والإصابات 278، فيما بلغت حصيلة الضحايا منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار، 10842 شهيدا و 45910 مصابين.
وذكرت الحصيلة، أن من تم نقلهم إلى المستشفيات من ضحايا المساعدات خلال الساعات ال24 الماضية بلغت 19 شهيدا و 123 جريحا، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن استقبلتهم المستشفيات إلى 2095 والإصابات إلى 15431 ، فيما سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات ال24 الماضية، 8 حالات وفاة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 289 من ضمنهم 115 طفلا.
وأمام تعنت الكيان الصهيوني وحرب الإبادة المتواصلة ، تزداد الأوضاع الإنسانية في القطاع تدهورا وتعقيدا مع استمرار عمليات القصف وسياسة التجويع والحصار واستهداف المجوعين.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير ، إن الوقت قد حان لكي تستيقظ الحكومات والسياسيون في العالم للتصدي للكارثة في غزة، لافتا إلى أن الوضع في القطاع، تجاوز حد المجاعة.
وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت رسميا، الجمعة، تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها هذا الوضع بمنطقة الشرق الأوسط ، وأكدت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، في بيان مشترك ، صدر بجنيف، أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة ، كما أكد تقرير أصدره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، استشراء المجاعة في محافظة غزة، أين يواجه أكثر من نصف مليون شخص ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت. م - ح