تشير إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ومنظمات إنسانية عاملة في القطاع إلى أن حوالي 800 ألف فلسطيني لا يزالون في مدينة غزة يرفضون النزوح إلى وسط وجنوب القطاع، ويتصدون لمخطط التهجير القسري الذي ينفذه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر بمدينة غزة، حيث يسعى بكل الوسائل إلى إرغام السكان على ترك المدينة والتوجه إلى الجنوب، إلا أن هذا المخطط لحد الآن فشل، كما فشلت المخططات السابقة، وتمسك الفلسطينيون بأرضهم ورفضوا التهجير القسري، رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء القصف العنيف الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الروبوتات المتفجرة التي يستعملها في تفجير ما تبقى من مباني.
كما يعمل الاحتلال على تدمير ما تبقى من ملامح البنية التحتية بمدينة غزة باستهداف المستشفيات وشبكات المياه، والألواح الشمسية لقطع الكهرباء، كما لجأ إلى قطع شبكة الإنترنت لعزل سكان مدينة غزة عن العالم الخارجي ويواصل حرب الإبادة الجماعية في صمت بعيداً عن أعين العالم.
وأشارت في هذا الإطار وكالة الأونروا إلى أن سكان مدينة غزة الذين يرفضون النزوح جائعون ومنهكون، أمام الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها جراء استمرار القصف والتدمير الواسع للمباني السكنية، ودعت الأونروا إلى وقف إطلاق النار، وفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم للسكان.
وفي السياق ذاته أعلنت أمس وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن خروج مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون عن الخدمة جراء الاستهداف المستمر لهما، كما دمّر الاحتلال مركزا صحيا للإغاثة الطبية في مدينة غزة، وأشار بيان لوزارة الصحة أمس إلى تعرّض مستشفى الرنتيسي للقصف المباشر قبل أيام مما ألحق أضراراً جسيمة به، كما أن مستشفى العيون حسب بيان الوزارة يعد المستشفى العام الوحيد الذي يقدّم خدمات العيون في محافظة غزة.
وأكّدت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد وبشكل ممنهج ضرب المنظومة الصحية في محافظة غزة، وذلك ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي يشنّها على القطاع، وأضافَت أن جميع المرافق والمستشفيات في غزة لا توجد إليها طرق آمنة تمكّن المرضى والجرحى من الوصول إليها، نتيجة القصف المستمر خاصة بمدينة غزة وشمالها.
من جانب آخر كشف التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الذي تصدره وزارة الصحة في غزة عن وصول 61 شهيداً و220 مصاباً إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة ، لترتفع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني منذ أكتوبر 2023 إلى 65344 شهيداً و166795 مصاباً، من بينهم 2523 شهيداً ارتقوا أثناء البحث عن لقمة العيش بمحيط ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية.
وبخصوص اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية، رفع أمس السفير الفلسطيني في لندن علم فلسطين على مبنى مقر البعثة الدبلوماسية الفلسطينية، وذلك بعد قرن من الإنكار البريطاني لحق الفلسطينيين في دولتهم، وفي الإطار ذاته رفع أمس العلم الفلسطيني فوق مبنى بلدية سان دوني في باريس.
وتعرف القضية الفلسطينية خلال الأسابيع الماضية حراكا دوليا شعبيا ورسميا، حيث سارعت العديد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما تعهدت دول أخرى باتخاذ هذه الخطوة قريباً، بالمقابل يعيش الكيان الصهيوني مزيداً من العزلة والمقاطعة الدولية، أمام حرب الإبادة الواسعة التي ينفذها ضد سكان غزة الذين مارس ضدهم أبشع أنواع الجرائم التي لم يشهد لها العصر الحديث مثيلا.
من جهة أخرى بثّت كتائب القسام أمس مشاهد فيديو لجندي صهيوني أسير في غزة، وأكّدت أن بقاء هذا الأسير داخل مدينة غزة لأكثر من 700 يوم مع أسرى آخرين بسبب تعنّت رئيس الوزراء الصهيوني، وأضافَت أن الوقت ينفد، وحمل الأسير المسؤولية لرئيس حكومة الكيان، ودعا إلى استمرار التظاهر والضغط على حكومتهم من أجل وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، كما دعا الحكومة الأمريكية للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب والإفراج عنهم.
وفي سياق التضامن الدولي مع سكان غزة، يواصل أسطول الصمود رحلته نحو غزة، ويضم هذا الأسطول 50 سفينة وأكثر من 400 متضامن عربي وغربي، وذلك في أكبر حملة تضامنية بحرية لكسر الحصار عن غزة.
نورالدين ع