الاثنين 22 ديسمبر 2025 الموافق لـ 2 رجب 1447
Accueil Top Pub

دخل حيز التنفيذ أمس الجمعة: وقــــف إطــــلاق النـــــار بعــد عاميـــن من الإبــادة في غـــزة


دخل، صباح أمس الجمعة، اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، بعد التوقيع على اتفاق نهاية الحرب، وفقا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تضمن الاتفاق ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية على أن لا يعود الكيان الصهيوني للحرب مرة أخرى، ومقابل ذلك ينتظر أن تفرج المقاومة الفلسطينية في المرحلة الأولى عن جميع الأسرى الصهاينة في غزة، من بينهم 20 أسيرا أحياء وآخرون أموات.

وبعد عامين من حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، في أبشع حرب عرفها العصر الحديث، تم أول أمس الخميس التوقيع على اتفاق نهاية هذا العدوان المدمر الذي شمل الأخضر واليابس، وتحولت كل غزة إلى شلال دم جراء المجازر الصهيونية التي لم تتوقف على مدار عامين كاملين، مخلفة ما يقرب من 250 ألف ضحية بين شهيد ومفقود ومصاب.
ومباشرة بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، خرج الفلسطينيون في كل أنحاء القطاع للاحتفال بوقف العدوان، بعد أن أنهكتهم الحرب على مدار عامين كاملين، ولم تكن أجسادهم قادرة على تحمل المزيد من المعاناة والمأساة، بعد أن حاصرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي وشردهم وجوعهم وقتلهم في كل شبر من قطاع غزة، وستبقى كل زاوية شاهدة على جرائم الاحتلال، وما اقترفه من أعمال إبادة ضد مدنيين أبرياء ونساء وأطفال.
ولحظات فقد بعد سريان وقف إطلاق النار، عاد آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة،رغم حجم الدمار الواسع الذي عرفته مدينة غزة وشمالها، وأظهرت الصور ومشاهد الكاميرات حشودا كبيرة لآلاف الغزيين الذين هجروا قسريا من منازلهم بمدينة غزة وشمالها تحت تهديد القصف والقتل، يعودون إلى أرضهم التي تشبثوا بها وصمدوا من أجلها، رغم الظروف الصعبة والمعاناة القاسية، وأكد العديد من الفلسطينيين بعد عودتهم أنهم سيقيمون الخيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة، ولن يرحلوا عن وطنهم، وسيبقون صامدين في غزة مهما كانت الظروف، كما اكتشف الفلسطينيون العائدون إلى منازلهم بعد انسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي حجم الدمار الذي خلفه المحتل، ووقفوا على أهوال الدمار الذي تعرضت له أحياؤهم، وكأنها قصفت بالسلاح النووي، حيث تعرضت أحياء واسعة بمدينة غزة وشمالها وخان يونس ورفح إلى دمار كامل، في حين أصر النازحون بعد عودتهم على البقاء فوق أنقاض بيوتهم المدمرة على أن يهجروا أرضهم.
وفي هذا الإطار دعت لجنة الإسعاف والطوارئ في غزة السكان إلى عدم التسرع في العودة إلى المناطق المنكوبة حفاظا على سلامتهم، مع تواجد آلاف القنابل غير المنفجرة، وتشير في هذا السياق تقارير أممية إلى أن ما بين 10 إلى 20 قنبلة لم تنفجر، وقدرت نفس الجهات أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق 40 ألف غارة جوية على القطاع، كما حذرت لجنة الإسعاف والطوارئ من أخطار مخلفات الاحتلال التي لا تقتصر على الذخائر فقط، بل تشمل معلبات وأغذية سامة، سبق وأن وثق الدفاع المدني حالات تسمم لنساء وأطفال بعد تناولهم معلبات غذائية تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلفه، بالإضافة إلى البنايات الآيلة للسقوط، وأشارت نفس المصادر إلى أن 50 بالمائة من البنايات التي استهدفها الاحتلال في وضع آيل للسقوط، وقد تستغرق عملية تحييد مخاطرها ستة أشهر.
ويأمل الفلسطينيون في قطاع غزة، بعد أن وضعت الحرب أوزارها، أن يُعاد إعمار القطاع من جديد، ويعود الأمل لهم في بناء مستقبل أفضل، على الرغم من أن المحتل لم يترك شيئا صالحا في القطاع، ودمّر كل مقومات الحياة، والمنظومة الصحية، وكل المرافق الخدماتية، في حين بفضل الإرادة والصمود تغلب الفلسطينيون على مخططات المحتل، ويبقى أملهم منصبا على تسريع جهود الإعمار من أجل عودة الحياة من جديد إلى القطاع، ويعيد لهم وقف إطلاق النار الأمل في الأمان المفقود، وأن لا ينقض الكيان الصهيوني عهده ويعود للحرب من جديد، كما أعلنت أمس عدد من الدول العربية والغربية عن استعدادها للمساهمة في جهود إعادة إعمار غزة.
وفي هذا الإطار وجه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أمس نداء عاجلا إلى المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في قطاع غزة لنقل جزء رئيسي من عملياتها الإنسانية إلى محافظتي غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع العودة المرتقبة لمئات آلاف النازحين إلى مناطقهم في الشمال، ودعا نفس المرصد إلى التركيز على مشاريع إنسانية عاجلة لإغاثة مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون ظروفا صعبة.
وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ينص على انسحاب جزئي لجيش الاحتلال الصهيوني من غزة في اليوم الأول من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على أن تقوم المقاومة الفلسطينية بإطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة خلال 72 ساعة، كما يتضمن الاتفاق إطلاق الاحتلال الإسرائيلي سراح 250 أسيرا فلسطينيا من المحكوم عليهم بالمؤبد و1700 من أسرى قطاع غزة الذين اعتقلهم جيش الاحتلال خلال العدوان الأخير، فضلا عن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء.
وبخصوص ضمانات عدم عودة الكيان الصهيوني للحرب مجددا بعد إطلاق سراح جميع أسراه لدى المقاومة، أكد في هذا الإطار خليل الحية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أن المقاومة تلقت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية، مؤكدا أن الاتفاق ينص على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات جيش الاحتلال ودخول المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهين، مشيرا إلى أن جميع الوسطاء أكدوا أن الحرب قد انتهت بشكل تام، مضيفا بأن حركة حماس ستعمل مع القوى الوطنية والإسلامية على استكمال باقي الخطوات من بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والعمل على تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره بنفسه وإنجاز حقوقه إلى حين إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. نورالدين ع

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com