الخميس 8 ماي 2025 الموافق لـ 10 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمام المنتدى الإفريقي الثالث

كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمام المنتدى الإفريقي الثالث للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي من أجل التنمية المستدامة  فريتاون (سيراليون)، 7-9 ماي 2025   بسم الله الرحمن الرحيم، عليه أتوكل وبه أستعين

  • فخامة الدكتور يوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون؛
  • أصحاب المعالي والسعادة؛
  • السيدات والسادة

أود في البداية أن أعرب عن عظيم شكري وبالغ تقديري لمبادرة أخي وصديقي فخامة الدكتور يوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون، باحتضان هذا المنتدى الإفريقي رفيع المستوى الذي يضطلع بدور هام في تعزيز التعاون جنوب - جنوب وترقية الشراكات الثلاثية من أجل دعم التنمية المستدامة.

 والشكر موصول كذلك للأمانة القارية للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء ومن خلالها إلى مفوضية الإتحاد الإفريقي، على تنظيم هذا المنتدى الهام، الذي أتمنى لأشغاله كل النجاح والتوفيق في تحقيق ما يصبوا إليه من أهداف سامية في سبيل تعزيز جهودنا الجماعية والتزامنا المشترك بتنفيذ أجندة الإتحاد الإفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة في إفريقيا، مع مواصلة العمل في الوقت ذاته على ترقية الحلول الناجعة في ظل عالم يشهد تغيرات وتطورات سريعة وبالغة التعقيد.

 صاحب الفخامة، السيدات والسادة، انطلاقا من إيمانها العميق بفضائل التعاون جنوب - جنوب والتعاون الثلاثي كعامل محفز للسلام والازدهار المشترك والتنمية المستدامة، جعلت الجزائر من هذا التعاون أحد المحاور الأساسية لسياستها الخارجية، وستواصل دعمها لعالم متعدد الأقطاب قائم على التضامن والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومناصرا ثابتا لحق الشعوب في تقرير مصيرها .

 وستبقى الجزائر ملتزمة بالمساهمة في الجهود الدولية الرامية لترقية التعاون جنوب-جنوب في إطار مجموعات الإنتماء متعددة الأطراف، كما كانت في طليعة الجهود الدولية الرامية لإقامة نظام اقتصادي دولي جديد قائم على الحق والعدالة في التنمية.

 لقد بادرنا من أجل تكريس هذا المسعى باتخاذ عدة قرارات ومبادرات هامة على غرار إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية ومراجعة الإطار القانوني والمؤسساتي للاستثمار، لتأكيد التزامنا بتسهيل الشراكة وتشجيع الاستثمار، وخلق فرص العمل، وتوسيع الروابط الاقتصادية بين بلدان الجنوب. كما حرصنا على إدراج التعاون بين بلدان الجنوب في الإستراتيجية الوطنية للتنمية، وسنواصل تقديم الدعم والمساعدة لصالح الدول التي تواجه صعوبات اقتصادية وتنموية. ومن أجل ضمان فعالية هذه المساعي، أرست الجزائر مقاربة شاملة ترتكز على ترقية الحوار والتواصل الإيجابي، مع المساهمة باستمرار في العمل متعدد الأطراف المخصص للتعاون بين بلدان الجنوب، على غرار مجموعة ال 77 + الصين وحركة عدم الانحياز.

وقد سمح هذا النهج باضطلاع الجزائر بدور فاعل في تعزيز التكامل الإقليمي والتمكين المتبادل. وستظل هذه القيم العناصر الرئيسية لسياستها الخارجية.

 ومن هذا المنطلق، تدعو الجزائر إلى توسيع نطاق التعاون بين بلدان الجنوب، ليشمل، بالإضافة إلى مجالات التعاون القائمة، العديد من المواضيع التي تشكل تحديات دولية على غرار المسائل الجوهرية ذات العلاقة بالمناخ والهجرة والطاقة والأمن الغذائي والمائي والذكاء الاصطناعي.

 كما تعتبر الجزائر أن التعاون الاقتصادي جنوب - جنوب في مختلف المجالات، لاسيما المالية والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا، من شأنه المساهمة في معالجة الاختلالات والفجوات الموجودة على مستوى النظام الاقتصادي الدولي.

 فخامة الرئيس، السيدات والسادة، إن رئاسة الجزائر لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء تجسد التزامها الراسخ بترقية الحوكمة الرشيدة والمساهمة في الجهود التكاملية على مستوى القارة الإفريقية من إرساء السلام والاستقرار والازدهار.

 ولا يفوتني، في هذا الصدد، التنويه بتوسيع نطاق ولاية ومهام الآلية الإفريقية عام 2017، لتشمل رصد وتقييم الأجندة الإفريقية 2063 وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 لتحقيق أهداف التنمية والحكم الرشيد، الذي شكل نقطة تحول مكنتها من معالجة واسعة لقضايا الحوكمة والتنمية في قارتنا.

 كما قدمت الآلية الإفريقية من خلال أكثر من 30 مراجعة وطنية ومستهدفة، رؤى وتوصيات عملية بقيادة إفريقية في مجالات الحوكمة السياسية، والاقتصادية، والمساواة وبناء القدرات المؤسساتية.

 والأهم من ذلك، أن هذه الآلية الإفريقية تجسد مبادئ التعاون بين بلدان الجنوب، فهي آلية قارية ترتكز على الحوار بين النظراء وتبادل التجارب بين الدول الأعضاء، وتؤكد الطموح الجماعي لإفريقيا من أجل تعزيز الممارسات الديمقراطية وتمتين دعائم دولة القانون .

 ومن منطلق مسؤوليتها القارية، تساهم الجزائر في تعزيز التنسيق بين أجهزة الاتحاد الإفريقي ووكالات التنمية لتفعيل توصيات الآلية الإفريقية، لاسيما من خلال مبادرات مثل برنامج الحوكمة القارية، ومشروع إنشاء وكالة إفريقية للتصنيف الائتماني، ومشروع GOV – Tech، باعتبارها أدوات قادرة على إحداث تغيير حقيقي في إطار جهود التعاون الأوسع بين بلدان الجنوب.

 صاحب الفخامة، السيدات والسادة، باعتبارها من الدول المؤسسة لمبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، التي تنص بوضوح على التزام إفريقيا بتطوير وتعزيز الشراكات جنوب - جنوب بهدف ضمان التنمية المستدامة، تشارك الجزائر بشكل فعال في العديد من مشاريع التعاون الإقليمي في إطار هذه المبادرة الإفريقية، بما في ذلك في مجالات التنمية البشرية والزراعة وتجارة الطاقة ونقل التكنولوجيا.

 ولهذا الغرض، استكملت الجزائر الجزء الواقع على أراضيها من مشروع الطريق السريع العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر بمدينة لاغوس. وبالإضافة إلى ذلك، يجري تنفيذ مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف في الجزائر وزويرات في موريتانيا، والذي سيفتح بدوره آفاقا حقيقية لتنمية العلاقات الثنائية وتحقيق التكامل الإقليمي.

 علاوة على ذلك، فإن مشروع إنشاء خط انابيب الغاز العابر للصحراء، وصل إلى مرحلة متقدمة من الدراسات.

ومن المؤكد أن هذا المشروع سيساهم في فتح آفاق واعدة لدول العبور والمنطقة بأكملها، ليس فقط من حيث تعزيز تكامل الأنشطة الاقتصادية وجذب الاستثمارات، ولكن أيضا من حيث تحسين الظروف المعيشية للسكان وحماية البيئة . هذا وتعمل الجزائر على مد الألياف البصرية إلى غاية الحدود مع النيجر وموريتانيا، وهو ما سيساهم في تقليص الفجوة الرقمية ويعزز الولوج إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتكون متاحة للجميع. بالإضافة إلى ما سبق، وعلى مستوى التعاون التجاري، ستحتضن الجزائر خلال الفترة من 4 إلى 10 سبتمبر 2025، الدورة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية (IATF 2025) الذي يمثل محطة هامة للفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال الأفارقة لاستكشاف فرص الشراكة والاستثمار في إفريقيا، في سياق مشروع التكامل الاقتصادي القاري.

 صاحب الفخامة، السيدات و السادة، إن إيمان الجزائر والتزامها بالتضامن الإفريقي ومساهمتها في تعزيز التعاون جنوب - جنوب قائم وثابت ودائم، مع حرصها الدؤوب على ترقية التعاون الإقليمي والإفريقي والدولي لبلوغ النتائج المرجوة وتحويلها إلى واقع ملموس، وتعظيم الاستفادة المتبادلة من التجارب المحلية. فلنغتنم هذه الفرص ليس فقط لتعزيز التعاون جنوب -جنوب، بل لبناء نموذج تنموي شامل وذلك لجعل قارتنا الإفريقية شريكا فاعلا حقيقيا في بناء معالم نظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا . أشكركم على حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com